أقحوانة الجبل

mainThumb

06-08-2024 07:11 PM

سيرة أدبيَّة للكاتب والأديب نايف النوايسة

عمد الأدباء عبر الفترات التاريخيَّة المختلفة إلى كتابة السيرة الأدبيَّة، والَّتي تُعدُّ وثيقة هامَّةً في حفظ التُّراث الإنسانيِّ والأدبيِّ وبشكل خاص إذا كان الكاتب يحمل رصيدًا فكريًّا وثقافيًّا وتاريخيًّا وتجربةَ غنيَّةً يمكن أن تلهم الأجيال وتمدَّها بمفاتيح هامَّة للتَّسلح بالعزيمة والتَّغلب على المعوقات، فيوفر لهم مادَّةً أدبيَّةً وثقافيَّةً من خلال ما يقدمه من رؤية تجاه الحياة وتجاه القضايا الإنسانيِّة الَّتي يَتناولها عبر تجربته الذّاتيَّة.
ولعلَّ ما قدَّمه الكاتب والأديب " نايف النوايسة" في سيرته الأدبيَّة ( أقحوانة الجبل) يُعدُّ مثالًا حيًّا على عمل أدبيٍّ وثقافيٍّ عميق ينقلنا فيه الكاتب عبر رحلة ذاتيَّةٍ إلى محطات تاريخيَّةٍ مؤثِّرة في حياته عاين فيها شتى صنوف الأحداث ومرَّ بالنجاحات والإخفاقات وعبر عن نظرته تجاه الحياة والموت مُقرًّا وكما عبَّر في مقدمة الكتاب أن الموت كان حاضرًا في كل لحظة من لحظات حياته، حيث بدت له الحياة كرحلة ممزوجة بالثنائيّات المتناقضة؛ فيها الصعود وفيها الهبوط فيها الأفراح وفيها الأحزان والأتراح، صراعات وانتصارات ظلَّ خلالها يسعى نحو الصعود في جبل الحياة ليظفر أخيرًا بضالته (أقحوانة الجبل) التي كانت تنتظره في قمة ذلك الجبل؛ وهذه الأقحوانة تعبر بلا شك عن فكرة رمزية تعادل الطموح والانتصار على المعوقات، فكان كتابه تصويرًا لقصَّته وقصَّة عائلته التي واجه فيها العديد من التحديات، ثم عرض في كتابه لأبرز الشخصيات الَّتي مرَّت في حياته فأثرت به وتفاعلت مع مسيرته فأحبَّ بلغته الشعريَّة المنسابة وأسلوبه الأدبيِّ المتفرد أن يخلدها في كتابه معبرًا من خلال ذلك عن أهميَّة الإنسان في السيرة الذاتيَّة، فخرج هذا الكتاب عملًا فنيًّا وأدبيًّا خالدًا، وإضافة مميزة للمكتبة العربيَّة ودرَّةً تُزين عِقد المؤلفات التي جاد بها الأديب نايف النوايسة عبر سنوات حياته التي أفناها في العمل الثقافي والإبداعي ناشرًا عطر الإبداع والتميُّز أينما حلَّ وارتحل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد