اختبار CRP

mainThumb
CRP Test

16-08-2024 09:53 AM

السوسنة- اختبار بروتين C التفاعلي (CRP) هو تحليل دم يقيس مستوى بروتين C التفاعلي، الذي يرتفع استجابةً للالتهاب. يُستخدم هذا الاختبار لتحديد وجود التهاب حاد أو مزمن في الجسم، ومراقبة استجابة العلاج، وتقييم حالات طبية مثل العدوى والأمراض المناعية. يُعدّ CRP أداة تشخيصية هامة تساهم في فهم طبيعة الالتهاب وتوجيه العلاج المناسب.

الحالات التي تستدعي إجراء CRP

1. وجود مشكلة صحية تسبب الالتهاب:
يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند وجود شكوك حول وجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب. يُستخدم هذا الفحص في تشخيص عدد من الأمراض كما ذكر سابقًا، منها أمراض المناعة الذاتيَّة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، والذئبة (Lupus)، وأمراض الأمعاء الالتهابيَّة، مثل داء كرون (Crohn’s disease)، والتهاب القولون التقرُّحي (Ulcerative colitis)، وإصابات الأنسجة والأعضاء، والسمنة، ومرض السرطان. بالإضافة إلى تشخيص بعض المشكلات الصحيّة، يُستخدم هذا الاختبار أيضًا في مراقبة صحة الشخص الذي تم تأكيد إصابته بإحدى الأمراض المذكورة سابقًا، ومراقبة مدى فعاليَّة العلاجات المُتبَّعة في السيطرة على تلك الحالات. العلاج الناجح يؤدي إلى تراجع الالتهاب في الجسم، وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C في الدم.

2. الإصابة بعدوى معينة:
قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بوجود عدوى بكتيريَّة، والتي من الممكن أن تتمثل بالتهاب العظم والنقي (Osteomyelitis) أو الإنتان (Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم؛ حالة شديدة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر. ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات بعد الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضًا عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكنها ليست بالشدّة التي تحدث عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة، كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.

3. مشاكل القلب وتضيق الشرايين التاجية: 

بالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقًا، إلا أنَّه لا يُعطِي دلالة على مكان الالتهاب الموجود. من الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب. وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (American Heart Association)، فإنَّ الفحص عالي الحساسيَّة يكون فعالًا في الحالات التي لديها نسبة خطورة الإصابة بالنوبة القلبية معتدلة أيْ تتراوح بين 10-20% خلال العشرة أعوام القادمة، وليس فعّالًا في الحالات التي يكون خطر إصابتها بالنوبة القلبية ضئيلًا. ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي. من المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.

التحضير وإجراءات تحليل CRP:
لا توجد إجراءات معينة يوصى بها استعدادًا لتحليل CRP العادي أو التحليل عالي الحساسيَّة. ومع ذلك، عند سحب الدم من أجل إجراء فحوصات أخرى، قد يحتاج الشخص إلى الصوم أو اتباع تعليمات أخرى. لذلك من الضروري سؤال الطبيب عن أيّة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار، وإخباره عن الأدوية المُستخدمة في الوقت الراهن، فبعض الأدوية قد تؤثر على نتائج الفحص. وفي وقت إجراء فحص CRP، يغرِز مقدِّم الرعاية الصحيَّة إبرة صغيرة في وريد الذراع لسحب عيِّنة صغيرة من الدم، وجمعها في أنبوب اختبار أو قارورة صغيرة. يُشار إلى أنَّ الشخص قد يشعر في الأثناء بلسعة بسيطة أثناء إدخال وإخراج الإبرة، ويستغرق هذا الإجراء أقلَّ من 5 دقائق.

تفسير نتائج تحليل CRP:
نتائج تحليل CRP كقاعدة عامَّة، يوجد القليل جدّاً من البروتين المتفاعل C في الدم بشكلٍ طبيعي. قد تميل نسبته للارتفاع مع التقدُّم في العمر ولدى الإناث والأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي. وتعّد قيمة البروتين ضمن المستوى الطبيعي في حال كانت أقل من 10ملغم/لتر، فيما تشير أيَّ زيادة عن 10 ملغم/لتر في العادة إلى وجود مرض يسبِّب الالتهاب أو عدوى شديدة.

تفصيل نتائج فحص البروتين المتفاعل C بالأرقام:
• 3-10 ملغرام/لتر: تدلُّ هذه النتائج على وجود ارتفاع معتدل لمستوى البروتين، يرتبط عادةً بالأمراض المزمنة، مثل: السكري (Diabetes)، وفرط ضغط الدم، أو اتباع بعض السلوكيَّات الحياتيَّة؛ مثل الخمول أو تدخين التبغ.
• 10-100 ملغرام/لتر: تدلُّ هذه النتائج على ارتفاع متوسِّط لمستوى البروتين يرتبط عادة بوجود التهاب دون تحديد السبب والمكان، سواءً كان ناتجًا عن وجود عدوى أو غيرها.
• أعلى من 100 ملغرام/لتر: يعد ارتفاعًا واضحًا بمستوى البروتين، ويرتبط دائمًا بوجود عدوى بكتيريَّة شديدة، إذ تُؤكَّد الإصابة بعدوى بكتيريَّة شديدة عند اشتباه وجود العدوى، ثم ظهور مستوى عالٍ للبروتين C المتفاعل.

نتائج اختبار CRP عالي الحساسية:
• أقل من 1 ملغرام/لتر: خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الوعائية.
• 1-3 ملغرام/لتر: خطر متوسِّط للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.
• أعلى من 3 ملغرام/لتر: خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب الوعائيَّة.

من الجدير بالذكر أنَّ مستويات الخطورة المذكورة سابقًا لا تُعدُّ مقياسًا حاسمًا لخطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنَّ المؤشِّر المثالي للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة ليس محدَّدًا بشكل واضح، وكذلك بسبب اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص باختلاف الوقت. بناءً على هذا، يوصي الأطبَّاء بأخذ المتوسِّط لفحصين متتاليين يفصل بينهما أسبوعان لتحديد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.

عوامل تؤثر في تفسير نتائج تحليل CRP:
قد يكون من الصعب تفسير قيم نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عندما تكون مرتفعة بشكلٍ معتدل، وقد يرجع ذلك إلى وجود الكثير من العوامل والمشاكل الصحيَّة التي قد تسبِّب ارتفاعًا بسيطًا في قيم البروتين، والذي يؤثِّر بدوره في تفسير نتائج التحليل. وفيما يأتي ذكر للعوامل التي قد تؤثِّر في تفسير نتائج التحليل:

1-الأدوية:
قد تسبِّب الأدوية التي تقلِّل الالتهاب في الجسم انخفاض مستويات البروتين المتفاعل C؛ كأنواع من الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل أدوية الستاتين (Statins)، وبعض مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs. ومن جانبٍ آخر، قد يؤدي استخدام أنواع أخرى من الأدوية إلى ارتفاع مستويات البروتين المتفاعل C؛ كالأدوية التي تعتمد في تركيبتها على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (Birth control pills) وأدوية العلاج بالبدائل الهرمونيَّة (Hormone replacement medications).

2-الإصابات والعدوى البسيطة:
قد يؤدِّي التعرُّض لإصابات أو عدوى خفيفة إلى رفع مستويات البروتين المتفاعل C بشكلٍ مؤقَّت، وهو ما قد يُخفي وجود بعض المشاكل الصحيَّة المُحتملة، مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome).
3-الأمراض المزمنة:
في بعض الحالات، تؤدي الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض المناعة الذاتية، إلى إثارة الالتهاب بشكلٍ دائم في الجسم، وهذا قد يُصاحبه إخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C، كوجود العدوى المعتدلة.
4-الحمل:
قد يسبِّب الحمل ارتفاعًا في مستويات البروتين المتفاعل C، خاصةً في المراحل المتقدِّمة منه.
5-عوامل أخرى:
مثل التدخين، السمنة، وعدم ممارسة التمارين الرياضيّة، فقد تسبب هذه العوامل رفع مستويات البروتين المتفاعل C في الجسم.

هل يجب على مرضى كورونا إجراء تحليل CRP؟

قد تساهم معرفة معدّل بروتين سي التفاعلي CRP في الكشف عن شدّة الالتهاب المصاحب لعدوى كورونا وتقييم الضرر الحاصل على الرئتين، مما يساهم في تعزيز اختيار العلاج المناسب، وتقديم الرعاية الصحية الملائمة للشخص المصاب. يتمّ اللجوء إلى هذا الفحص في الحالات التي اضطرّت إلى دخول المستشفى بعد الإصابة بعدوى كورونا، بهدف تحديد الخطة العلاجية المناسبة للشخص المصاب. ويمكن استخدام فحص CRP لفيروس كورونا أيضًا للمساعدة في مراقبة حالة الشخص المصاب واستجابته للعلاج أو تطوّر حالته المرضية. ومع ذلك، لا يمكن القول إنّ إجراء التحليل ضروريّ للمصابين بالعدوى، إذ يتم اختيار التحاليل المناسبة بناءً على تقييم الطبيب المشرف على حالة الشخص المصاب. يختلف تحليل CRP للأطفال عن البالغين، فقد يتمّ إجراؤه حتى في الحالات البسيطة من عدوى كورونا للأطفال.

فحوصات أخرى قد ترافق تحليل CRP:

إنَّ فحص CRP كما ذكر سابقًا فحص عامّ، لا يمكن من خلاله معرفة مكان الالتهاب بالتحديد، ولذلك قد يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى جنبًا إلى جنب مع فحص CRP بالاعتماد على ما يراه الطبيب مناسبًا. وفيما يأتي الفحوصات الأخرى التي قد ترافق تحليل البروتين المتفاعل C:

- فحص الأجسام المضادَّة للنواة (Antinuclear antibody): واختصارًا ANA، يقيس هذا الفحص الأجسام المضادَّة التي تهاجم خلايا الجسم، وهو مهم في تشخيص بعض أمراض المناعة الذاتية.

- فحص عامل الروماتويد (Rheumatoid factor): واختصاراً RF، يساعد هذا الفحص في تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.

- فحص أضداد البيبتيدات السيترولينيَّة الحلقيَّة (Anticyclic citrullinated peptide): واختصاراً anti-CCP، يساهم في تشخيص ومراقبة التهاب المفاصل الروماتويدي.

- فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء (Erythrocyte sedimentation rate): واختصاراً ESR، يكشف هذا الفحص عن وجود الالتهاب في الجسم، وبالرغم من أنَّ فحص معدَّل ترسيب كريات الدم الحمراء غير حساس مقارنةً بفحص البروتين المتفاعل C، إلا أنَّ مقدم الرعاية الصحية غالبًا ما ينصح بإجراء كلا الفحصين معًا لتقديم معلومات إضافية عن الالتهاب، خاصةً أن إجراؤه سهلًا ولا يحتاج إلى تعقيدات.

- فحص مستوى الكولسترول: في حال كان المريض يجري فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسية للتحقق من الإصابة بأمراض القلب، من المرجح أن يطلب الطبيب إجراء فحص الكولسترول في الوقت نفسه، كما يمكن الخضوع لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر الإصابة.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد