السفّاح نتنياهو .. خطاب يفسّر تدخل "الآيباك" في الانتخابات الرئاسية الأميركية

mainThumb

25-07-2024 01:49 PM

ما سبق خطاب السفاح نتنياهو في الكونجرس الأميركي، تلك المؤشرات والاسرار السياسية التي اجتاحت عدة عواصم:بكين، واشنطن، القاهرة، عمان، الدوحة، بيروت... !
.. ليس الأمر بهذه الدهشة؛فالعواصم هذه، هي، بعد واشنطن العاصمة الأميركية، ستكون - وهذا ما تسرب من معلومات دبلوماسية ل "الدستور" واسعة الاطلاع، كشفت عن طبيعة حراك السفاح نتنياهو، الذي صممت له "الايباك"؛ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية - اختصاراً أيباك-
زيارة تغيرت اجندتها، لتصبح أهداف منها "التدخل المرتقب للمنظمات اليهودية في الانتخابات الرئاسية" .
.. وقد تناول موقع middle east eye في مقال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن والسفاح نتنياهو في واشنطن، رغم حالة بايدن الصحية، وأثر الخلافات الدبلوماسية والأمنية بينهما منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية العنصرية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، بما في ذلك الاقتحامات التي يمارسها الأحزاب التوراتية المتطرفة داخل المسجد الأقصى المبارك وكل القدس وجوار بيت المقدس .

*خطاب كاذب وكونجرس مغيب.

.. ما ظهر ان موقف المجتمع الدولي، يؤكد انه - بالذات بعد خطاب السفاح الكاذب المشتت، انه لن يكون لزيارتة أي تأثير كبير على العلاقة الفعلية بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي ،وربما يدرك "والايباك"؛ فإن لقاء بايدن و السفاح نتنياهو يحدث في وقت سياسي أمني، تباعد فيه، كل أدوار العلاقة الأميركية الإسرائيلية .

.. وجاء خطاب السفاح، في الوقت الحالي، بهدف خلخلة قاعدة الناخبين الديمقراطيين لحزب بايدن، الرئيس الذي فضل الانسحاب، حماية لمستقبل الحزب الديمقراطي وحظوظه في المرحلة التي تلي ترشح كمالا هاريس، التي لم تستمع للسفاح، ويبدو أن لا توافق على نهج الرئيس بايدن تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة ورفح والشجاعةو النصيرات وكل فلسطين المحتلة .

.. إشارات وتدخل الايباك، التي تعد
مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة. وهي إحدى منظمات الضغط العديدة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، هي التي افرزت زيارة السفاح، لتقول - أيباك - أن لديها أكثر من 100.000 عضو و17 مكتبًا إقليميًا ومجموعة كبيرة من المانحين. بالإضافة إلى ذلك، المنظمة معروفة على نطاق واسع بأنها إحدى مجموعات الضغط الأكثر تأثيرًا في الولايات المتحدة.

*ما قبل الخطاب، ليس ما بعده!

عمليا : ما قبل خطاب السفاح نتنياهو في الكونجرس ، ليس ما بعده!، لقد شعرت الإدارة الأميركية، والرئيس بايدن بالإحباط لأن كابنيت الحرب، الذي قاده نتنياهو ذهب إلى حد القول علنًا بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية وأنهم لن يسمحوا للسلطة الفلسطينية بالدخول إلى غزة"، ما أضعف من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والإقليم، عدا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .
لهذا، يواصل السفاح نتنياهو، والقوى الداعمه له، تحدّيه للإدارة الأميركية، بما في ذلك طبيعة الخطاب، التي أظهرت ان الولايات المتحدة، تقف متفرجة على حجم الدمار والإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ما جعل صورة أميركا الداخل والخارج، تعاني من ملف الخلاص من الحكومة الإسرائيلية، إذ لاحظت بعمق، الإدارة الأميركية، ما تحقق الصين، من اختراقات سياسية وأمنية في منطقة الشرق الأوسط. وهذه المرّة، من خلال السلطة الفلسطينية، و الفصائل وحركة حماس، إذ
نجحت-ربما بشكل صوري مؤقت- الصين في عقد اتفاق مصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وأبرزها حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي، مع الاتفاق فيما بينهم على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة، تهدف إلى إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهي مؤشرات رفضها السفاح أبرزها في خطابه أمام الكونجرس.

*العواطف الكاذبة

السفاح نتنياهو اتخذ الكذب السياسي والأمني في مخاطبته للكونغرس، قال:لدينا أيضا عائلات الرهائن الأمريكيين. إن الألم الذي تحملته هذه العائلات يفوق الكلمات، لن أرتاح حتى يعود جميع أحبائهم إلى منازلهم.

.. وتلفت وكالات الأنباء والإعلام العالمي، أن اكاذيب السفاح جعلت، خلال خطابه، انسحاب عدد من أقارب الرهائن المحتجزين في غزة من خطاب نتنياهو، لإدراكهم انه من أحبطت جولات المفاوضات، مبادرة الرئيس بايدن لاتمام هدنة توقف الحرب على غزة ورفح.

المجتمع الدولي، رفض إنه قال :واثق من أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن تنجح.
.. وقد تكون كلمة الشكر للرئيس بايدن على دعمه بعد 7 أكتوبر، وعلى وصفه حماس بـ “الشر المطلق”، وعلى إرساله حاملتي طائرات إلى المنطقة، وعلى زيارته “التي لن تُنسى أبدا”، وأشار إلى أن بايدن يطلق على نفسه اسم “صهيوني أيرلندي-أمريكي فخور”، مجرد تدخل في حيثيات الانتخابات من خلال تعرية الموقف الأميركي في الانتخابات الرئاسية.

وفي المؤشر الإعلامي الواضح ما برز عن بيان أصدرته عائلات الرهائن الأمريكيين الثمانية، تحث السفاح نتنياهو على عدم التحدث؛ إلا إذا كان للإعلان عن صفقة، وأدركوا أنه لن يفعل ذلك بعد لقائهم به هذا الأسبوع.

الخطاب الذي، ادخل السفاح في متاهة سياسية، أشار فيه إلى أن الجنود [اليهود والمسلمين والمسيحيين والدروز]؛ قاتلوا معا بشجاعة هائلة؛ وقال: هؤلاء هم جنود إسرائيل، و أن جنود الجيش الإسرائيلي يأتون من كل عرق ودين وعرق وتوجه سياسي، متباهيا بالإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، التي قادها عبر الكابينت و العنصرية والكراهية.

*إيران ضد العنصرية الإسرائيلية.. وتهدد أميركا.

خطاب السفاح نتنياهو، كان لابد أن يقترب من فزاعة إيران، وقال إن إيران تقف وراء كل الاضطرابات في المنطقة وخارجها، وشانلا في اكاذيب أن أمريكا - حامية الحضارة الغربية- تقف في وجه خطة إيران لفرض الإسلام المتطرف على العالم.

وقال في توجيه غريب: إن إيران تعتبر أمريكا أكبر عدو لها، مقتبسا من تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإيراني من أن :إسرائيل مجرد أداة والحرب الرئيسية، الحرب الحقيقية، هي مع أمريكا، وإن :إيران ترى أنه لكي تتحدى أمريكا حقا، يجب عليها أولا أن تغزو الشرق الأوسط.
.. وتابع التحريض، ليقول ان دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية :بالنسبة لإيران، إسرائيل هي الأولى، وأمريكا هي التالية. عندما تحارب إسرائيل حماس، فإننا نحارب إيران. عندما تحارب إسرائيل حزب الله، فإننا نحارب إيران. عندما نحارب الحوثيين، فإننا نحارب إيران.
.. ولعل أعضاء الكونجرس، استمعوا بحذر عندنا قال إنه: عندما تعمل إسرائيل على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن ذلك لا يحمي إسرائيل فحسب، بل؛ نحن نحميكم.

*.. وعن حماس.. الحرب والموقف من النتيجة.


السفاح، قال إن النصر على حماس قريب(..) وانه بالانتقال إلى حزب الله في لبنان، إن “إسرائيل ستفعل كل ما يجب عليها فعله” لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية ومواطنيها إلى منازلهم.

ووصف هجوم الحوثيين اليمنيين بمسيّرة الأسبوع الماضي والضربة الإسرائيلية ردا على ذلك، وأضاف “أولئك الذين يهاجمون إسرائيل سيدفعون ثمنا باهظا للغاية”.

وقال، عن الموقف من نتيجة ومراحل الحربأعلم أن: أمريكا تدعمنا.

وشكر الولايات المتحدة على المساعدة العسكرية السخية، وأشار إلى المعلومات الاستخباراتية المهمة، التي ساعدت في حماية البلدين، وقال نحن نساعد في إبقاء القوات الأمريكية بعيدة عن الأرض.

.. وفي موقف أمني، سياسي مربك لما تقف عليه الإدارة الأميركية، من الحرب، قال:إنني أقدر بشدة دعم أمريكا، مضيفا أن المساعدات الأمريكية السريعة يمكن أن تضع نهاية سريعة للحرب.

واقتبس السفاح مقولة ونستون تشرشل: أعطونا الأدوات وسننهي المهمة.

.. الإعلام الأميركي لاحظ انه [وسط تصفيق الجمهوريين]، تابع السفاح :أعطونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع.
.. داعيا إلى رؤيته(..) لتحالف إقليمي مناهض لإيران، قائلا إن هناك - لمحة أمنية سياسية- عن هذا التحالف في 14 أبريل عندما شنت إيران هجومها بالصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل،
وأضاف، بحسب الخطلب:أعتقد أننا يجب أن نسميه تحالف أبراهام، وهو الأمر الذي فتح الطريق للسفاح
لشكر الرئيس الأمريكي السابق ترامب على التوسط في اتفاقات أبراهام، وسط تصفيق نواب الحزب الجمهوري، وهو ما شكل نقطة تحول، يبدو من خلالها ان السفاح يميل إلى منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية بعد أشهر .


.. وكان لافتا ان السفاح، شكر ترامب على اعترافه بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان وعلى نقل السفارة إلى القدس، مضيفا أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية، التي لا يمكن تقسيمها أبدا، قائلا سنقاتل، مضيفا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ستحقق :نصر الحرية على الطغيان؛ أن إسرائيل ستظل دائما صديقة أمريكا في المنطقة. معا سنضمن مستقبلا باهرا لبلدينا.

واختتم خطابه بالقول “فليبارك الله أمريكا وليبارك إسرائيل.
ورصد الإعلام الأميركي انه :وسط تصفيق حار، تزامن مع خروج نواب ديمقراطيون مسرعين من القاعة، بينما وقف الجمهوريون ونحو نصف الديمقراطيين للتصفيق له، ما ترك انطباعات بأن التوجيهات التي حملها بسرية من الايباك الداعم، قد خرقت مسارات خطرة عن واقع الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يؤثر في الشارع الأميركي، خصوصا تزامن الحدث مع قوى من المتظاهرون، الذين رفعوا راية حركة حماس وصورة أبو عبيدة، ويهتفون ضد نتنياهو قرب الكونغرس الأمريكي، تزامناً مع بدء خطاب السفاح نتنياهو.
.. فكان يقول عنهم:كثير من المتظاهرين ضد إسرائيل اختاروا أن يقفوا مع الشر ومع حماس ويحب أن يشعروا بالعار
لافتا:ما نعلمه أن إيران تمول المظاهرات التي تحدث الآن خارج الكونغرس، ووصفهم: لقد أصبحتم رسميا لعبة في يد إيران
، نحن على مفترق طرق تاريخي والشرق الأوسط يغلي والصراع ليس بين حضارات وإنما بين [البربرية والتحضير] وهي العنصرية التي أرادها السفاح، مترقبا فشل زيارة الاميركية:داعيا بصلافة اكاذيب تعود عليها :
الولايات المتحدة ستكون الهدف التالي إذا تم تقييد يد إسرائيل.

*.. القادم بكل الحيرة واستمرار الحرب.

هناك دهشة تلوح في الأفق، من دلالات الزيارة وما قد ي افقها من مواقف سياسية وأمنية من ازدياد نقاط التوتر، مع اختلاط المعلومات عن محاولات المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، احتواء مساعي إتمام دور الدول التي تتوسط في جولات المفاوضات المكوكية للهدنة التي افشلها كذب وتعنت السفاح نتنياهو، عدا عن الصراع العسكري والأمني لحكومة دولة الاحتلال التي فقدت بوصلتها، وادعو لاستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، دون رادع أو تحول حقيقي يترك اثرا، ما يترك الحرب قائمة، ربما تتجاوز أشهر الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهذا يزيد من اضطراب مواقف وصبر العواصم المعنية في المنطقة.
*huss2d@yahoo.com






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد