الأردن فوق كذب «كاتس» ومتطرّفي اليمين الإسرائيليّ

mainThumb

14-08-2024 12:29 AM

كعادتها، كلّما وقعت دولة الاحتلال الصهيونيّ في أزمة، أو ارتكبت جرائم بشعة، تلجأ إلى محاولة التعمية والتغطية على وحشية عدوانها وجرائمها الدامية من خلال تفعيل «ماكينة الكذب والتضليل السياسي»، عبر توزيع الأدوار على مسؤوليها المتطرفين، حتّى يكيلوا الاتهامات للأردن؛ بُغية حرف البوصلة عن حرب الإبادة التي ترتكبها ضد الأبرياء، دون مراعاة لأي مبدأ من المبادئ الإنسانية التي اتفق عليها المجتمع الدولي.

هذا الكيان المتمرد على كلّ نواميس الطبيعة والقانون والدين والأخلاق، والذي لا يختلف بتصرفاته عن «الوحوش الكاسرة» أو «الكلاب المسعورة»، يطلقُ مخالبه في المنطقة لينهش أجساد الأطفال والشيوخ والنساء، ويستمتع بقتلهم ومصادرة جثامينهم لاستعمالها «قطعَ غيار» لبعض قطعانه المرضى، وإعادة ما تبقى من عظامها في أكياس يصعب التعرف عليها. كيان لص، سرق أرض الإنسان وأهرق دمه، ووصل حدّ مصادرة أعضائه البشرية والمتاجرة بها، «بشر» لا يرون إلا أنفسهم بشرًا، في أسخفِ صورة للعنصريّة.

هذا الكيان اليوم، يسلط كلابه المسعورة لكيل الاتهامات للأردن؛ سعيًا للتغطية على بشاعة جرائمه المتواصلة في غزة، وليس آخرها قتل مصلي الفجر، وفي الضفة الغربية التي باتت هي الأخرى تتصاعد فيها يومًا بعد يوم الأعمال الوحشية، وقد وصلت حد الدعوة لإبادة مخيم جنين، كما تبادُ غزّة. وهذا الكيان، من الواضح أنّه ماضٍ في مخططه العنصري البشع، بهدف القضاء على مقومات الحياة في قطاع غزة والضّفة، تحقيقًا لهدف «التهجير» من خلال تخويف الناس بالمجازر وذبحهم وهم آمنون.

إنّ كلّ الممارسات التي يقوم بها هذا الكيان واضحة الأهداف والمقاصد، بل يتفوه بها الكثير من «كلابه المسعورة» التي تطلق التصريحات الغوغائية بين الفينة والأخرى. ومن أكاذيب هذا الكيان، التي أطلقها على لسان وزير خارجيته «يسرائيل كاتس» هي ادعاؤه الكاذب بضلوع الأردن في تهريب الأسلحة إلى رجال المقاومة في الضفة الغربية، وهي ذرائع واهية، وسهام مرتدة على أصاحبها، وإنّ أهدافها ليست سوا مزيد من العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وتكشف ما يخفي هذا الكيان المتطرف من مخططات.

إنّ خطط المتطرفين في هذا الكيان واضحة ومكشوفة، والأردن بحكم موقعه الجغرافيّ معتاد على هذه الممارسات وعلى آلية التعامل معها بكل الطرق المتاحة، وعلى كيفيّة تجاوزها ووقفها عند حدّها. وقد عبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي عن ذلك بالقول: «لا الادعاءات المفبركة، ولا الأكاذيب التي ينشرها مسؤولون إسرائيليون متطرفون، وبما في ذلك تلك المستهدفة الأردن، قادرة على إخفاء حقيقة أنّ عدوان إسرائيل على غزة، وخروقاتها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هم التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها. الحقائق تعرّي الكذب. والحقائق تظهر وحشية العدوان على غزة والرعب الذي يفرضه على النساء والرجال والأطفال الفلسطينيين، وتعكس خطورة التهديد الذي تمثله سياسات هذه الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل وإجراءاتها اللاشرعية، لأمن المنطقة واستقرارها... هذه حقائق جلية موثقة، لا تغطيها حملات التضليل الإعلامي، والأكاذيب والفبركات».

فقد وصف الأردنُ، تلك التصريحات بالفبركات وحملات التضليل، مع التأكيد أنّ هناك حقيقة دامغة وواضحة أنّ العدوان الاسرائيلي على غزة يشكل أكبر تهديد للمنطقة واستقرارها، وأنّ ما تقوم به دولة الاحتلال يمثل استباحة لدماء الأطفال والنساء بأوامر من أكثر الحكوماتِ تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيونيّ.

إنّنا اليوم، أمام تطورات مفتوحة، قد نتفاجأ بها سواء على الصعيد الميدانيّ في الضفة الغربيّة أو على صعيد ارتفاع وتيرة الاتهامات الصهيونيّة للمملكة، فهذا الكيان لديه مشروع عدوانيّ، ومن الواضح أنّه بدأ بتنفيذه وعلى الجميع أنْ يكون يقظًا، فالمرحلة صعبة وتحتاج إلى رصّ الصفوف والحذر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد