الأخلاق في سوق الدراما المفتوح

mainThumb

26-08-2024 05:56 PM

ليس كل ما نتمنى أن يحدث، يقع  بالفعل. وهذا ينطبق تمامًا على عالم الدراما التلفزيونية، حيث تغيرت المعايير والأولويات بشكل كبير. فقد تحولت المسلسلات العربية، التي كانت تُعرف بقيمها وأخلاقها، إلى منتجات تجارية تسعى جاهدة لجذب أكبر عدد من المشاهدين، حتى لو على حساب الجودة الفنية والأخلاقية.

التغير في طبيعة الدراما العربية:

كنا معتادين على مسلسلات عربية تحمل في طياتها قصصًا واقعية ومؤثرة، تعكس قيم المجتمع وتراثه. كانت هذه المسلسلات، مثل تلك التي قدمها الفنان ياسر العظمة، تتميز بالحكمة والمواعظ التي تُقدم بطريقة فنية راقية. ولكن مع مرور الوقت، تغيرت هذه الصورة، وأصبحت الدراما العربية أكثر تركيزًا على الترفيه السريع والمتعة اللحظية.

تأثير العولمة والانفتاح:

مع انتشار العولمة وزيادة الانفتاح على الثقافات الأخرى، تأثرت الدراما العربية بشكل كبير. فقد انتشرت المسلسلات التركية والغربية، والتي تحمل قيمًا وأفكارًا قد لا تتوافق مع قيم المجتمع العربي. كما أدى هذا الانفتاح إلى ظهور نوع جديد من الدراما العربية، يعتمد على التقليد والتكرار، ويفتقر إلى الإبداع والأصالة.

تراجع القيم الأخلاقية في الدراما:

للأسف، شهدنا تراجعًا ملحوظًا في القيم الأخلاقية في الدراما العربية المعاصرة. فقد أصبحت العلاقات المحرمة والمشاهد المثيرة أكثر شيوعًا، مما يؤثر سلبًا على عقول الشباب. كما أن التركيز الزائد على الشهرة والمال أدى إلى تدهور مستوى الأعمال الدرامية، وظهور العديد من الأعمال التي تفتقر إلى المعنى والمضمون.

استنتاج:

السوق المفتوح للدراما العربية أصبح سوقًا تنافسيًا للغاية، حيث يسعى كل منتج إلى جذب أكبر عدد من المشاهدين بأي وسيلة كانت. وهذا يؤدي إلى تراجع في الجودة الفنية والأخلاقية للأعمال الدرامية، ويضر بالذوق العام للمشاهد العربي.

حلول مقترحة:

العودة إلى الجذور: يجب على صناع الدراما العربية العودة إلى جذورهم، والاستلهام من التراث العربي الأصيل.
التركيز على القيم الأخلاقية: يجب أن تعكس الدراما العربية القيم الأخلاقية الأصيلة للمجتمع العربي.
تشجيع الإبداع: يجب تشجيع الكتّاب والمخرجين على تقديم أعمال إبداعية جديدة ومبتكرة.
رقابة نوعية: يجب تطبيق رقابة نوعية على الأعمال الدرامية، لضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والفنية.

ختامًا:

إن تراجع مستوى الدراما العربية هو أمر مؤسف، ولكن يمكن علاجه من خلال الجهود المشتركة لصناع الدراما والجمهور. يجب أن نعمل جميعًا على دعم الأعمال الدرامية التي تعكس هويتنا العربية وتقدم لنا رسائل إيجابية وبناءة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد