عالم يتجاوز الخيال من اختراع القطار إلى تطور السيارات

mainThumb
سيارة

30-07-2024 01:12 PM

السوسنة- يميل البشر إلى العيش في مجموعات، لذا نجد أن معظم السكان يتركزون في المدن. يتضح ذلك عند رؤية العالم من أعلى، فعلى ارتفاع 400 كم فوق الأرض، يمكن مشاهدة المدن العملاقة وكيف تتصل ببعضها عبر مسافات طويلة بشبكات معقدة من الطرق، بعضها يعود إلى عصور الحضارة الإنسانية. تدرك حينها أن الإنسان اجتماعي بطبعه.

لكن حياتنا الاجتماعية تشكلت أيضًا بالتوازي مع رغبتنا في أن نكون أسرع، سواء في التواصل أو الانتقال، كأن الإنسان يسابق عمره ليكتشف أكثر ويعيش أكثر. سيصحبنا في عالم السرعة هذا المخرج وعاشق السرعة "شون رايلي"، ليطلعنا على آخر قفزات البشر في التنقل عبر هذا الكوكب، من خلال فيلم تعرضه قناة الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة "تاريخ السرعة" بعنوان: "تاريخ السرعة.. عبر القارات".

"ريتشارد تريفيثك" .. أمي يخترع "الشيطان النافث"

قبل 200 عام، شهدت منطقة "كورون وال" في إنجلترا لحظة فاصلة في تاريخ الهندسة، حيث بدأ في عام 1801 العصر البخاري، وازدهرت مناجم النحاس بفضل المضخات المائية التي تمنع فيضان الماء في المنجم وتعمل بالبخار. كان المخترع "ريتشارد تريفيثك"، ابن مدير المنجم، لا يجيد الكتابة، لكنه كان يحمل أفكارًا ستغير مجرى التاريخ، إذ كان عنيدًا ومغامرًا وأفكاره جريئة.

حتى ذلك الحين، كان البخار ينتج بإشعال النار تحت المرجل، وكان من عيوب هذا التصميم فقدان الحرارة ووجود بخار منخفض الضغط. ابتكر ريتشارد مرجلًا أسطوانيًا يحيط بالموقد لضمان الاستفادة القصوى من الحرارة، بحجم أصغر وضغط بخار أعلى، مع صمام لإنتاج سرعة خارقة. ومن إبداعاته، جاءت فكرة "الشيطان النافث"، التي تعتبر أقدم مركبة ذاتية الدفع، حيث تكون النار في أسطوانة داخلية ويحيط بها الماء في أسطوانة خارجية. تحول حلم النقل بالبخار إلى حقيقة في عام 1801، وبعد سنوات، شيّد "تريفيثك" أول مسار للقطار البخاري. وداعًا للأحصنة، ومرحبًا بالقاطرات التي أطلق عليها "الحصان الحديدي".

سكك أمريكا .. ست سنوات تربط الشرق بالغرب

كانت أمريكا من أكثر الدول استفادة من القاطرات البخارية. قبل ذلك، كانت هذه الأراضي الشاسعة بكرا، لم يقطعها إلا الشجعان أو الحمقى واليائسون. أطلقت أمريكا أكبر مشاريعها الهندسية بعد وصول الحصان الحديدي، لربط الشرق بالغرب بواسطة السكك الحديدية. بدأ آلاف الرجال العمل بين أوماها وساكرمنتو، وشيدوا ما معدله 16 كيلومترًا من السكك يوميًا في المناطق المنبسطة، أما في جبال روكي، فكان العمل بطيئًا بمعدل نصف متر يوميًا.

في عام 1869، وبعد 6 سنوات من العمل المتواصل، التقت سكك حديد الشرق والغرب بطول 3200 كيلومتر في يوتاه. منذ ذلك الحين، تغير وجه الحياة في أمريكا، وصار العبور أكثر أمانًا وسرعة، حتى أصبحت محطة "غراند سنترال" في نيويورك أكبر محطة في العالم منذ 150 عامًا، وصارت مركز السفر الطويل بين المدن الأمريكية إلى أكثر من 500 وجهة و240 ألف كيلومتر.

"هيديوشيما" .. معجزة هندسية تلتهم المسافات

لم تكن أمريكا الوحيدة، فهذه الثورة في النقل مستمرة حتى اليوم، والابتكارات في تقنيات القطارات تحملنا بسرعة أكبر لمسافات أبعد من أي وقت مضى. تتصدر اليابان العالم في هندسة القطارات، واستأثرت بأسرع القطارات خلال 50 عامًا مضت، حيث بلغت سرعة قطار "الرصاصة" الياباني 280 كم/ساعة، ونقل المسار بين طوكيو وأوساكا أكثر من 6 مليارات إنسان خلال 60 عامًا.

على هذا المسار، كانت الرحلة تستغرق 6.5 ساعات بسرعة لا تتجاوز 110 كم/ساعة، لكن المهندس "هيديوشيما" كان يطمح لتحطيم حاجز 160 كم/ساعة. كانت فكرته تقوم على وضع محرك كهربائي في كل قاطرة، بدلًا من المحرك الواحد الذي يجر كل القطار، وصمم القطار لاستخدام الهواء المضغوط لامتصاص الصدمات، مع تقليل الانحناءات في المسارات للحفاظ على السرعة العالية.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد