أعادني الحفيد المشاغب إلى خمسينيات القرن الماضي

mainThumb

07-08-2024 12:09 PM

صباح اليوم اصر يحيى على ان يتدرب على التقاط ثمار التين مباشرة بطريقته الخاصة في التشعبط الخطر على أغصان شجرة التين، وهو يرافقني في هذه المهمة تذكرت طفولتي عندما كنا نذهب يوميا في الصباح واحيانا بعد الفجر مباشرة لجمع التين والعنب مباشرة من الكروم (جمع كرم ) والتي كانت علامة فارقة في حياة المزارعين البسطاء الطيبين والذين كانوا يعتبرون ذلك وجبة افطار دسمة شبه يومية على مدار شهور الصيف واذا توفرت معها حبة بندورة (طماطم ) ورغيف خبر من طابون الجدات والأمهات عليهن رحمة الله تعالى.

وكانت الرحلة الصباحية التي تختلف من عائلة لأخرى تبعا لمسافة هذا الكرم او تلك الحاكورة
وفيها نسيم البر العليل من مرتفعات عالية وقطرات الندى من غيوم الصباح الصيفية والتي كانت تنعش الروح والقلب، وهي رياضية صباحية طوعية وكانت من الاسباب الأساسية في المناعة الطبيعية ضد امراض الطفولة وامراض العصر لكبار السن وكان عنوانها البساطة والعدالة والمساواة الاجتماعية والاقتصادية.

والاهم من كل هذا انها كانت متاحة للجميع للذي لا يملك شجيرات من التين والعنب قبل الذي يملك وبإلحاح من الجار والاهل والعزوة ولاشتراكية حقيقية بين الجميع في الماء والكلأ والنار دون الرجوع إلى نظريات ماركس وانجلر ولينين في الاشتراكية وفائض القيمة التي كانت عنوانا لتسخير العمال باسم الاشتراكية، ولا استنادنا إلى عبودية الرأسمالية التي تمتص دماء الفقراء لصالح الاغنياء
وانما كانت لوجه الله تعالى وواجب الجيرة في ايام البساطة والطيبة التي نفتقر اليها هذه الايام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد