مرض الجذام

mainThumb
الجذام

23-08-2024 09:46 PM

السوسنة- الجذام هو مرض معدٍ مزمن تسببه بكتيريا تُسمى Mycobacterium leprae. يؤثر المرض بشكل رئيسي على الجلد والأعصاب المحيطية، والعينين، والأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي. يتطور الجذام ببطء، وقد يستغرق سنوات حتى تظهر الأعراض بعد الإصابة بالعدوى.

يمكن أن يتسبب الجذام في تلف الأعصاب، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس في المناطق المصابة من الجلد، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالجروح أو الحروق دون أن يلاحظ الشخص ذلك. كما يمكن أن يؤدي إلى تشوهات جسدية إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.

مضاعفات مرض الجذام

هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث في حال المعاناة من مرض الجذام، يمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:

- على مستوى الأعصاب: غالباً ما تتمثل المضاعفات التي تحدث على مستوى الأعصاب بمعاناة المصاب من اعتلال الأعصاب المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy). يمكن تعريف هذا الاعتلال على أنّه مواجهة المصاب مشكلة في حاسة اللمس والقدرة على الإحساس بالأطراف، ممّا يترتب عليه فقدان قدرة المصاب على الإحساس بالحرارة والألم. يمكن تبسيط ذلك بقولنا إنّ المصاب لا يشعر بالجروح أو الحروق أو الضربات التي يتعرض لها في حال عدم مشاهدته لها، فالإحساس في أجزائه المتأثرة يكاد يكون معدوماً.

- على مستوى العضلات: يتسبب مرض الجذام بمعاناة المصاب من ضعف في عضلات جسمه، وهذا ما يتسبب بحدوث بعض التشوهات. منها ما هو على مستوى اليد، فنرى المصابين بالجذام يُعانون من عدم القدرة على مدّ الإصبعين الرابع والخامس من اليد، واستمرار هذين الإصبعين بوضعية تُشبه شكلهما عند قبض اليد، وذلك بسبب تأثر العصب المعروف بالعصب الزنديّ (بالإنجليزية: Ulnar nerve). ومن التشوهات المتعلقة بالعضلات كذلك ما يُعرف بتدلي القدم (بالإنجليزية: Foot Drop) نتيجة لتأثير الجذام في العصب المعروف بالعصب الشظويّ (بالإنجليزية: Peroneal nerve).

- على مستوى العيون: يتسبب الجذام بإصابة الشخص بالتهاب القزحية (بالإنجليزية: Iritis)، والذي يزيد من فرصة معاناة الشخص من المياه الزرقاء أو الغلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma)، هذا بالإضافة إلى احتمالية تسبب الجذام بعمى المصاب.

- على مستوى الأنف: يُتلف مرض الجذام الغشاء المخاطيّ للأنف (بالإنجليزية: Nasal Mucosa)، ممّا يتسبب بمعاناة المصاب من نزيف الأنف واحتقانه، وفي الحالات التي يُترك فيها دون علاج، فإنّ هذه المضاعفات تزيد الأمر سوءاً، وتتسبب بتدمير الحاجز الأنفيّ المعروف علمياً بالوتيرة (بالإنجليزية: Nasal Septum).

- على مستوى الأداء الجنسي: يتسبب مرض الجذام بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) وانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية من الخصيتين. لهذا يُعاني المصابون ببعض أشكال الجذام من مشاكل في الانتصاب وقد يصل الأمر إلى العقم.

- على مستوى القدم: قد يُعاني المصابون بالجذام من ظهور قروح في باطن القدم، ممّا يُضعف قدرتهم على المشي نتيجة الآلام التي تتسبب بها هذه القروح.

- على مستوى الكلى: قد تتسبب بعض أنواع الجذام بمعاناة المصاب من الداء النشواني (بالإنجليزية: Amyloidosis) وكذلك من الفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Renal failure).

علاج مرض الجذام

إنّ علاج مرض الجذام أمر ممكن، ففي العقدين الماضيين تمّ علاج ما يُقارب 16 مليون مصاب بالجذام. ومن الخيارات العلاجية الممكنة ما يأتي:

1- المضادات الحيوية: يمكن السيطرة على الجذام بإعطاء المصاب بعض المضادات الحيوية لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر وعام، وقد يستغرق العلاج باستخدام المضادات الحيوية فترة أطول في الحالات الخطيرة. غالباً ما يتم استخدام نوعين أو أكثر من المضادات الحيوية الآتية:

- دابسون (بالإنجليزية: Dapsone): يُعدّ هذا المضاد آمناً بشكل عام، ولكن قد يتسبب بحدوث بعض الآثار الجانبية، مثل انحلال الدم (بالإنجليزية: Hemolysis) وفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).

- ريفامبيسين (بالإنجليزية: Rifampicin): يُعتبر المضاد الحيويّ الأول في علاج الجذام، ولكن لا يُستخدم في بعض الحالات لأنّه غالي الثمن. من الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدامه تسمم الكبد (بالإنجليزية: Hepatotoxicity) وأعراض تشبه الإنفلونزا، وقد يتسبب في حالات نادرة بفشل الكلى وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

- كلوفازيمين (بالإنجليزية: Clofazimine): يُعدّ هذا المضاد آمناً للغاية، ولا يتسبب بأكثر من إحداث اختلالات على مستوى تصبغ الجلد، ولكن غالباً ما تستغرق هذه الاضطرابات شهوراً حتى تختفي.

2- مضادات الالتهاب: ومن الأمثلة عليها الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids)، وتُستخدم للسيطرة على التلف العصبيّ الذي يحدثه الجذام.

3- دواء ثاليدوميد: يقوم هذا الدواء بتثبيط جهاز المناعة، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ استعمال هذا الدواء من قبل الحوامل أو النساء اللاتي يُخطّطن للحمل أمر ممنوع قطعياً، لما يتسبب به من تشوهات في الجنين.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد