اضطراب طيف التوحد

mainThumb
اضطراب طيف التوحد

18-08-2024 11:45 PM

السوسنة- التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يظهر في الطفولة المبكرة، ويؤثر على التواصل والسلوك. يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي، وفهم الإشارات غير اللفظية، وسلوكيات نمطية متكررة. تختلف شدة التوحد من شخص لآخر، ويعرف بالطيف التوحدي. التشخيص المبكر والتدخل العلاجي يمكن أن يحسّنا من مهارات التواصل والاستقلالية لدى المصابين بالتوحد.

أسباب مرض التوحد

حتى الآن لا تزال أسباب التوحد مجهولة، ومع ذلك لوحظ وجود عوامل قد تؤدي لزيادة احتمالية إصابة الطفل بالتوحد، ومنها ما يأتي:

- اضطراب أو اعتلال بعض الجينات؛ ومنها ما يكون موروثًا من الآباء، ومنها ما يظهر بشكل تلقائي خلال حياة الفرد.
- تعرض الأم الحامل للأدوية والمواد الكيميائية مثل الكحول والأدوية المضادة للتشنجات.
- معاناة الحامل من تغيرات أو اضطرابات في عمليات الأيض كالسمنة أو السكري.
- تقدم عمر الأبوين عند إنجاب الطفل.
- الإصابة بمشكلة بيلة الفينينل كيتون (بالإنجليزية: Phenylketonuria) اختصاراً PKU وعدم علاجها، وتُعرّف بأنها اضطراب في التمثيل الغذائي ناتج عن عدم وجود إنزيم معين.
- الإصابة بالحصبة الألمانية (بالإنجليزية: German measles).
- اللقاحات، ولكن لا يوجد دليل يُثبت تسببها بالتوحد بَعدْ.

علامات وأعراض التوحد

يمكن أن يعاني المصابون باضطراب التوحد من مجموعة أعراض، منها الآتي:

- صعوبة في التفاعل والتواصل مع الآخرين.
- صعوبة في فهم كيف يشعر أو يفكر الآخرون.
- القلق والانزعاج من الأحداث الاجتماعية والمواقف غير المألوفة.
- استغراق وقت أكثر من المعدل المعتاد لفهم المعلومات.
- الاستياء من الأضواء الساطعة والضوضاء والشعور بأنها مرهقة وغير مريحة.
- تأخر الكلام، أو فقدان القدرة على ذلك بعد أن كان قادرًا عليه.
- مشكلة في مهارات المحادثة، والتي تتضمن التواصل البصري والإيماءات.
- فعل نفس الأمور والتفكير بها مرارًا وتكرارًا.

غالبًا ما تتم ملاحظة الأعراض على الأطفال في عمر صغير، ولكن في بعض الأحيان لا تكون ملحوظة للغاية فلا يتم الكشف عنها إلا عند دخول المدرسة أو حتى البلوغ، وقد تتغير الأعراض مع تقدم المصاب في السن، ولكن يبقى التواصل والمهارات والسلوكيات الاجتماعية تحديًا صعبًا بالنسبة له.

أنواع اضطرابات التوحد

يوجد أكثر من نوع لمرض التوحد، وفيما يأتي بيان أهمها:

- اضطراب التوحد (Autistic Disorder): يُعرف بالتوحد الكلاسيكي، وهو النوع الذي يقصده الناس عندما يستخدمون لفظ التوحد، ويعاني المصابون به من تأخر على مستوى اللغة وصعوبات اجتماعية وتواصلية، واهتمامات وسلوكيات غير عادية، بالإضافة لتراجع القدرات الإدراكية بعض الشيء.
- متلازمة أسبرجر (Asperger Syndrome): عادة ما يعاني المصابون بهذا النوع من أعراض اضطراب التوحد سالفة الذكر، ولكن بصورة أقل شدة، وقد يواجهون صعوبات اجتماعية وسلوكية واهتمامات غير مألوفة، ولكنهم عادة لا يواجهون مشاكل في اللغة أو تراجعًا في القدرات الإدراكية.
- الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة (Pervasive Developmental Disorder – Not Otherwise Specified): يُسمى بالتوحد اللانمطي، ويمكن تشخيص من تنطبق عليه بعض أعراض اضطراب التوحد أو متلازمة أسبرجر وليس جميعها بالتوحد اللانمطي، ويواجه المصابون بهذا النوع أعراضًا أقل وأخف شدةً من أولئك الذين يعانون اضطراب التوحد، وهم يعانون فقط من صعوبات اجتماعية وتواصلية.

تشخيص اضطراب التوحد

يُشخص اضطراب التوحد من قِبل الأطباء استنادًا إلى الأعراض والعلامات المعتمدة وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الخامس (DSM-IV)، والذي تم إنشاؤه من قِبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي. تركز فحوصات الأطفال على فحص أي تأخر في النمو، خاصة عند عمر 18-24 شهرًا للطفل من خلال المراجعات الدورية. أكثر ما يُلاحظ على المصابين بالتوحد هو صعوبة التفاعل مع الآخرين، وسلوكيات محددة ومكررة، إضافة إلى الأعراض التي تُصعّب على الشخص ممارسة حياة طبيعية في المدرسة أو العمل أو في شتى مجالات الحياة.

علاج اضطراب التوحد

حتى الآن لا يوجد علاج موحد لاضطراب التوحد، ولكن توجد العديد من الطرق لزيادة قدرة الطفل على النمو واكتساب مهارات جديدة. تشمل العلاجات:

- تصحيح السلوك والتواصل: التدريب على المهارات وتعلم تكوين الصداقات وتقبل الآخرين.
- العلاجات الدوائية: للسيطرة على الأعراض السلوكية مثل العدوانية والسلوك الذي يُلحق الأذى بالنفس.
- العلاج الطبيعي: لتحسين المهارات الحركية، خاصة تلك التي تركز على قدرة الطفل على الشعور والوعي الكامل بتحركات جسده.
- التحليل السلوكي التطبيقي:يهدف إلى تغيير السلوك بشكل منهجي اعتمادًا على مبادئ التعلم المستمدة من علم النفس السلوكي.
- كالعلاج الوظيفي: يُستخدم لتعليم المهارات الحياتية التي تحتاج لمهارات حركية دقيقة مثل ارتداء الملابس وخلعها والأكل باستخدام أدوات الطعام.

كيفية التعامل مع أطفال التوحد

يجب على الوالدين وجميع أفراد الأسرة تعلم المشاركة في مسؤولية إعالة طفل التوحد. لا توجد قواعد صارمة حول كيفية التواصل والتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد، ولكن يُنصح بـ:

- تعلم الصبر في التعامل مع الطفل.
- تعليم الطفل كيفية التعبير عن غضبه دون أن يكون شديد العدوانية.
- إظهار الحب والاهتمام للطفل.
- التصرف بإيجابية؛ لأنّ أطفال التوحد يستجيبون بشكل أفضل للتصرفات الإيجابية.
- تجاهل سلوك الطفل المزعج الذي يهدف إلى جذب الانتباه، والتحدث معه عن السلوك الجيد ومكافأته عند تطبيقه.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد