حمى الوادي المتصدع

mainThumb
حمى الوادي المتصدع

23-08-2024 08:35 PM

السوسنة- حمى الوادي المتصدع هي عدوى فيروسية حيوانية المصدر تصيب الحيوانات وتنتقل إلى البشر. تُسببها عدوى فيروس RVF (Rift Valley Fever Virus)، الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الحمضية الريبوزية. يُعتبر الفيروس مسؤولا عن تفشي المرض بين الماشية مثل الإبل والأغنام والأبقار، ويمكن أن ينتقل إلى البشر من خلال التلامس المباشر مع سوائل الجسم أو الأنسجة المصابة، أو عبر لدغات البعوض المصاب. في الحالات الشديدة، قد تؤدي العدوى إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا، مشكلات في الشبكية، ومتلازمة الحمى النزفية.

أسباب الإصابة بحمى الوادي المتصدع وطرق انتشارها

كما أشرنا سابقًا، فإنّ سبب الإصابة بحمى الوادي المتصدّع ناجم عن انتقال عدوى فيروس RVF من الحيوانات إلى البشر، إذْ تنتقل هذه العدوى إلى البشر بطرقٍ عدة، من أبرزها:

1- التلامس مع دم أو سوائل أو أنسجة الحيوانات المصابة بالفيروس
خاصةً المواشي كالإبل والأغنام والأبقار. قد يحدث هذا التلامس المباشر أو غير المباشر أثناء رعاية الحيوانات، أو ذبحها، أو عند تناول منتجاتها غير المطبوخة جيدًا، أو أثناء الإجراءات البيطرية، مثل مساعدة الحيوان على الولادة.

2- التعرض للدغات البعوض: قد يصاب البشر بحمى الوادي المتصدِّع عن طريق التعرّض للدغات البعوض المصاب، أو لدغات حشرات أخرى تحمل العدوى في حالات نادرة. عمومًا، تزداد فرصة انتقال العدوى بواسطة لدغات البعوض في حال زادت أعداد البعوض بشكلٍ كبير، أو عند حلول مواسم هطول الأمطار الغزيرة التي تحفز فقس بيض البعوض الحامل للفيروس.

أعراض حمى الوادي المتصدع

تختلف أعراض حمى الوادي المتصدع اعتمادًا على شدة العدوى. وفيما يأتي توضيح ذلك:

- أعراض حمى الوادي المتصدع البسيطة: تتراوح الفترة الفاصلة بين لحظة التقاط عدوى حمى الوادي المتصدع وظهور الأعراض بين 2-6 أيام تقريبًا، ويُطلق عليها فترة الحضانة، وقد لا يُعاني بعض الأفراد المصابين من أية أعراض ملحوظة، وفي حال ظهرت لدى البعض فقد تستمر الأعراض البسيطة حوالي 2-7 أيام، ومن هذه الأعراض:
- فقدان الوزن الشديد.
- الدوخة.
- ألم الظهر.
- الضعف الجسدي العام.
- الحمى.
- آلام العضلات.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- آلام في المفاصل.
- تقيؤ.
- تصلب الرقبة.
- حساسية للضوء.

- أعراض حمى الوادي المتصدع الشديدة: نادرًا ما يعاني المصابين بحمى الوادي المتصدع من أعراضه الشديدة، فمعظم الحالات تكون أعراضها خفيفة نسبيًا وتزول خلال مدة قصيرة. ولكن عندما تتفاقم أعراض العدوى، قد يعاني المصاب من واحدة أو أكثر من المضاعفات الشديدة المذكورة في الآتي والأعراض المحتملة المصاحبة لها:
- متلازمة التهاب السحايا والدماغ: يحدث التهاب السحايا والدماغ بعد 1-4 أسابيع تقريبًا من ظهور الأعراض الأولى لحمى الوادي المتصدِّع، ومن أعراضه:
- الهلوسة.
- فقدان الذاكرة.
- التشويش.
- الدوار.
- الخمول.
- الصداع الشديد.
- الغيبوبة.

- المتلازمة العينية: تتمثل الأعراض المصاحبة للإصابة بهذه المتلازمة بحدوث مشكلات في الشبكية، وفي هذه الحالة يعاني المصاب عادةً من عدم وضوح الرؤية أو ضعفها، وقد تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها ودون ترك أي آثار خلال 10-12 أسبوعًا، ولكن قد يكون المُصاب معرضًا لخطر الإصابة بفقدان البصر الدائم في حال لحق ضرر ببقعة الشبكية (Macula of retina).

- متلازمة الحمى النزفية: تظهر أعراض هذه المتلازمة بعد 2-4 أيام من الإصابة بالمرض، وتبدأ بأعراض تدل على وجود مشكلة خطيرة في الكبد مثل ظهور أعراض اليرقان، وبعد ذلك تظهر علامات النزيف، مثل:
- نزول دم مع البراز.
- نزيف اللثة أو الأنف.
- تقيؤ الدم.
- الطفح الجلدي.
- غزارة الطمث.

تشخيص حمى الوادي المتصدع

غالبًا ما يكون التشخيص السريري لحمى الوادي المتصدع صعبًا بسبب عدم وجود أعراض واضحة على المصاب، وخاصةً في بداية المرض. لذا سيحتاج الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات لإعطاء تشخيص نهائي، ومنها:

- تحليل تفاعل البوليمراز المتسلسل للنسخ العكسي (RT-PCR).
- اختبار الأجسام المضادة باستخدام تحليل الإليزا (ELISA) أو ما يُعرف بالمقايسة الامتصاصيَّة المناعيَّة للإنزيم المرتبط، إذ يكشف هذا الاختبار عن وجود الأجسام المضادة IgM و IgG المحدّدة للفيروس.
- عزل الفيروس وزراعته في خلية، والذي يمكن استخدامه بعد الوفاة للكشف عن وجود الفيروس.

علاج حمى الوادي المتصدع

لا يوجد علاج معتمد لحمى الوادي المتصدع، كون معظم الحالات يُصاحبها أعراض خفيفة وتتعافى من تلقاء نفسها. وبالنسبة إلى الأعراض المزعجة التي ترافق العدوى؛ كالألم والحمى، فيمكن السيطرة عليها بالأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية. أما الحالات الشديدة فتتطلب المكوث في المستشفى والحصول على الرعاية الداعمة.

الوقاية من حمى الوادي المتصدع

في حال انتشر فيروس حمى الوادي المتصدع في بلد ما؛ فيتوجب على سكانها أخذ التدابير الاحترازية الآتية لوقاية أنفسهم من العدوى:

- تجنب التعرّض للدغات البعوض والحشرات الماصة للدم قدر المستطاع.
- الاستعانة بالناموسيات (غطاء يوضع فوق الأسرّة لمنع التعرض للبعوض)، أو طارد البعوض.
- ارتداء معدات واقية لتفادي حدوث تلامس مع سوائل جسم أو دم أو أنسجة الحيوانات، في حال الاضطرار للتعامل معها أو الاعتناء بها.

هل يوجد مطعوم ضد حمى الوادي المتصدع؟

أجل، فقد طوّر الباحثون لقاح ضد عدوى حمى الوادي المتصدع بهدف حماية الماشية من العدوى وتقليل فرصة انتقالها للبشر. وعمومًا، في الوقت الراهن لا يوجد لقاح مرخص بالكامل للاستخدام البشري أو للحيوانات متاح للاستخدام في البلدان غير الموبوءة بمرض حمى الوادي المتصدع، إلى جانب غياب السياسات أو الممارسات الواضحة لتلقيح الماشية في البلدان الموبوءة بشكلٍ منتظم كاستراتيجية وقائية ضدّ تفشي الحمى.
لذلك، تمت التوصية بضرورة التلقيح الروتيني للماشية المعرضة للإصابة بعدوى المرض في البلدان الموبوءة للوقاية من انتقاله للبشر، وتطوير مطاعيم ملائمة للبشر تُعطى للأفراد الأكثر عرضة لالتقاط العدوى؛ كالأطباء البيطريين، وعمال المسالخ، والعسكريين وغير العسكريين الذين يعملون في أماكن الخطورة، وذلك بحسب المراجعة التي نشرت في مجلة Vaccines عام 2017م.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد