أسباب قصر القامة

mainThumb
قصر القامة

26-08-2024 09:29 PM

السوسنة- قصر القامة هو حالة طبية قد تكون جزءًا من النمو الطبيعي أو قد تشير إلى مشاكل صحية أو اضطرابات مختلفة. بينما يُعتبر قصر القامة في بعض الأحيان نتيجة لوراثة طبيعية أو تأخر في النمو، فإن هناك حالات أخرى قد تنجم عن مشاكل صحية متنوعة تشمل سوء التغذية، اضطرابات هرمونية، أمراض مزمنة، أو تشوهات خلقية.

أسباب قصر القامة
يمكن بيان الأسباب بشيء من التفصيل فيما يأتي:

قصر القامة الطبيعي
تُعدُّ معظم حالات قصر القامة غير الناتجة عن حالة مرضيَّة معيَّنة أمراً طبيعيّاً، إذ يتمتَّع فيها الطفل بصحَّة جيِّدة وينمو بالنهاية بالمعدَّل الطبيعي، ويكون السبب الكامن وراء قصر القامة الطبيعي في أغلب الحالات غير معروف، أو قد ينتج بسبب طول قامة أقل من المتوسِّط، أو تأخُّر في البلوغ في تاريخ العائلة، إذ إنَّ هناك نوعين من الاختلافات تشمل هذه الحالات الشائعة كما سيتم تفصيلها، والتي تظهر في أنماط نموِّ بديلة طبيعيَّة للأطفال ولا تشير إلى وجود اضطرابات في النموِّ أو مشاكل صحِّية ما.

تأخر النمو البنيوي
يصف تأخُّر النموِّ البنيوي (بالإنجليزية: Constitutional growth delay) الأطفال قصار القامة بالنسبة لأعمارهم ولكن ينمون بمعدَّل طبيعي، إذ لا تظهر لديهم أيَّة أعراض أو علامات تدلُّ على وجود أمراض معيَّنة تؤثِّر بدورها في معدَّل النموِّ، ولكن يظهر لديهم تأخُّر في عمر العظم (بالإنجليزية: Bone age) وهذا يعني أنَّ نضوج الهيكل العظمي لديهم أصغر من عمرهم بالسنوات، وفي سياق الحديث فإنَّه يتم حساب عمر العظم عن طريق أخذ صورة أشعَّة سينيَّة (بالإنجليزية: X-ray) لليد والرسغ ومقارنتها بالصور القياسيَّة التي يتم أخذها للأطفال بنفس العمر، كما يتأخَّر البلوغ لدى هؤلاء الأطفال مقارنة بأقرانهم فيما يخصُّ النموَّ الجنسي وطفرة النموِّ (بالإنجليزية: Growth spurt) عند البلوغ، إلا أنَّ النموَّ لديهم يستمرُّ حتى سنٍّ أكبر وبالتالي يصلون إلى الطول الطبيعي لأقرانهم في سنِّ الرشد، ومن المرجَّح أن يكون أحد الوالدين أو كليهما أو أحد الأقارب قد مرَّ بنمط نموٍّ مماثل، فعلى سبيل المثال قد تكون إحدى الأقارب الإناث قد مرَّت بأول دورة شهريَّة لها بعد بلوغها 15 عاماً أو قد يكون أحد الأقارب الذكور قد وصل إلى طوله النهائي بعد بلوغه 18 عاماً.

قصر القامة الوراثي
ينمو الأطفال المصابون بقصر القامة الوراثي (بالإنجليزية: Familial short stature) بمعدَّل طبيعي، ويكون أحد الوالدين أو كليهما قصير القامة، كما ينمو العظم لديهم بشكل طبيعي وذلك بالنظر إلى عمر العظم المطابق للعمر، ويصل هؤلاء الأطفال إلى البلوغ في زمنه الطبيعي ويكملون نموَّهم بشكل تام بطول يتلاءم مع أطوال قامة الوالدين، وقد يطلب الأخصَّائي بعض الفحوصات المخبريَّة وبعضهم لا يلجأ إليها أبداً، وفي أغلب الأحيان تكون النتيجة طبيعيَّة في الفحوصات المطلوبة.

المشاكل الصحية والأمراض
تتعدَّد مشاكل النموِّ الموجودة باختلاف نوع اضطراب النموِّ المتواجد، فبعضها مرتبط بالجينات فيما ترتبط أخرى بمشاكل في الهرمونات أو سوء امتصاص الأغذية، وفيما يأتي تفصيل كلِّ هذه الاضطرابات:

سوء التغذية
ينتج سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition) بسبب عدم الحصول على كمِّية الغذاء الكافية أو بسبب بعض الأمراض الجهازيَّة التي تؤثِّر في حصول الجسم على احتياجاته من الغذاء، أو تزيد من احتياجه للطاقة، أو تتعارض مع القدرة على امتصاص الطعام، هذا إلى جانب أنَّ البعض قد يفرض قيوداً ذاتية على الطعام خوفاً من السمنة، وفي نهاية المطاف يُسبِّب سوء التغذية المتواصل قصر القامة ويمنع الأطفال من إكمال نموِّهم بشكل تام، ومن الجدير بالذكر أنَّ سوء التغذية هو السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل النموِّ على مستوى العالم، ولذلك يُنصَح بالحصول على الغذاء الصحِّي المتوازن للوقاية منه وعلاجه، كما تُعدُّ السمة المميِّزة لنقص التغذية هي الوزن المنخفض نسبة للطول.

أمراض الغدد الصماء
تُعدُّ اضطرابات الغدد الصمَّاء الأوَّلية (بالإنجليزية: Primary endocrine disorders) التي لها آثار على النموِّ غير شائعة، ولكن من المهم تحديدها لأنَّها قابلة للعلاج، وبشكل عام تتميَّز هذه الاضطرابات التي سيتم تفصيلها بالوزن الزائد نسبة للطول، وفيما يأتي بيان لهذه الأمراض بشيء من التفصيل:

1-نقص هرمون النموِّ: إنَّ هرمون النموِّ (بالإنجليزية: Growth hormone) هو بروتين تنتجه الغدَّة النخاميَّة (بالإنجليزية: Pituitary gland) المتواجدة بالقرب من قاعدة الدماغ وترتبط بمنطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، والتي بدورها تُنظِّم عمل الغدَّة النخاميَّة، وبالتالي فإنَّ أيَّ تلف قد يصيب منطقة تحت المهاد أو الغدَّة النخاميَّة يؤثِّر بدوره في إنتاج هرمون النموِّ، وينتج عن نقص هرمون النموِّ في العادة بطء في النموِّ بشكل غير طبيعي مع قصر في القامة بنسب طبيعيَّة.
2-قصور الغدَّة الدرقيَّة: تلعب هرمونات الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid hormones) دوراً مهماً في النموِّ الطبيعي للعظام وتنظيم كُلٍّ من الوزن ومستويات الطاقة، ودرجة الحرارة الداخلية، ونموِّ الجلد والشعر والأظافر وغيرها، وبالتالي يُسبِّب نقص إفراز هرمونات الغدَّة الدرقيَّة الناتج عن قصور الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism) قصر القامة.
3-متلازمة كوشينغ: ترتبط متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing's syndrome) أو كما يُطلَق عليها أحياناً فرط كورتيزول الدَّم (بالإنجليزية: Hypercortisolism) بتعرُّض الجسم لمستويات عالية من هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) لفترة طويلة، والتي قد تحدث نتيجة تناول أدوية الكورتيكوستيرويد عن طريق الفم (بالإنجليزية: Oral corticosteroid) أو بسبب إنتاج الجسم كمِّية أكبر من الكورتيزول من تلقاء نفسه، ومن أعراض متلازمة كوشينغ الأوَّلية لدى الأطفال قصر القامة مع الاستمرار في اكتساب الوزن.

الأمراض المزمنة
قد تؤثِّر الأمراض المزمنة المرتبطة بالغدَّة النخاميَّة في النموِّ، فعلى سبيل المثال قد يؤثِّر علاج السرطان بالأشعَّة للدماغ في الغدَّة النخاميَّة لدى الأطفال مسبِّباً قصر القامة، كما قد تُسبِّب بعض أمراض القناة الهضميَّة، مثل داء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، ومرض السيلياك (بالإنجليزية: Celiac disease) أو كما هو معروف باسم مرض حساسيَّة القمح قصر القامة وذلك لتأثيرها على التغذية، وقد ترتبط أمراض مزمنة أخرى ببطء في النموِّ مثل أمراض القلب، وأمراض الكلى، وأمراض المناعة، وأمراض الغدد الصمَّاء الأخرى.

المشاكل الخَلقية
قد تؤدِّي الإصابة ببعض المشاكل الخلقيَّة إلى قصر القامة لدى الأطفال، وذلك لأنَّها تؤثِّر بشكل أساسي في الأنسجة التي يحدث فيها النموُّ، وفيما يأتي بيان هذه المشاكل بشيء من التفصيل:

- تحدُّد النمو داخل الرحم: (بالإنجليزية: Intrauterine growth restriction)، تحدث هذه المشكلة نتيجة لعدد من العوامل الجينيَّة والبيئيَّة التي تؤدِّي إلى عدم اكتمال النموِّ داخل الرحم، وعادة ما تكون أطوال وأوزان هؤلاء الأطفال عند ولادتهم أقلَّ من الطبيعي وبما يتناسب مع قصر القامة.
- تشوُّهات الكروموسومات: (بالإنجليزية: Chromosome abnormalities)، إنَّ تواجد كروموسومات أكثر أو أقلَّ يُعدُّ سبباً لظهور العديد من المشاكل الصحِّية والتي تشمل مشاكل مرتبطة بالنموِّ، وفيما يأتي تفصيلها:
- متلازمة تيرنر: (بالإنجليزية: Turner syndrome)، وهو اضطراب جيني ينتج بسبب فقدان كروموسوم X في كلِّ خلايا الجسم، وعادة ما يصيب الإناث ويُسبِّب قصر القامة لديهنَّ إلى جانب عدم النضوج.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد