بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ

mainThumb

17-08-2024 01:28 PM

معظم إذا لم يكن جميع أتباع الرسالتين السماويتين السابقتين اليهودية والمسيحية وفق ترتيب النزول يعلمون حق العلم كما نشرنا سابقا وأيدنا ما كتبنا بالأدلة الدامغة أن رسول العالمين هو محمد بن عبد الله ﷺ والقرآن الكريم هو خاتم الكتب السماوية وقال تعالى فيه (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (القيامة: 14))، وجاء في هذه الآية تأنيث البصيرة لأن المراد بالإنسان هنا الجوارح (الجارحة: العضو العامل من أَعضاء الجسد، كاليد والرجل … الخ لأنها شاهدة على نفس الإنسان يوم الحساب (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (بس: 65)))، فكأنه قال: بل تشهد جوارح كل إنسان على نفسه. ويقولون أهل اللغة العربية أن تاء التأنيث هذه في بصيرة هي التي يسميها أهل الإعراب أيضا بهاء المبالغة، كالهاء في وصفهم لبعض الأشخاص داهية وعلامة وراوية.

نعم، كل إنسان على نفسه بصيرة ويعلم بتفاصيل أعماله من أقوال وأفعال وحتى الهواجس، إلا أن الله سبحانه وتعالى خبيراً وبصيراً بذنوب عباده أجمعين من مختلف أنواعها وأجناسها ولا يخفى عليه خافية (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا، يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الإسراء: 17، التغابن: 4)).

علاوة على أن الله هو الذي خلق عباده أجمع ووضع سيرة حياة كل عبد من عباده في حياته الدنيا منذ الأزل (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلَا فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَـٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). وهناك بعث وحساب لعباد الله أجمعين يوم القيامة ويوم الحساب لا شك فيه (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (التغابن: 7)). وليعلم ايضاً كل متغطرس وجبار ولا يخاف الله في غيره من عباد الله من البشر أن الله قال (وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (بس: 68))، وَمَنْ نُعَمِّرْهُ من بني آدم نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلقِ ، أي يعود إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة الضعف، ضعف العقل، وضعف القوة، أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟.

أن الآدمي ناقص من كل وجه، فليتداركوا الناس قوتهم وعقولهم، ويستعملونها في طاعة ربهم قبل فوات الآن (وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقون: 10 و 11)). فنقول لكل زعيم متكبر ومتجبر في هذا العالم، إقرأ ما جاء في هذه المقالة لعلك تتوب وتعود وترجع إلى الله حتى يرحمك الله على ما قمت به من إبادات جماعية لبني البشر العزل الذين لا حول لهم ولا قوة كما قال الله تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)).

وإن أصررت على أفعالك فأنت من الظالمين والكافرين والذين ينتظرهم من الله عذاب مهين (وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ (آل عمران: 178)). ولا ندري ماذا سيحصل فيما إذا حصلت حرب حقيقية بين ايران او حزب الله مع دولة الكيان!. هل ستدمر كل القواعد العسكرية وما تبقى من جيش وامكانات عسكرية لدولة الكيان بعد عرض حزب الله عن فيديو بالصوت والصورة عن قاعدة "عماد 4” تحت الأرض وما تحتويه من صواريخ موجهة جاهزة للإطلاق على جميع المواقع الحيوية في دولة الكيان أم لا؟!.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد