ليست حرباً دينية ولا صراع مذاهب

mainThumb

04-08-2024 12:01 PM

هل حرب الغرب وأميركا ضد العالم هي حرب دينية، أم حرب نفوذ ومصالح، أم أن قطبي الصراع الدولي لا يعيرون اهتماماً للدين؟.

الظاهر أن الأنظمة الغربية ومنها أميركا لا تعتبر الدين في تحركاتها السياسية والعسكرية حول العالم إلا بما يخدم تعميق سيطرتها على الشعوب.. يعني هي تعتبر الدين لأن الضحايا يعتبرونه فقط، لأنها تجاوزت الدين في حياتها، ثم حيدته عند الشعوب التي سيطرت عليها بتفريغه من مضمونه و أنشأت كيانات تفصل بين الدين والدولة، وأبقت على إطار مفرغ للدين لتخدع به الشعوب وتخضعها لها، والغرب إذا ذكر الدين فهو يُزوّر على شعوب حسم أمر الدين معها بجعله تعبدي فقط، ولو خاطبتهم أنظمتهم بحقيقة نظرتها للدين لما وجدت منهم مؤيداً لها، لأن الأنظمة لا تنطلق من مصلحة شعبها واهتماماته، بل تنفذ ما يمليه عليها السيد المستعمر الشيطاني.

المصلحة الدينية التي يظهرونها لشعوبهم وتظهر أثناء غزوهم للعالم الإسلامي لا تعني أنهم يؤمنون بها، وليست حقيقية بل هي تحركات سياسية يخدعون بها شعوبهم المغيبة التي تؤمن بالخرافات التوراتية، حتى تفوضهم بشن حرب على بلاد لم تضرهم ولم تبدأهم الحرب، ولكن بلادهم تحتوي على موارد كبيرة، وتحاول الآلة الاستعمارية الاستحواذ عليها رغماً عن منافسها الاستعماري وعن أهل البلاد..

لذلك يركب الغرب موجة الدين المأزوم والقائم على خرافات "توراتية" كتبها بشر قبل أكثر من ألفي عام وواضح فيها تأثير العصر الذي كُتبت فيه، ليجعل الشعوب ترضى بجرائمه التي يرتكبها بحق الشعوب حول العالم، مقنعا إياهم أنه ينطلق من نبوءات آخر الزمان مع أن كل نبوءات آخر الزمان التي وردت في التوراة أو التي نقلت الى الاسلام مؤخراً تعتبر منتهية الصلاحية بمجرد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن ما ورد في الكتب السماوية من إشارات مستقبلية كلها كانت تتعلق بالنبي الخاتم او نبي آخر الزمان وتنتهي عنده، لكن كفرهم بالاسلام جعلهم يستمرون في انتظارهم نبوءات آخر الزمان وحتى ينقذوا نبوءاتهم التي سقطت بنزول القرآن حاولوا اعطاءها الشرعية وإطالة عمرها بدسها في الحديث النبوي..

أما الحروب الصليبية، فمبعثها الصهاينة وهم من أدخل فكرة الحرب الدينية الموجهة للعالم الإسلامي، منذ بداية الحروب الصليبية، 1100م.. وهم الذين اقنعوا الدول الغربية بالبحث عن "أرض الميعاد" ظنا منهم أن الله أعطاهم أرضا تكون لهم إلى قيام الساعة، والحقيقة أنه منحهم أرضا في زمن سيدنا موسى، ليست منحة وهي مشروطة بإيمانهم، فلما تنكروا لانبيائهم وانحرفوا وكفروا فقدوا حقهم فيها وتشتتوا في الأرض فيضيعوا أنسابهم ومكان الارض التي يتكلمون عنها، حتى أنهم لا يعرفون أين هي هذه الأرض، واختيارهم فلسطين كان اختياراً استعمارياً من اليونان وبعدهم الرومان لا علاقة له بالدين.
وبالعودة الى الصراع الدولي الحالي، فإن من يعتقد أن الصراع ديني فهو واهم!! وإن كان الصهاينة في فلسطين يظنون أنها دينية، أما أهل الارض الفلسطينيون فهم يدافعون عن وجودهم واسترداد حقهم.
بعض المسلمين المتأثرين بالاعلام الغربي الصهيوني منقسمين الى معسكرين معسكر يتبع أميركا ويتجاهل كل ما يحصل لأخوانه في الارض المحتلة من قتل بشع وتعدٍ على أرضهم وعرضهم، بحجة أنهم يتعاونون مع المعسكر الآخر ضدهم، وليس لهذا الموقف أساس ديني عندهم بل لمجرد أن نظاماً وظيفياً يتبع لأميركا يلبس دشداشة قصيرة ويطيل لحيته طلب منهم ذلك، موهمهم أنه ليس عدوهم وإنما عدوهم المسلم الآخر الذي ورث تاريخاً لم يستطع الفكاك منه، كما ورث هو أيضاً تاريخاً انحرف عن الجادة!!!
وبما أن السعودية وايران لا تنطلق سياستهما الخارجية من منطلق اسلامي، بل كلاهما يتبع طرف استعماري هدفه السيطرة على أرض وموارد البلاد العربية، فإن الذين يدافعون عن أرضهم وعن حريتهم، يحق لهم أن يتحالفوا مع من يوفر لهم السلاح ويمنحهم القوة التي تساعدهم في استرداد حقهم، في وقت صد عنهم اخوانهم العرب وأسلموهم للاحتلال، دون اعتبار لدين أو مذهب. ما يعني أن السياسة الدولية لا تعير اهتماما للدين إلا بالقدر الذي تستطيع من خلاله تثبيط أهل البلاد التي يتصارعون عليها، واستخدامهم لهدم بيوتهم بأيديهم!! ومن يرفع شعار الطائفية ليبرر موقفه المعادي لأخوانه الذين يتعرضون للقتل والسلب والإذلال، وينحاز بالعامة الى عدوهم وقاتل اخوانهم، بحجة أنهم انحازوا لمذهب مضاد، يعادي الصهيونية الأميركية، فكل أديان الأرض والانسانية منه براء..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد