إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى

mainThumb

24-08-2024 12:58 PM

ينصح المسلمون بقراءة سورة الكهف كل يوم جمعه لأن الرسول محمد بن عبد الله ﷺ قال على لسان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين.

وعن الحاكم في المستدرك مرفوعاً أن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين، وأخرج ابن مردويه وفي الضياء في الأحاديث المختارة نصوص على أن في قراءة العشر الآيات من أول، أو من آخر سورة الكهف، وعن علي قال: قال رسول ﷺ: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال، عصمه الله منه. وفي سورة الكهف من العبر العديدة ومنها: تجنّب مفاخرة الإنسان واستعظامه بماله على غيره، وتذكّر نعمة الله عليه. عدم شكر الله للنّعم وجحودها سببٌ لسخط الله عليه وذهاب ماله، كما قال تعالى في حكايته عن صاحب الجنتين (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (الكهف: 42)).

وفي رواية الدرامي، من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق، وفي مسند الإمام أحمد عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال: من قرأ أول عشرة آيات من سورة الكهف أو من آخرها، كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً ما بين السماء إلى الأرض. وقال أيضاً النّبي ﷺ في فضلها: أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ. ومن العبر المستفادة من سورة الكهف هو إثبات أن البعث حق، وأن المؤمن يكافأ بحُسن الجزاء، وأن الكافر يلقى جزاء عنته وكفره في الدنيا والآخرة. وتضمنت هذه القصص دلالة على البعث، وضرب المثل للحياة الدنيا، والحشر، ونفخ الصور، وما يكون يوم البعث والنشور.

كما تناولت سورة الكهف قصّة سيدنا موسى عليه السلام مع سيدنا الخضر في ثلاثة حوادث وهي: خرق السفينة، وقتل الغلام، وبناء الجدار، وفيها بيان لأهمية التأدب في الحوار كما حصل بين سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام. وفيها عبرة أهمية التواضع لأهل العلم واستفتائهم والإشارة إلى أهمية سؤال العالم لمن هو أعلم منه. وفيها تبيانٌ لاستحباب المرافقة في السفر، وتفضيل مرافقة الصالحين. وفيها إشارة لتأكيد صفة النسيان في البشر، قال تعالى في حكاية سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
(الكهف: 61)). وفيها فضل مرافقة أهل العلم، والصبر عليهم ومراقبتهم للتعلم منهم، وفيها تبيانٌ لأهمية التحلي بخلق الصبر (قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (الكهف: 67)).

وتعلمنا من سورة الكهف أيضاً أن الله يفتح على بعض الصالحين من علم الغيب ما يشاء (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (الكهف: 68))، وقد فتح الله على سيدنا الخضر عليه السلام من غيب علمه عن السفينة وعن الغلام وعن السور، رغم أنه لا يعلم الغيب إلا الله (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)).

ولكن أهم شيء لفت إنتباهي لما جاء في سورة الكهف هو الاية (نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (الكهف: 13)).

ووجدت هذه الآية تنطبق على الفتية (مقاتلي حركات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة) وقد صدق قول الله فيهم إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد