أسباب زيادة هرمون الحليب عند النساء

mainThumb
هرمون الحليب

19-08-2024 03:27 PM

السوسنة- هرمون البرولاكتين، المعروف أيضًا بهرمون الحليب، هو هرمون تنتجه الغدة النخامية في الدماغ وله دور رئيسي في تحفيز إنتاج الحليب بعد الولادة. ومع ذلك، يمكن أن ترتفع مستوياته في الدم لدى النساء لأسباب متنوعة خارج فترة الحمل والرضاعة، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة. من الأهمية بمكان فهم العوامل التي قد تسبب ارتفاع هذا الهرمون، حيث يمكن أن تؤثر على وظائف الجهاز التناسلي وتؤدي إلى أعراض مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو العقم.

المعدلات الطبيعية لهرمون الحليب:
-للسيدات غير الحوامل أقل من 25 ميكروغرام/ لتر.
-للسيدات الحوامل 80 - 400 ميكروغرام/ لتر.

ارتفاع هرمون الحليب خلال الحمل
يعد ارتفاع هرمون الحليب خلال فترة الحمل أمرًا طبيعيًا، حيث يرتفع بنسبة تتراوح بين 10 - 20 ضعف من مستوياته الطبيعية لغير الحامل. يمكن أن يتغير مستوى الهرمون خلال اليوم، حيث تتحكم العديد من العوامل بنسبة ارتفاعه، ويصل إلى أعلى مستوياته خلال هذه الظروف:
- الإجهاد البدني.
- خلال النوم.
- بعد الاستيقاظ مباشرةً.
- الإجهاد العاطفي.

ارتفاع هرمون الحليب خلال الرضاعة الطبيعية
يصل هرمون الحليب بشكل طبيعي إلى أعلى مستوياته بعد خروج المشيمة اللاحق للولادة مباشرةً، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في هرموني الإستروجين والبروجستيرون. يبدأ هرمون الحليب بإرسال إشارات إلى الغدد المنتجة للحليب في الثدي لتباشر إنتاج الحليب. تصل مستويات هرمون الحليب خلال اليوم السابع من فترة الرضاعة إلى 100 ميكروغرام/ لتر. بعد عدة شهور من الرضاعة تبدأ مستويات هرمون الحليب بالانخفاض بشكل تدريجي. يجب الاستمرار في إرضاع الطفل أو شفط الحليب للمحافظة على استمرارية إفرازه، حيث إنّ عدم الاستمرار في الرضاعة أو شفط الحليب يساهم في تقليل مستويات الهرمون وبالتالي توقف إنتاج الحليب.

ارتفاع هرمون الحليب بسبب الإصابة ببعض الأمراض
تعد الإصابة ببعض الأمراض من الأسباب الشائعة للإصابة بارتفاع هرمون الحليب. وعلى الرغم من أنّ مشكلة ارتفاع الهرمون لا تعد خطيرةً بحد ذاتها، إلا أنها قد تشير إلى وجود أمراض خطيرة نوعًا ما. ومن أبرز هذه الأمراض الآتي:

- الإصابة بالورم البرولاكتيني: يُعرّف الورم البرولاكتيني (Prolactinoma) بأنه ورم حميد يُصيب الغدة النخامية، مما يؤدي إلى حدوث خلل في عمل الغدة النخامية وبالتالي إفراز هرمون الحليب بكميات كبيرة.

- الإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية: عند الإصابة بنقص نشاط أو قصور الغدة الدرقية فإنّ الغدة النخامية تقوم بزيادة إفراز الهرمون المطلِق لمنشط الدرقية (TRH) والذي بدوره يتسبب في ارتفاع منسوب هرمون الحليب. تجب الإشارة هنا إلى أنه بالرغم من ارتفاع هرمون الحليب، إلا أنه يكون في مستويات أقل من الحالات المرتبطة بالورم البرولاكتيني.

- الإصابة بفقدان الشهية: يُعرف فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) بحدوث اضطراب في الأكل ناتج عن القلق الزائد من زيادة الوزن. أثبتت عدة دراسات أنّ الإصابة بفقدان الشهية العصبي يؤدي إلى حدوث اختلال في الغدة النخامية مما يؤدي إلى زيادة إفرازها للهرمونات، وبالتالي زيادة مستوى هرمون الحليب لدى هذه الفئة من النساء.

ارتفاع هرمون الحليب بسبب التوتر
يتسبب التوتر والقلق الزائد بزيادة إفراز هرمون الحليب لدى السيدات غير الحوامل. يؤثر التوتر على عمل الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هرمون الحليب، بالإضافة إلى غدة تحت المهاد التي تتحكم بإفرازات الغدة النخامية، مما ينتج عنه زيادة في إفراز هرمون الحليب.

ارتفاع هرمون الحليب بسبب ممارسة الرياضة الشديدة
يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة الشديدة إلى زيادة هرمون الحليب. أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع مستوى هرمون الحليب بعد قياسه فورًا بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة الشديدة إلى المتوسطة، مع التأكيد على عودته لمستوياته الطبيعية بعد الانتهاء من أداء الرياضة بـ 24 ساعة. كما أشارت الدراسات إلى عدم ارتفاعه بعد ممارسة هذه الرياضات لفترات طويلة.

ارتفاع هرمون الحليب كأثر جانبي لبعض الأدوية
يسبب استخدام بعض الأدوية ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء، وذلك كأثر جانبي لهذه العلاجات الدوائية. ومن أبرز الأدوية التي يمكن أن تسبب ارتفاعًا في هرمون الحليب الآتي:
- الأدوية المضادة للذهان، مثل: هالوبيريدول (Haloperidol) وريسبيريدون (Risperidone).
- الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل: كلوميبرامين (Clomipramine).
- الأدوية المضادة للقيء، مثل: ميتوكلوبراميد (Metoclopramide) ودومبيريدون (Domperidone).
- الأدوية الخافضة لضغط الدم، مثل: ميثيل دوبا (Methyldopa).

وعليه، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص للتأكد من أنّ العلاج الموصوف هو السبب في ارتفاع الهرمون وليس عاملًا آخر. في حال التأكد من ذلك، سيعمد الطبيب لتغيير العلاج بآخر مناسب لتجنب ارتفاع هرمون الحليب إن أمكن.

ارتفاع هرمون الحليب كأثر جانبي لبعض الأعشاب
يتسبب استخدام بعض الأعشاب في ارتفاع مستويات هرمون الحليب، وعليه يفضل دائمًا استخدامها وفقًا لتوجيهات المختصين لتجنب مثل هذه الأعراض. من هذه الأعشاب الآتي:
- الحلبة: تحتوي الحلبة على فيتو إستروجين (Phytoestrogen) والذي يُعرف بهرمون الاستروجين النباتي، وهو مكون طبيعي يشبه الإستروجين، وبالتالي فإنّ تناول الحلبة يُمكن أن يعمل على رفع هرمون الحليب في الجسم.
- الشومر: يمكن أن يساهم الشومر في تعزيز ورفع مستويات هرمون الحليب وذلك بفعل مكوناته الطبيعية المشابهة لهرمون الإستروجين.
- اليانسون: إنّ تناول اليانسون يرفع هرمون الحليب بسبب احتوائه على مادة الأنيثول التي تعد من أنواع الإستروجين النباتي، ولكن لا توجد دراسات علمية تثبت ذلك، لذا لا بد من إجراء المزيد من الدراسات لإثبات ذلك.

ارتفاع هرمون الحليب بسبب تهيّج الجدار الصدري
يعمل الجدار الصدري على حماية العديد من الأعضاء المهمة والحيوية في جسم الإنسان كالقلب والكبد والرئتين. يحدث تهيج الجدار الصدري عند إصابته ببعض المشكلات التي ينتج عنها ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء. من أبرز أسباب تهيج الجدار الصدري الآتي:
- بعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات أو العدوى الفطرية.
- بعض الإصابات.
- ارتداء حمالة الصدر الضيقة.
- العمليات الجراحية.

عوامل خطر تزيد من ارتفاع هرمون الحليب عند النساء
إضافةً إلى ما ذكرناه سابقًا، هناك عوامل أخرى تزيد من خطر ارتفاع هرمون الحليب عند النساء، مثل:
- تقرحات حلمة الثدي.
- الفشل الكلوي.

يُشار بالذكر أن جنس الشخص يلعب دورًا أساسيًا في زيادة خطر الإصابة بارتفاع هرمون الحليب، حيث تعد النساء أكثر عرضة لارتفاع هرمون الحليب من الرجال.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند النساء
يمكن أن يؤثر ارتفاع هرمون الحليب على الحياة اليومية للسيدة، ومن أبرز الأعراض المرافقة لارتفاع هرمون الحليب الآتي:
- الصداع.
- إفرازات حلمة الثدي.
- إنتاج الحليب بالرغم من عدم وجود حمل أو ولادة حديثة.
- تغيرات في الرؤية.
- العقم.
- انقطاع الطمث المبكر.



اقرأ المزيد عن:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد