ما هو الكبت

mainThumb
الكبت

22-08-2024 02:55 PM

السوسنة- الكبت هو آلية دفاع نفسية يستخدمها العقل لإبعاد الأفكار والمشاعر والتجارب المؤلمة أو غير المقبولة عن الوعي. عندما يواجه الشخص تجربة أو فكرة تسبب له قلقًا أو ألمًا نفسيًا، يقوم العقل "بكبت" هذه التجربة أو الفكرة، أي دفعها إلى العقل اللاواعي بحيث لا تبقى في الوعي المباشر. على الرغم من أن هذه المشاعر والأفكار تكون مخفية وغير واعية، إلا أنها قد تستمر في التأثير على سلوك الفرد وعواطفه بطرق غير مباشرة.

ينقسم الكبت إلى نوعين رئيسين كما يلي:

1. الكبت الأولي/ الأساسي: يُعرف أيضًا بالكبت الأساسي (بالإنجليزية: Primal/ Primary Repression)، ويعد أولى مراحل الكبت النفسي. يقوم العقل في هذه المرحلة بدفع الأفكار والمشاعر السلبية أو المرتبطة بالأمور السلبية، وفق منظومة اعتقادات الفرد، إلى الجزء اللاواعي من العقل بشكل تلقائي دون إدراك الفرد، ليبقى جزءًا من هوية الفرد مخفيًا عنه.

2. الكبت الثانوي/ الحقيقي: يُعرف بالكبت الثانوي أو الحقيقي (بالإنجليزية: Secondary Repression/ Repression Proper)، ويحدث عندما يقوم العقل الواعي بدفع الأفكار والمشاعر السلبية نحو العقل اللاواعي عن قصد بعد إدراكها، لأن وجودها في العقل الواعي يسبب قلقًا عصابيًا تجاه ذات الفرد وهويته. يتم ذلك من خلال إنكار الشعور بالخطر منها، أو إثبات عدم انتمائها له، وتكذيب وجودها، لحماية الصورة الذاتية.

تاريخ الكبت

بدأ طرح مصطلح الكبت من قبل العالم فرويد في نظريته للتحليل النفسي كعملية أساسية تحدث قبل تطوير هوية الذات (الأنا/ Ego) والأنا العلوية (Superego). اعتقد فرويد أن معظم تطورات النفس مكبوتة وغير مدركة من قبل الأطفال أو البالغين، خاصةً عندما تسبب المشاعر والذكريات والأفكار الألم للفرد، مما يدفعه لكبتها لا إراديًا. لاحظ فرويد تأثيرات الكبت بناءً على تجاربه مع مرضاه، حيث استنتج أن الأفراد المستحضرين ذكرياتهم أثناء التنويم من عقلهم اللاواعي أكثر من حالتهم الواعية.

أما في علم النفس الحديث، فإن مصطلح الكبت يتعلق بالذكريات المكبوتة. تختلف النظرة الحالية عن نظرية فرويد، حيث يرى البعض أن طريقة استخدام التنويم للاستدلال على الكبت لا يمكن الاعتماد عليها، إذ إن الأفراد المنوّمين يسهل التأثير عليهم، مما يجعلهم غير قادرين على ذكر أحداث حقيقية حصلت لهم بشكل دقيق. لذلك، فإن الذكريات المكبوتة تعتبر من الأمور النادرة الحدوث، ويصعب استرجاع الذكريات إذا تم نسيانها بشكل كامل.

مظاهر وتأثيرات الكبت

وفق نظرية فرويد، يؤثر الكبت على عدة أمور في حياة الإنسان، وتظهر تأثيراته في الآتي:

- الأحلام: تعبر محتويات الأحلام الفعلية أو الرمزية عن المشاعر السلبية أو الرغبات المكبوتة للفرد.
- زلات اللسان: يُعد الحديث غير المقصود عن أمور معينة تعبيرًا عن كبت هذه الأفكار والمشاعر التي تسكن في العقل اللاواعي.
- عقدة أوديب/إليكترا: تعبر هذه العقدة عن المشاعر المكبوتة لدى الأطفال أثناء مرحلة البلوغ. تركز على أن الطفل يكبت مشاعر الغيرة والتنافس على اهتمام الوالد المختلف عنه في الجنس لصالح الوالد المشابه له في الجنس في بداية إدراكه لمشاعر الانجذاب.
- الخوف غير المبرر/ الفوبيا (Phobia): تعد الفوبيا دليلًا على ذكريات وتجارب سلبية مكبوتة في زمن سابق تم دفعها نحو العقل اللاواعي، لكنها ما زالت تؤثر على سلوك الفرد ومشاعره تجاه أمور معينة بشكل غير معروف المصدر.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد