علاج جديد للتوحد يثير غضب المجتمع العلمي

mainThumb
طفل يعاني التوحد

25-07-2024 12:33 PM

السوسنة-  انتقد فريق من الخبراء دراسة جديدة تدعي إمكانية "تحسين وعكس" مرض التوحد الحاد لدى الأطفال من خلال علاج سلوكي مثير للجدل. ركزت الدراسة على توأمتين من الولايات المتحدة كانتا تعانيان من شكل حاد من التوحد، والذي تطلب دعماً كبيراً عند بلوغهما سن العشرين شهراً. ووفقاً للدراسة، فقد انخفضت أعراض المرض بشكل كبير، حتى وصلت إلى مستوى لا يمكن تمييزه لدى إحداهن، بعد عامين من التدخلات المثيرة للجدل.

شمل البرنامج التدخلي تطبيق تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وهو أسلوب يهدف إلى تعليم الأطفال المصابين بالتوحد كيفية التصرف بطرق "مناسبة". بالإضافة إلى ذلك، كان البرنامج يتضمن نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين ومنخفض السكر، فضلاً عن تناول مكملات غذائية تشمل أحماض أوميغا 3 الدهنية والفيتامينات المتعددة وفيتامين (د). ومع ذلك، انتقد الخبراء الدراسة، مشيرين إلى أنها لا تستوفي المعايير العلمية المعترف بها.

قالت الدكتورة روزا هوكسترا، الخبيرة الرائدة في اضطرابات النمو العصبي بجامعة كينغز كوليدج في لندن، إن الدراسة تفتقر إلى الأسس العلمية السليمة. وأوضحت أن حجم العينة الصغيرة للغاية (طفلتان فقط من نفس العائلة) يجعل من الصعب تعميم النتائج على أطفال آخرين. كما اعتمدت الدراسة، التي نشرتها مجلة "الطب الشخصي" غير المعروفة على نطاق واسع، على التقارير القصصية ومعلومات من الوالدين فقط، بدلاً من الملاحظات أو التقييمات المستقلة.

وأضافت هوكسترا أن الوالدين كانوا على دراية تامة بالتدخلات الطبية وشاركوا فيها، مما قد يؤدي إلى تحيز في تقاريرهم. وأشارت إلى أن التوحد هو مجموعة من السمات الشخصية، وقد تساعد بعض التدخلات الأطفال أو البالغين في تحسين بعض الجوانب، لكن هذا لا يعني أن شخصيتهم أو كيانهم قد تغير بشكل أساسي.

 وصف تيم نيكولز، مساعد مدير الجمعية الوطنية البريطانية للمتوحدين، الدراسة بأنها "مهينة" لأكثر من 700 ألف شخص مصاب بالتوحد في المملكة المتحدة. وأعرب عن استغرابه من نشر هذه الدراسة في الصحف البريطانية، قائلاً إن "لا توجد أي استنتاجات يمكن استخلاصها منها"، وأن الإشارة إلى إمكانية "عكس" مرض التوحد هو أمر غير مسؤول. وأكد أن التوحد لا يمكن "شفاؤه" أو "عكسه"، مضيفاً أن مثل هذه الدراسات قد تساهم في خلق تصورات مضللة حول طبيعة المرض.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد