امرأة تعيش بين قبور أبنائها وتروي تفاصيل الفقد والندم

mainThumb

05-08-2024 06:28 PM

 السوسنة-  كانت أم أيمن تستند إلى جدران المقابر، بعدما جعلت التراب مأوى لها، تكفر عن ذنب قديم ارتكبته في زمن بعيد. فقدت في يوم واحد أربعة من أبنائها، ودفنت معهم جزءًا من قلبها وحياتها. تعيش الآن وسط قبور أبنائها، محاطةً بذكرياتهم وأحزان الفقد العميقة التي لا تُفارقها. تشعر بالذنب والندم، وتعتقد أن دعاءها الغاضب كان السبب في رحيلهم، فتردد بصوت محمّل بالحزن: "ربنا حقق لي دعائي"، كأنها تسعى لتسوية حساباتها مع القدر وتخفيف وطأة الألم الذي لا ينتهي.

في التسعينات، عندما فقدت أم أيمن أبناءها الأربعة، تروي تفاصيل الحادثة بمرارة. كان أبناؤها الأربعة يلعبون في المنزل عندما حدث انفجار نتيجة لخطأ في إشعال البوتاجاز، مما أدى إلى وفاة سيد في الصف الأول الثانوي، وهدى في ثالثة إعدادي، وإيمان في أولى إعدادي، وهند في رابعة ابتدائي. تحاول أم أيمن أن تتمالك أعصابها، فتصفهم بأنهم كانوا طيبين وحنينين عليها، وتقول: "أحلم بهم دائمًا، وكأنهم يأتون لي بملابس جديدة ويطمئنون عليّ".

رغم الحزن العميق الذي تعيشه، لم تنجُ أم أيمن من قسوة زوجة ابنها الوحيد المتبقي. تقول: "ابني أيمن تزوج وأنجب ولدًا وبنتًا، ولكنه تغير تجاهي بعد زواجه الثاني، وأصبح يعاملني بقسوة". تواصل أم أيمن العيش في المقابر، حيث تقول: "أقضي أيامي في المقابر، أذهب إلى بني سويف لشراء الاحتياجات، لكن اللصوص يسرقون كل شيء، ولا يبقى لي شيء في الحوش".

بسبب صعوبة العيش في المقابر، تفكر أم أيمن في البحث عن مسكن آخر، لتعود لزيارة أبنائها من حين لآخر. تقول: "أعيش على المعاش وليس لدي مصدر دخل آخر. أتمنى أن أجد سكنًا آمنًا أعيش فيه وأزور أبنائي بين الحين والآخر". وتضيف بنصيحة للأمهات: "لا تدعين على أبنائكن مهما كانت الظروف".

أم أيمن تواصل العيش وسط أحزانها، تسعى للسلام الداخلي، وتأمل في تحقيق الراحة التي افتقدتها منذ رحيل أبنائها، وتبحث عن مأوى يخفف من وطأة ألمها المستمر.

اقرأ المزيد:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد