أسباب زيادة مدة الدورة الشهرية

mainThumb
الدورة الشهرية

15-08-2024 06:54 PM

السوسنة- زيادة أيام الدورة الشهرية قد تكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك التغيرات الهرمونية، التوتر، أو مشكلات صحية مثل تكيس المبايض. فهم الأسباب المحتملة يساعد في تحديد العلاج المناسب واستعادة الدورة الشهرية إلى حالتها الطبيعية.

وحقيقة تُعدّ مشكلة زيادة أيام الدورة الشهرية عن الوضع الطبيعي من المشاكل النسائية شائعة الحدوث والتي قد تتعدد الأسباب الكامنة وراء حدوثها. ففي بعض الحالات تُعزى لاضطراب الهرمونات أو مشاكل مرتبطة بالرحم أو غير ذلك. يمكن تفصيل أكثر الأسباب شيوعًا فيما يأتي:

عدم حدوث الإباضة
يُقصد بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation) إطلاق المبايض بويضة ناضجة مرة كل شهر. وفي بعض الحالات قد تحدث الدورة الشهرية دون إباضة، بمعنى لا يتم إطلاق البويضة الناضجة من المبيض، الأمر الذي يُسبب اضطراب الدورة الشهرية. وأكثر ما يُلاحظ حدوث هذه الحالة لدى النساء اللاتي شارفن بلوغ سنّ اليأس وأولئك اللاتي بدأ لديهنّ الحيض حديثًا، أي في بداية مرحلة البلوغ. ويجدر العلم كذلك أنّ حدوث أي اختلال على مستوى جهاز الغدد الصماء قد يُحدث اضطرابًا في الإباضة فيؤثر في مسار الدورة الشهرية ويُؤدي إلى عدم انتظامها. وفي بعض الحالات قد تحدث الإباضة مع نهاية الدورة الشهريّة، والتي قد تكون مصحوبة بالنزيف البسيط مما يؤدي إلى الاعتقاد بعدم انقطاع الدورة. لذلك يمكن تصنيفها كأحد أسباب عدم توقف الدورة الشهريّة أو زيادة عدد أيامها عن المعدّل الطبيعي.

موانع الحمل
يمكن الإشارة إلى العديد من أنواع موانع الحمل بشيء من التفصيل فيما يأتي:

- اللولب الرحمي: يتسبب اللولب الرحمي بحدوث تقلصات إلى جانب غزارة الطمث. والجدير بالتوضيح أنّ اللولب الرحميّ بنوعيه (الهرموني وغير الهرموني) يمكن أن يُسبب النزف الغزير للدورة الشهرية، مع العلم أنّ هذا العرض الجانبي أكثر ما يُلاحظ في حال تم استخدام اللولب الرحمي لأول مرة. وعادة ما ينتهي النزف الغزير بعد مرور ثلاثة إلى ستة أشهر على تركيبه؛ حيث يعتاد جسم المرأة عليه. يُلجأ إلى اللولب الرحمي لغايات منع الحمل في بعض الأحيان، حيث يتمّ غرسه في الرحم.

- حبوب منع الحمل: بالرغم من استخدامها لتنظيم الدورة الشهرية أو تقليل عدد أيامها، إلا أنّها في بعض الحالات قد تُسبب زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية أو غزارة في كمية الطمث عامةً، ويُعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تُحدثها في الجسم. إنّ آثارها الجانبية (بما في ذلك غزارة الطمث) تُلاحظ أكثر في الأشهر القليلة الأولى من استخدامها. ومن جهة أخرى، يُشار إلى أنّ التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل قد يُسبب زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية، وذلك لأنّ أخذها يؤدي في الغالب إلى قصر الدورة الشهرية. كما قد يكون استخدام هذه الحبوب أحد أسباب عدم انقطاع الدم بعد الدورة الشهريّة أو النزيف بين الدورات الشهريّة.

قد تُعاني العديد من النساء من زيادة عدد أيام الدورة الشهرية بعد استخدام موانع الحمل، ويزداد ذلك بشكل كبير في حال اختيار المرأة اللولب الرحمي كمانع حمل. قد تُسبب موانع الحمل أيضًا غزارة كمية الطمث بشكلٍ عام، ويُعزى السبب في ذلك إلى التغييرات الهرمونية التي تُحدثها في الجسم.

اختلال التوازن الهرموني
في الوضع الطبيعيّ يكون هناك توازن بين مستوى هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، وإنّ هذا التوازن مسؤول عن تنظيم عملية بناء الطبقة المبطنة للرحم التي تُذرف خلال الطمث. في حال حدوث اختلال في التوازن الهرموني، فإنّ بطانة الرحم تنمو بشكل أكبر ممّا يُسبب غزارة في الطمث عند حدوثه. يساهم علاج هذا الاختلال في علاج زيادة أيام الدورة الشهرية. إضافة إلى اختلال توازن الهرمونات المذكور، فإنّ اختلال مستوى وتوازن هرمونات جهاز الغدد الصماء قد يُسبب غزارة في الطمث بما في ذلك زيادة عدد أيام الدورة الشهرية. من الأمثلة على هذه الاختلالات الهرمونية:

- اضطرابات ومشاكل الغدد الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal glands).
- فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) وقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وعند علاج هاتين المشكلتين والسيطرة على مستوى هرمونات الغدة الدرقية تنتظم الدورة الشهرية من جديد.
- أورام الغدة النخامية المُفرزة لهرمون البرولاكتين: تتسبب هذه الأورام باضطراب مستوى الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز بعض الهرمونات المرتبطة بالدورة الشهرية. إنّ هذه الأورام تُحدث اختلالًا في مستوى الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية أو الهرمون المطلق للغونادوتروبين (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone)، وبالتالي تقل مستويات الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) والهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone). قد تُلاحظ نوبات من غزارة الطمث عند حدوث ذلك.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات: أو تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، ومن الأعراض المرتبطة بهذه الحالة: عدم انتظام الدورة الشهرية، وغياب الإباضة، والسمنة، والشعرانية.
- فرط إنسولين الدم: وعادة ما تحدث هذه المشكلة نتيجة السُمنة وزيادة الوزن، وتتمثل بزيادة إفراز الجسم للإنسولين. تتسبب هذه الحالة بإنتاج المبايض للأندروجينات تمامًا كما يحدث في حالات متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرتبطة بعدم انتظام الدورة الشهرية.

قد تُعاني النساء من زيادة عدد أيام الدورة الشهرية كنتيجة لتغير مستوى وتوازن الهرمونات في الجسم. يُعدّ هرمون الإستروجين والبروجسترون من الهرمونات الأساسية المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. في حال إصابة المرأة ببعض الاضطرابات الصحية التي تؤثر في مستوى هذه الهرمونات، تُعاني في هذه الحالة من تغيرات في الدورة الشهرية من ضمنها غزارة الطمث وزيادة عدد أيام الدورة.

الأدوية
من الممكن أن تُسبب بعض الأدوية زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية أو غزارة في الطمث، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: بعض مضادات الالتهاب، والهرمونات كالإستروجين والبروجستيرون، والوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، وإينوكسابارين (بالإنجليزية: Enoxaparin).

بطانة الرحم المهاجرة
تُعرف بطانة الرحم المهاجرة أيضًا بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، وتتمثل بنمو نسيج بطانة الرحم خارج الرحم. إنّ أول عرض أساسيّ لهذه المشكلة هو اضطراب أو عدم انتظام الدورة الشهرية بما في ذلك غزارة الطمث، بالإضافة إلى آلام الدورة الشهرية التي لا تستجيب لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs) مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). يمكن ربط تأثير الانتباذ البطاني الرحمي بعدد أيام الدورة الشهرية بأنّ زيادة سمك البطانة يتسبب بالضرورة بزيادة عدد أيام الدورة حتى يتم ذرف البطانة بالكامل، وهي من أسباب نزول الدورة الشهرية كل 10 أيام أو أكثر من مرة في الشهر الواحد.

الإجهاض

يُسبب الإجهاض في العادة تنقيطًا دمويًا أو نزفًا دمويًا شديدًا، ويمكن أن يستمر هذا النزف من بضع ساعات إلى عدة أسابيع، وقد يحدث الإجهاض حتى قبل أن تُدرك المرأة أنّها حامل، وعلى أية حال تجدر مراجعة الطبيب في حالات الإجهاض للتأكد من عدم تطور أي مضاعفات.

الحمل

من الأعراض التي قد تظهر لدى بعض السيدات وترتبط بالحمل التبقيع أو النزف الدموي البسيط، وقد يرتبط ذلك بأعراض أخرى للحمل مثل الغثيان، وقد لا يرتبط بأي عرض، وفي المقابل يربط النزف الشديد الذي يحدث أثناء الحمل باحتمالية تكون الجنين خارج الرحم، وتُعرف هذه الحالة بالحمل الانتباذي أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، ومثل هذه الحالة تتطلب رعاية طبية فورية تجنبًا لحدوث مضاعفات وخيمة.

ومن الجدير بالتنبيه أنّه بمجرد حدوث الحمل تجب مراجعة الطبيب للتأكد فيما إن كان الحمل طبيعيًا وفي موقعه الصحيح أم خارج الرحم، حيث يُعنى الطبيب بطلب فحص دم وإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية، وتُوصى النساء عامة بإجراء فحص الحمل المنزلي في حال الشك بحدوث الحمل.

العضال الغُديّ

يُطلق مصطلح العضال الغُديّ (بالإنجليزية: Adenomyosis) على الحالة التي تُصبح فيها بطانة الرحم جزءًا من جداره، وقد تُسبب هذه الحالة ألمًا مصحابًا للدورة الشهرية.

سلائل الرحم

تُعرّف سلائل الرحم (بالإنجليزية: Polyps) بأنّها نمو حميد يظهر في الرحم أو في عنقه، وحجمها في العادة يكون بحكم ممحاة قلم الرصاص، وفي بعض الأحيان قد يصل حجمها إلى حجم حبة البرتقال، وبسبب صغر حجمها فإنّها عادة لا تُسبب أية أعراض تُذكر، ولكن في حال تسببها بالأعراض فإنّها تتمثل بغزارة الدورة الشهرية أو النزف بعد الجماع أو النزف بين دورة شهرية وأخرى.

الياف الرحم

تُعرف ألياف الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) بأنّها نموّ يظهر في الرحم أو حوله ويُسبب عسر الطمث أو ألمًا شديدًا مصاحبًا للدورة الشهرية أو يُسبب غزارة فيه، وأكثر ما يُلاحظ لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 35-50 عامًا، وقد يُسبب نزفًا في مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) وقد يظهر النزف على شكل كتل.

مرض التهاب الحوض

يُقصد بمرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Inflammatory Disease) العدوى التي تحدث في الجزء العلوي من الأعضاء التناسلية الأنثوية، والتي تتضمن المبايض والرحم وقنوات فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tubes)، ومن أعراض هذه الحالة: ارتفاع درجة الحرارة والإفرازات المهبلية، والنزف بعد الجماع أو بين الدورة الشهرية والأخرى، وكذلك ألم البطن والحوض.

اضطرابات النزيف

تلعب قدرة الدم على التخثر دورًا مهمّا في تنظيم نزف الدورة الشهرية، ولذلك فإنّ اضطرابات الدم التي ترتبط بالتخثر والنزيف قد تُسبب نزف الدورة الشهرية الغزير، بما في ذلك زيادة عدد أيام الدورة الشهرية، ومن هذه الحالات ما هو جينيّ ومنها ما هو مُكتسب خلال حياة المرأة، ومنها: مرض فون ويل براند: (بالإنجليزية: Von Willebrand disease)، وهو أحد أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعًا ويُسبب تأخيرًا في حدوث النزف في الجسم.

قلة الصفيحات:

 وهي حالة تتمثل بانخفاض عدد الصفائح الدموية، مع العلم أنّ الصفائح الدموية هي خلايا صغيرة الحجم توجد في الدم وتكمن أهميتها في تكوين خثرة الدم الأولية في حال حدوث نزيف في الجسم وبالتالي الحدّ من النزيف، وعليه فإنّ قلة الصفيحات أو حدوث أي اضطراب آخر مرتبط بالصفائح الدموية قد يُحدث نزفًا غزيرًا في الدورة الشهرية.

سرطان الرحم:

وحقيقة لا توجد أعراض واضحة خاصة بسرطان الرحم، فبعض الأعراض قد تكون مرتبطة بمشاكل صحية أخرى، وفي حالات أخرى قد يحدث السرطان دون أن يُسبب هذه الأعراض، ومنها: تنقيط دموي مهبلي غير طبيعيّ. إفرازات مهبلية غير طبيعية. النزف المهبلي غير الطبيعيّ. غزارة الطمث بما في ذلك زيادة عدد أيام الدورة الشهرية لدى النساء اللاتي قاربن سن اليأس. ألم في منطقة الحوض.

مشاكل الكبد.

اضطرابات الكلى.



اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد