نظريات قصة القمر ..

mainThumb
قمر

30-07-2024 01:31 PM

السوسنة- هناك فرضية في الخيال العلمي تقول: لو لم يكن القمر موجودًا، فهل ستظهر البشرية على الأرض؟ وكيف سيكون شكل الحياة عليها؟ أم لعل الأرض لن تكون صالحة لأي نوع من الحياة؟

فلا شك أن للقمر أهمية بالغة في الحياة على كوكب الأرض، فهو مصدر استقرار لها، بل هو ذراعها الذي يحفظ لها سرعة دورانها، وعليه يتغنون، وتحت ضيائه يسافرون، ومن أطواره يعرفون التاريخ والتوقيت.

قبل الإجابة عن كل تلك الأسئلة، لا بد من أن نعرف من أين نشأ القمر أولاً، وإلى أين يسير، وما هو مصيره بعد ذلك؟

اصطدام الأرض العملاق.. ميلاد القمر

طبقًا لنظرية الاصطدام العملاق (Giant Impact)، يرى العلماء -بحسب المحاكاة الحاسوبية- أن كوكبًا بقُطر كوكب المريخ (نصف قطر الكرة الأرضية وعُشر كتلتها) قد اصطدم بالأرض بعد نشأتها بمدة تتراوح ما بين 20 إلى 100 مليون سنة، ويسمى هذا الكوكب “ثيّا” (Theia)، وهي والدة سيلين، آلهة القمر الإغريقية.

أدى هذا الاصطدام إلى انفصال جزء سطحي من الأرض، وتطايره إلى مدار ممتد حولها أبعد من منطقة ما يعرف بـ”حدّ روش” (وهي المسافة التي تمنع فيها جاذبية الكوكب من تجمع الأجرام الصغيرة المتفرقة حوله على شكل كتلة واحدة بسبب قوة جاذبية الكوكب)، ليتكون القمر بعد أن تجمعت أشلاؤه وبردت والتحمت معًا على شكل كرة واحدة.

وقد دللت رحلات أبولو إلى القمر (1969-1972) على صحة هذه النظرية، بعد كشفها عن تشابه بعض النظائر المكونة لصخور القمر بتلك المكونة لقشرة الأرض، كنظائر الأكسجين على وجه الخصوص، وعن أن كثافة صخور القمر التي جمع منها قرابة 450 كيلوغرامًا تشابهت مع كثافة قشرة الأرض (3.5 غرامات لكل سنتيمتر مكعب)، لا مع متوسط كثافة مادة الكرة الأرضية (5.5 غرامات لكل سنتيمتر مكعب). دفع ذلك العلماء للميل إلى أن هذا الاصطدام قد حدث بشكل جانبي مع الأرض، فاقتطع جزءًا منها بعد أن انصهرت مادة الكوكب “ثيّا” تمامًا إثر هذا الاصطدام، وهو ما يفسر عدم وجود أثر لفوّهة صدمية (حفرة ناتجة عن اصطدام عنيف بأجسام خارجية كالنيازك) تسجل تلك الحادثة، لا سيما أن الأرض في ذلك الوقت كانت كتلة ملتهبة من الحمم البركانية شبه السائلة، وأن درجة حرارة الاصطدام بلغت أكثر من 10 آلاف درجة، مما جعلها تتوهج بلون أبيض في تلك اللحظات.

الحقبة الجهنمية.. أيام الأرض الأولى

يطلق على الحقبة الأولى لنشأة الأرض “الحقبة الجهنمية” (Hadean Eon)، لأن لون الأرض كان أحمر بسبب درجة حرارتها المرتفعة. ومع أن النظرية تفترض أن الأرض الملتهبة قد نشأت بعد ذلك الاصطدام، فإن ثمة مشاهدات لمواد موجودة على الأرض تناقض ذلك، بل تنفي وجود هذه المحيطات البركانية.

حديثًا (قبل عقدين من الزمان)، خلصت أكثر نتائج دراسات الفوهات الصدمية على سطح الأرض إلى أن اصطدام جسم كبير (بقطر عدة مئات من الأمتار أو أكبر) بالأرض، سيخلّف انفجارًا مدويًا يطيح بمادته كاملة، ويفنيها تمامًا على شكل طاقة وغبار وأتربة، يتطاير معظمها في الغلاف الجوي. وربما يتسبب أيضًا بتشظي أجزاء من الأرض وانفلاتها إلى الفضاء، كما حصل مع النيازك المريخية التي يُعثر عليها أحيانًا على سطح الأرض، فهي تنشأ بسبب مثل تلك الأحداث الصدمية.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد