حقائق لا يمكن تجاوزها

mainThumb

03-08-2024 11:33 PM

هناك في حياتنا حقائق لا يمكن تجاوزها ، بل لا يستطيع المرء العاقل المرور عنها ، ولا قفز عن حقيقتها .

فأول هذه الحقائق و التي نغفل عنها ، و هي حقيقة علينا وعيها ، أن حياتنا تبدأ بالميلاد وتنهي بالموت ، حقيقة ربانية مقررة ، أن كل الموجودات ستفنى ، ولا أقول تعدم ، فالذي يصنع البداية لا يعجزه أن يصنع النهاية .

حقيقة أخرى لا يغفلها العاقل أن الجزاء من جنس العمل ، وأن قبض أجر الأعمال مؤكد في القوانين والشرائع ، وأن مبدأ الثواب والعقاب مؤكد أيضا ، بل هو صورة لمبدأ العدل .

حقيقة أخرى نلمسها في حياتنا ، نراها أن التغيير سنة ماضية في الحياة ، فكل من لم يتجاوب مع سنة التغيير فسوف يتبدد ، وسوف ينتهي ، وهي حقيقة لا تقبل الشك والريب ، كون حركية التغيير ثابتة ، مادامت الحياة مستمرة .

و تستمر الحقائق التي لا يمكن بحال تجاوزها وهي حقيقة مقررة أن الضعف والقوة أمران متلازمان، فلا الضعيف يظل ضعيفا أبد الدهر ، ولا القوي تدوم له القوة و ببقى على قوته هي جولات تتكرر في حياتنا ، في سجال طبيعي ربما يغفل عنه الكثيرة لكنها حقيقة ثابتة في الإنسان و الحضارة ، كلما توفرت دعائم النهضة أو اختفت معالمها ، جميعها يؤكد المبشرات الربانية المؤكدة لهذه الحقيقة.

ومن الحقائق التي لا يمكن لعاقل تجاوزها أن الدنيا تقاد بالعلم وأن طلب الآخرة بالعلم ، بل شؤون الدنيا كلها تساس بالعلم ، وأن قوة الجهل قوة مدمرة ، في الأمم تتصدر بالعلم ، وتتأخر بالجهل.

حقيقة أخرى لا يختلف حولها اثنان أن النفس تميل للاعتدال وترفض الغلو ، أن التطرف بكل أشكاله صور للتخلف، تخالف الفطرة السليمة ، لهذا نرى أن مشاريع التطرف لا يكتب لها النجاح ، ولو غرتنا أهازيج دعايتها، وأن عاقبتنا الفشل ، لهذا فترسم منهج الاعتدال هي الأسلم لحياة مستقرة سعيدة.

وتبقى الحقيقة أن النجاح ثمرة العمل ، وأن التفاؤل باب السعادة ، وأن الأحزان و إن طالت لا تدوم ، وأن الخير باق لا تعدم جوانبه، وأن الصداقة في الحياة كنز ثمين ، وأن التجارة مع الله هي باب السعادة الكبرى ، وهي أفضل الأعمال ، على المرء الواعي استثمار هذه الحقائق في الانطلاق نحو الخير لتحقيق سعادة الدنيا و الآخرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد