رسالة مفتوحة إلى مجلس التعليم العالي

mainThumb

18-08-2024 01:34 AM

عندما تم إقرار نظام احالة عضوٍ هيئة التدريس على التقاعد عند بلوغه السبعين من عمره والذي بموجبه اختفى العشرات من اعضاء هيئة التدريس من الجامعات الأردنية والذين كان لمعظمهم الفضل الكبير في تاسيس كليات وأقسام وادارتها وكذلك الأمر في تخريج الالاف من الطلبة على مدى سنوات طويلة،
وهذه سنة الحياة في تعاقب الاجيال والأصل ان يكون هناك جيل جديد يتسلم المهمة من الاوائل وينعكس ذلك للأحسن على الجامعات سواء في التدريس او البحث العلمي وخدمة المجتمع،
وهناك اسئلة تطرح نفسها وقد لا تحتاج إلى اجابة
مع التطور التكنولوجي والرقمي في مجالات البحث العلمي هل انعكس ذلك على الجامعات ومخرجاتها واعضاء هيئة التدريس فيها ؟
هل اعضاء هيئة التدريس الذين غادروا بحكم النظام لا يمكن الاستفادة منهم وهل البدلاء استطاعوا ملىء الفراغ ان صح التعبير ؟
وهل لدى وزارة التعليم العالي احصائية للذين غادروا الخدمة من الجامعات الرسمية وتخصصاتهم وبحوثهم المنشورة وسجلهم التدريسي ونشاطهم في العمل العام الخ ؟
وانا اعتقد انهم مستثنين تماما من الاستفادة منهم في جامعاتهم اولا ومن كلياتهم وأقسامهم ،
وقد لا يدعون إلى ندوة علمية او مؤتمر علمي ،وبعض زملائهم في العمل لمدة عقود طويلة لم يحضروا جنازات من انتقل منهم إلى رحمته تعالى ،ومنهم لا يحب ان يسمع اسمهم وبعضهم (كسر جرة وراءهم كناية عن السعادة لانتهاء خدماتهم )
ومن خلال المتابعة والاسئلة الاستقصائية لمجموعات من اعضاء هيئة التدريس ومنهم من تولى رئاسة جامعة ومراكز اكاديمية وإدارية عليا ولا يستدعى لمنافسة رسالة دكتوراة او ماجستير رغم انه يستدعى للخارج للقاء محاضرات وورش علمية ومناقشة رسائل دكتوراة في جامعات عربية وأجنبية الا يستدعى ذلك التساؤل والاستغراب ؟
قد يرى البعض ان بعضهم كان شريرا وأنانيا وما إلى ذلك من أوصاف يصعب ذكرها في هذا المقام ولكن امثال هولاء يتواجدون في كل المواقع والأزمنة وهم الاستثناء وليس القاعدة ،وعندما تشكل وزارة التعليم العالي مجالس الامناء في الجامعات او لجان متخصصة في البحث العلمي وهيئات تحرير مجلات علمية تخصصية او لاعتماد التخصصات وغير ذلك من مهام علمية واكاديمية فهل ترجع إلى ملفاتها ان وجدت للاستفادة من الذين أسّسوا الجامعات والكليات والأقسام ؟
ولكن الذي يجري على ارض الواقع هو عكس ذلك تماما لعوامل عديدة نترك للباحثين والمختصين والمهتمين لدراستها واستخلاص النتائج والتوصيات ،
رغم ان بعضها يرجع لعوامل سيكولوجية وامراض اجتماعية ابتليت بها الجامعات ،
وفي نهاية المطاف إلى كل من يشغرون الان مواقع ادارية واكاديمية واصحاب القرار في التعليم العالي والجامعات بدءا من الوزير وانتهاء برئيس القسم في اي جامعة لن تدوم لكم لانها لو دام لغيركم لما وصلت اليكم
وستصلون إلى ما وصل اليه السابقون إذا كان لكم في العمر البقية ،وحتى لا يفهم الأمر خارج سياقه بالنسبة لي أنا سعيد جدا بانني الان خارج الخدمة الرسمية وتمنيت لو انتهيت منها قبل ذلك لانني اكتشفت فضاءات ارحب وآفاقا اوسع في الحياة لم تكن متاحة لي سابقا اثناء العمل الاكاديمي في الجامعات في الداخل والخارج لعقود طويلة
ولكن الامر لا يعدو سوى ترجمة لاحاسيس من التقيتهم او تواصلوا معي من اكاديميين وقامات علمية وادارية في كل المستويات لقيادات جامعية واساتذة كبار قامة وقيمة
والله من وراء القصد
واعتذر على الاطالة رغم محاولة الاختصار ما امكن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد