صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري ما تقدمه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأنه أداء غير مألوف. وأشار إلى أن كمين الشابورة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الذي ظهر في مقطع فيديو حديث، نُفذ باستخدام نفق وهمي بعد استدراج جنود الاحتلال إليه.

 استدراج جنود الاحتلال: كمائن محكمة

عرضت كتائب القسام مشاهد من إعداد وتنفيذ كمينين ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل مخيمي يبنا والشابورة في مدينة رفح، تحت عنوان "كمائن الموت الجزء الثاني". تضمنت المشاهد استدراج ورصد جنود الاحتلال، حيث تم الكمين الأول في منزل داخل مخيم يبنا، والكمين الثاني بفتحة نفق في مخيم الشابورة.

أنفاق القسام: أنواع واستراتيجيات

أوضح الدويري أن الكمين الأول تم تحضيره مسبقًا في منزل دخل إليه عدد من الجنود، بينما استخدم الكمين الثاني نفقًا وهميًا تحت المنزل، غير متصل بشبكة الأنفاق الرئيسية. وأشار إلى أن معظم الأنفاق المستخدمة في العمليات ليست جزءًا من الشبكة الرئيسية، بل تُنشأ خصيصًا للعمليات الفردية.

 تقنيات قتالية متقدمة

وأشار الدويري إلى أن الفيديو يظهر دخول القوة الأولى إلى المبنى المفخخ بشكل محكم، حيث يتحكم القسام في التفجير من مكان آمن، مما يدل على كفاءة عالية في التخطيط والتنفيذ. كما لفت إلى استخدام الحشوات البرميلية في العملية الثانية، التي تعتمد على ألغام قديمة مخزنة تحت الأرض، مما يعكس خبرة المقاومة في الاستفادة من الموارد المتاحة بشكل فعال.

 أهمية المعارك في المناطق المبنية

أكد الدويري على أهمية المعارك في المناطق المبنية كجزء من الحروب غير المتناظرة، حيث تعتمد القوات المقاومة على معرفة دقيقة بالمكان وتسليح فعال لمواجهة قوات الاحتلال بأعداد أقل ولكن بكفاءة أكبر.

تقدير الإدارة العسكرية للمقاومة

أشاد الدويري بإدارة المعركة من قبل المقاومة الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها متقدمة جدًا ويجب تدريسها في الكليات العسكرية العالمية. وأكد أن إدارة المقاومة تتبنى نهجًا خارجًا عن المألوف وتهتم برفع الروح المعنوية لمقاتليها.

الضغط العسكري والتطورات الميدانية

أشار الدويري إلى أن تزامن المعارك في الشمال والجنوب يتماشى مع ما ذكره رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من أن الضغط العسكري يهدف لإجبار حماس على تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى. ولفت إلى أن جيش الاحتلال عثر على جثامين خمسة أسرى، منهم أربعة جنود عسكريين، في أحد الأنفاق.

نتائج المعارك المستقبلية

اختتم الدويري حديثه بالإشارة إلى أن المعارك الضارية في تل الهوى ورفح تكشف عن مستوى عالٍ من الكفاءة القتالية لدى فصائل المقاومة، متوقعًا أن يؤدي استمرار هذا الإيقاع الميداني إلى نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة، مما قد يجبر جيش الاحتلال على الانسحاب مرة أخرى من هذه المناطق.