كان معكم: خبير الصّواريخ أنتوني بلينكن!

mainThumb
AFP

28-07-2024 09:08 PM


الأحد، وفي مؤتمر صحفيّ من طوكيو، «أكّد» وزير الخارجيّة الأميركي، الذي يعاني من اضطراب الهويّة الوظيفيّة، المغنّي تارةً، وخبير الصّواريخ والمتفجّرات والمفرقعات حاليًا، أنتوني بلينكن، أنّ "كلّ الدلائل تُشير إلى أنّ الصاروخ (الذي سقط السّبت في مجدل شمس) كان بالفعل من حزب الله اللبنانيّ"، وأكّد بلينكن (رايح جاي) على رأي الفيلم المصري الشّهير، والذي زار الشّرق الأوسط ثماني مرّات من أكتوبر 2023 وحتّى يونيو 2024، أنّ الولايات المتّحدة (ماما أميركا)، "تقف إلى جانب حق «إسرائيل» في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية"، أمّا البيت الأبيض، فقد سارع (في وقتٍ متأخر من الأحد بتوقيت الشرق الأوسط) هو الآخر للتأكيد على أنّ الصاروخ من حزب الله، وحمّله المسؤوليّة.
يبدو أنّ الخبير بلينكن (وما أكثر الخبراء) نسي ضرورة دراسة التّاريخ والجغرافيا والديمغرافيا قبل الإفتاء في شؤون صواريخ الشّرق الأوسط وإيران وأذرعها وأرجلها و(...)، وقبل تلقي التّحليلات الإسرائيليّة أنّها حقائق منزّهة عن الخطأ، ذاك أنّه لا يعرفُ، على ما يبدو، أنّ «إسرائيله» تحتلُّ الجولان السّوري، وأنّه وحتّى عام 2022 بلغ عدد سكّان الجولان المحتل 21.215 شخصًا، يحمل 4303 منهم الجنسيّة «الإسرائيليّة»؛ أيّ أقلّ من خُمس السّكان، حسب الإحصاءات الإسرائيليّة.
لستُ بصدد نقاش موضوع الصاروخ بحدِّ ذاته؛ حيثُ أنّني لستُ خبيرًا في الصواريخ، لكنّ محلّلين اعتبروا ألّا مصلحة لحزب الله في ضرب الجولان، وأنّ أقرب هدف عسكري إسرائيليّ يبعد حوالي 3 كم عن المنطقة التي وقع فيها الصّاروخ، في حين يرجّحون، بما فيهم محلّلين إسرائيليين، أنْ يكون الصّاروخ مصدره القبّة الحديدية. وإنّ كلّ ما وقع في مجدل شمس السّبت، ليفتحُ آلاف الأسئلة، بناءً على طريقة تعاطي الإسرائيليين معه، كأنّهم كانوا مستعدينَ لهذا الحدث تمامًا، وبصورة مسرحيّة عجيبة، ربما تخلق ذريعةً لضرب بيروت هذا المساء.

أعودُ، لهذا العالم المختل عقليًا وأخلاقيًا، وأتذكّر مجزرة مستشفى المعمدانيّ، التي فتحت الباب لمجازر أخرى حينَ صمتَ عنها الجميع ومرّت مرور الكرام، وأتذكّر كيفَ حاولت الولايات المتّحدة نفسها، ودول العالم، تحميل مسؤوليّة الصاروخ للفصائِل الفلسطينيّة المُقاوِمة في قطاع غزّة، وأعود أتذكّر أيضًا الولايات المتحدة نفسها، ودول العالم، الذينَ يشكّكون بأرقامِ الضّحايا الفلسطينيين، ويصفِّقونَ للقاتل وما يقوله. هذا هو التّحضر الجديد، مرحبًا بكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد