تحذير من تزايد تشخيص الشباب بالسرطان

mainThumb
الدكتور ديفيد ليسكا

08-08-2024 04:13 PM

السوسنة- أطلق الدكتور ديفيد ليسكا، رئيس جراحة القولون والمستقيم في "كليفلاند كلينيك" بأوهايو، تحذيراً للفئات العمرية الشابة من تزايد معدلات تشخيص أورام السرطان لدى من هم أصغر عمراً.

وقال في مقابلة مع "نيوزويك": "هناك شيء واحد لا ينبغي للناس تأجيله، وهو التحقق من صحتهم"، مشيراً إلى ضرورة مراقبة أية أعراض أو علامات تغير في الجسم، وعدم الركون إلى فكرة أن السن الأصغر مستبعد من الإصابة بالأورام.

يمكن أن يكون الوعي بالعلامات المبكرة منقذاً للحياة، كما يقول ليسكا: "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالحرج أبداً من مناقشة أعراض جديدة أو اكتشاف جديد في الجسم مع الطبيب".

تعتمد العلامات المبكرة للسرطان على نوعه. وعادة، تكون علامات السرطان الأكثر تقدماً مثل فقدان الوزن غير المبرر أو التعب غير المبرر هي الأكثر وضوحاً. وتشمل الأمثلة الأخرى لهذه العلامات السعال المستمر لسرطان الرئة، أو وجود كتلة في الثدي أو تغير لونها لسرطان الثدي، أو البراز الدموي لسرطان القولون والمستقيم.

وقد وجدت دراسة حديثة نشرتها الجمعية الأمريكية للسرطان أن مرضى السرطان في الولايات المتحدة "يتحولون بشكل متزايد من كبار السن إلى أفراد في منتصف العمر".

على سبيل المثال، يعد سرطان عنق الرحم ثاني أكبر سبب للوفاة بين النساء في الفئة العمرية من 20 إلى 39 عاماً، وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي هما السببان الرئيسيان للوفاة بين الرجال والنساء على التوالي في الفئة العمرية من 20 إلى 49 عاماً.

وعن ذلك، يقول ليسكا: "لا ينبغي لنا أن نستبعد احتمال الإصابة بالسرطان لمجرد أن الشخص لم يتجاوز الـ 50 من عمره". ويتابع: "لا يزال كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الشباب، لكننا نرى الشباب يصابون بالسرطان بمعدل أعلى بكثير".

ويلاحظ الأطباء أنه عندما يظهر لدى شاب أعراض مرتبطة بالسرطان، فمن الشائع جداً أن يتم تجاهلها سواء من المريض أو مقدم الرعاية الصحية.

ويشير ليسكا إلى أن 30% من مرضى سرطان القولون والمستقيم لديهم تاريخ عائلي للمرض، وهو أمر أكثر أهمية إذا كان أحد أقارب الدرجة الأولى، أو أقارب متعددين من الدرجة الثانية. ويقول: "إذا كان لديك فرد من العائلة تم تشخيصه بسرطان القولون والمستقيم في سن 45 عاماً، فيجب إجراء أول فحص في سن 35 عاماً. أما بالنسبة لسرطان الثدي، فنوصي بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بدءاً من سن 40 عاماً".

وعلى الرغم من الواقع المزعج للسرطان، يرى ليسكا أنه ليس كله كآبة، فهناك العديد من التطورات الرائدة التي أحدثت فرقاً كبيراً في مختلف أنواع السرطان. يشمل ذلك الاختبارات الجينية الأكثر تقدماً، ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان عنق الرحم، وتحسينات العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة.

هذا التقدم في العلاج والوقاية يساعد في تقليل معدلات الوفيات وزيادة فرص النجاة للمرضى. يوضح ليسكا أنه من الضروري أن يكون الأفراد على دراية بتاريخهم العائلي وأي عوامل خطر مرتبطة بالإصابة بالسرطان. ويشجع الناس على التحدث مع أطبائهم حول الفحوصات اللازمة بناءً على تاريخهم الشخصي والعائلي.

كما يشير إلى أن الوعي المتزايد بشأن السرطان قد ساهم في تحسين نتائج العلاج، حيث أصبح الأطباء أكثر قدرة على تشخيص المرض في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الفعال. يضيف ليسكا أنه من خلال الكشف المبكر والعلاج المناسب، يمكن تحسين جودة الحياة للمرضى وتقليل الأعباء الصحية والاجتماعية الناتجة عن المرض.

إضافة إلى ذلك، يُظهر البحث المستمر في العلاجات الجديدة واللقاحات والطرق الوقائية أن هناك أملاً كبيراً في مكافحة السرطان. هذا الأمل يتطلب من الجميع الالتزام بنمط حياة صحي، والذي يتضمن التغذية السليمة، والنشاط البدني المنتظم، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين.

يعتبر الدكتور ليسكا أن الشفافية والمناقشة المفتوحة حول الصحة، خاصة في ما يتعلق بالسرطان، هي من الأمور الحيوية التي يجب تعزيزها في المجتمع. إذ أن الفحص المبكر والوعي بالعلامات التحذيرية يمكن أن ينقذا الحياة، مما يساعد الأفراد على اتخاذ خطوات فعالة للحفاظ على صحتهم والحد من مخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد