مجرم الحرب واستقبال الفاتحين

mainThumb

06-08-2024 07:16 PM

لا يتصور أحد أن يحصل مثل هذا المشهد. مؤسسة سياسية عليا لدولة عظمى تدعي حماية القيم ومبادئ العدالة والديمقراطية، يستقبل أعضاؤها (وبهذا الجمع الكبير) مجرم الحرب ومصاص دماء الأطفال والأبرياء، رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، يستقبلونه بالتصفيق الحاد والابتسام، والقيام والقعود عشرات المرات. جميع الأعضاء، رجالاً ونساءً، يحتفلون بقدومه، فاتح قطاع غزة وقاتل شعبها ومخرب مدنها، ولا يخفى عليهم وهم يعلمون ومطلعون على ما يجري يومياً من إبادة ومذابح في غزة.

لقد خانتهم الأمانة والحيادية وأغمضوا عيونهم عن الحقائق، واستقبلوا هذا المجرم الذي ينتهك القيم والمبادئ الإنسانية، ويتجاوز القانون والأعراف الدولية في تعامله مع الشعب الفلسطيني. لقد أظهروا أنهم صهيونيون أكثر من الصهاينة، وأن الاحتفال الصارخ الذي حظي به نتنياهو لا يجده حتى في دولة إسرائيل. الولايات المتحدة وقفت إلى جانب هذا المجرم ضد القرارات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار، وتمده بالسلاح والمساعدات العاجلة.

مجرم الحرب الذي أضناه الحزن والأسى على مقتل الأبرياء في مجدل شمس (كما يدعي) هو الذي قام بهذه الفعلة ليخلق الفتنة والمبرر لاغتيال القادة والأبرياء. كما قام عملاؤه باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وهو ضيف على الجمهورية الإيرانية الإسلامية، ولم يحزن هذا على المجازر والمذابح ضد عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء الذين يغتالهم كل يوم. وقد امتدت يد جيشه وطيرانه لقصف المدارس التي تؤوي أعداد كبيرة من النازحين، لتكون الحصيلة أكبر من أعداد المصابين والشهداء، ويدعي كذباً أنها مقر ومراكز للمقاومة المسلحة.

هذه الدولة الاستعمارية تدعي الصداقة والشراكة للعالم العربي، وتنشر قواعدها وأساطيلها، وتنطلق عند الحاجة للدفاع عن إسرائيل وعن جرائمها واحتلالها لأراضي الغير. في بداية اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، وعلى إثر قصفها وقتلها للمدنيين والأبرياء وتدمير مدن غزة، كان الواجب على الجامعة العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي التدخل والضغط على الولايات المتحدة لوقف الجرائم الصهيونية، ووقف مدها بالسلاح، وإنهاء الاحتلال، والسير في حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني. فهي القوة الوحيدة القادرة على ذلك لو أرادت.

إسرائيل والصهيونية تريد جر المنطقة وجر الولايات المتحدة إلى مشاركة في حرب في الشرق الأوسط تخطط لها منذ مدة طويلة، ولا يهمها النتائج سوى خراب ودمار المنطقة، وأن تعيش بأحلامها من خلال الدمار والدماء. تدير إسرائيل المعارك في سجن غزة بأكثر من نصف مليون من الجنود الذين يقتلون ويدمرون ولا رادع لهم. وهذه الجيوش والطيران الكثيف يتزود بالوقود الذي تؤمنه لها جهات معادية ومتواطئة، وتتزود بالأسلحة والذخائر التي تؤمنها لها دول الاستعمار والولايات المتحدة.

لا بد من سياسات وعلاقات في المنطقة تحمي البلدان والشعوب من هذه القوى المعادية الغاشمة التي لم تتراجع يوماً عن هذه الأهداف وتديرها ضد هذه المنطقة وشعوبها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد