مقتطفات أردنيّة

mainThumb

21-08-2024 12:57 AM

يعيشُ الأردنيّون أيامًا، يعتبرُها بعضُهم جامدة ومكررة، ومنهم مَن يحصل فيها على تطورات جذريّة قد تغير مسار حياته، ويبدأ سكة جديدة ليصل إلى مبتغاه، وهذا عمليًا يندرج في إطار «سُنّة الحياة،» إلا انّ التغيير وفق الكثيرين يأتي بطيئًا جدًا.


الأيامَ الماضية، عاشَ الأردنيون على وقع أحداث شغلتهم، ولم تكن مفصولة بطبيعة الحال عن الأرق النفسيّ والألم الشديد على ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة الفلسطينيّ من حرب إبادة وحشية ترتكبها العصاباتُ الصهيونيّة المدعومة غربيًا، هي ومرتزقتها. لكنّنا في هذه المقتطفات سنناقش بعض هذه الأحداثِ والقضايا، وأهمّها:

«التوجيهي والماسح الضوئي»

ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بين بعض الطلبة وأولياء الأمور على النتائج غير المتوقعة التي حصلوا عليها، ولجأ هؤلاء إلى وسائل الإعلام وإلى الشارع أيضًا لبثّ شكواهم، مطالبينَ وزارة التربية والتعليم النظرَ بعين الرأفة والرحمة وإعادة تصحيح أوراقهم حتى لو كان ذلك على نفقتهم الخاصة؛ لاعتقادهم أنّهم أو أبناؤهم تعرّضوا إلى ظلم شديد.

البعض نشر علاماته المتوقعة «العالية» والفعليّة «المنخفضة»، فمن معدل في التسعين إلى معدل في الأربعين، وأغلب هؤلاء الطلبة يبثون شكواهم حول معدلاتهم بذات النِّسب، والوزارة بدورها لم تقدّم لهم أية حلول، ولم تلقِ بالًا لهذه الشكاوى، على حد تعبيرهم.

نتمنّى أنْ تسمع وزارة التربية والتعليم من هؤلاء الطلبة، وأنْ تضع آلية مناسبة وعادلة لإعادة تصحيح أوراق مَن يظنُّ أنّه ظُلِم؛ فمستقبل الطالب ووضعه على السّكة الصحيحة وصولاً إلى تحقيق أحلامه يستحقُّ إعادة النظر.

«مدارس وكتب»

بدأ العام الدراسي، مع تأخير توزيع الكتب على الطلبة، والتي لم تكن جاهزة في الموعد المحدّد. وزارة التربية أوضحت أنّ عملية التوزيع تتم تباعًا، وأنّ بعض المناهج المطوّرة متوفرة بنسخ إلكترونية على موقع الوزارة ومتاحة للجميع. كنّا نتمنى أن يبدأ طلبتنا عامهم الدراسي باستعداد كامل، دون أدنى تأخير خاصة في الكتب المدرسية التي تعد العامود الفقريّ للعملية التعليمية.

«انتخابات ويافطات»

شوَّهت كثير من اليافطات الانتخابية لبعض المرشحين المظهر الجماليّ والبيئي لشوارع مدننا، إذْ أصبحت الشّوارع معرضًا للوحات والصور «الأنيقة»؛ سعيًا للفوز بقلوب المواطنين المقترعين، ويبدو أنّ الشّكل في اليافطات مُهم عند بعض المرشّحين، فتستطيع أنْ تلمح أثر السّيد «فوتوشوب» بوضوح. بكلّ الأحوال، نتمنى للجميع الفوز وإنْ كان ذلك مستحيلًا، ونتمنى في الوقت نفسه مراعاة مشاعر المواطنين وشاخصات المرور والمظهر الجمالي للشّوارع، فلا يعقل أن نجدَ على دوّار واحد أكثر من عشرين صورة أو يافطة لمرشح واحد، كأنه تضمَّنَ هذا الدوار!.

«هجرة وأحلام»

نتيجةٌ صادمة أظهرها أو كشف عنها تقرير الهجرة الصادر عن الباروميتر العربي في دورته الثامنة وهي أنّ الكثير من الشباب الاردني يرغبون بالهجرة خارج البلاد. بل؛ إنّ أعدادًا كبيرة بالفعل من الشباب الأردني غادرت البلاد الى الولايات المتحدة وإلى إيرلندا الجنوبية وكثير من بقاع الدنيا، بحثاً عن فرص عمل افضل.

نتمنى أن تكون هذه القضية على سلم أولويات المرحلة المقبلة التي ستفرزها الإصلاحات السياسية، والتي ستفضي في الربع الأخير من العام الجاري عن مجلس أمّة جديد، وحكومةٍ جديدة، وقيادات جديدة لمؤسّسات الدولة؛ فنحن الآن نعيش مرحلة التّحول الديمقراطي، الذي نتمنى أنْ ينعكس إيجابًا وازدهارًا على كافّة المستويات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد