الجزائر تفتح تحقيقًا في قضية فساد متورط فيها أشخاص متوفون

mainThumb
علم الجزائر

29-07-2024 02:55 PM

السوسنة- تحقق الأجهزة الأمنية الجزائرية في شبهة فساد بعد تسجيل استفادة العشرات من الموتى من منحة السفر، المقدرة بحوالي مائة يورو، والتي تمنحها البنوك مرة في السنة لكل مواطن حامل لجواز السفر.

وذكرت صحيفة "الشروق" أن التحقيقات الأولية خلصت إلى تورط بعض الموظفين في البنوك، حيث قاموا بتلاعبات في عمليات الصرف، واستخدموا جوازات سفر الموتى للحصول على منحة السفر نحو الخارج بالعملة الصعبة، ليستفيد منها المتورطون. وأوضحت الصحيفة أنه تم توقيف العديد من هؤلاء الموظفين وإيداعهم رهن الحبس المؤقت، في انتظار استكمال التحقيقات، كما تمت إحالة الملف بالكامل إلى المحكمة المختصة.

وكشف مصدر للصحيفة أنه تم اكتشاف عمليات غير قانونية في العديد من الوكالات البنكية في ولاية خنشلة، حيث تم تمكين موتى من الاستفادة من المنحة عبر جوازات سفرهم. تورط في هذه العمليات بعض ذوي المتوفين، مقابل تقاسم فائدة بيع العملة الصعبة في السوق الموازية، مما دفع عناصر فرقة البحث والتحري إلى فتح تحقيق في الموضوع.

يذكر أن عملية الاستفادة من منح السفر نحو الخارج تشهد طلباً كبيراً خلال أشهر الصيف، بحجة تنقل الجزائريين نحو الخارج، خاصة نحو تونس لقضاء عطلة الصيف. وتلجأ العائلات الجزائرية لهذه العملية نظراً للفارق المالي في قيمة العملة، حيث يستفيد صاحب جواز السفر من مبلغ يتراوح ما بين 90 إلى 105 يورو، مقابل حوالي 16000 دينار جزائري حسب السعر العالمي في البنوك الجزائرية، في حين تبلغ ذات القيمة في السوق السوداء حوالي 24200 دينار لـ100 يورو.

يشير هذا الفارق الكبير بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق الموازية إلى وجود حافز قوي للقيام بهذه التلاعبات، حيث يمكن للمتورطين تحقيق أرباح كبيرة من خلال استغلال هذه الفجوة. وتعتبر هذه الفضيحة واحدة من العديد من القضايا التي تعكس التحديات التي تواجهها الجزائر في محاربة الفساد وتحقيق الشفافية في المؤسسات المالية.

تسعى السلطات الجزائرية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحالات، وتعزيز الرقابة على عمليات الصرف والتعاملات المالية. ويعد هذا التحقيق خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه التلاعبات. تحرص الحكومة الجزائرية على تحسين نظام المراقبة البنكية وضمان الشفافية في جميع المعاملات المالية، بهدف حماية حقوق المواطنين وتعزيز الثقة في النظام المالي.

مع استمرار التحقيقات، تتطلع الأوساط الجزائرية إلى كشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع في المستقبل. تعمل الأجهزة الأمنية والجهات القضائية على متابعة التحقيقات بدقة لضمان محاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة.

اقرأ المزيد عن:








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد