الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة نوعية في ساحة القتال

mainThumb
جنود

22-07-2024 06:27 PM

السوسنة -  في مشهد تخيلي لساحة معركة في إحدى المدن، تطلب فرقة محاصرة من الجنود دعمًا عسكريًا، ولكن ليس تعزيزات بشرية، بل سربًا من الطائرات المسيرة الصغيرة الذاتية التحكم. تتجول هذه الطائرات، المزودة بالمتفجرات، عبر المدينة المدمرة، وتحدد أهدافها بدقة قبل أن تنفجر، مما يتسبب في القضاء على الأعداء بكفاءة مرعبة.

يبرز هذا السيناريو، الذي هو جزء من إعلان ترويجي لشركة الأسلحة الإسرائيلية "أنظمة إلبيط"، إمكانات الذكاء الاصطناعي في المعارك الحديثة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، فإن هذه الإمكانات تتحول تدريجيًا إلى واقع ملموس.

على الرغم من أن الجيش الأوكراني استخدم طائرات مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي لضرب مصافي النفط الروسية، فقد حددت أنظمة الذكاء الاصطناعي الأميركية أهدافًا في سوريا واليمن لتنفيذ ضربات جوية في وقت سابق من هذا العام. كذلك، استخدم الجيش الإسرائيلي نوعًا آخر من أنظمة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتصنيف ما يصل إلى 37 ألف فلسطيني كمشتبه بهم في الأسابيع الأولى من حربه على قطاع غزة.

يؤكد الخبراء أن تصاعد النزاعات في العالم خلق بيئة اختبار مثالية لحرب الذكاء الاصطناعي وسرع من تطورها. أثبتت الممارسات العسكرية المتزايدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي أن جيوش الدول تتمتع بشهية مفتوحة لهذه التقنيات، رغم صعوبة التنبؤ بالمخاطر الأخلاقية التي قد تنشأ. وقد أدى هذا إلى سباق تسلح ضخم بقيمة مليارات الدولارات في مجال الذكاء الاصطناعي، يجذب عمالقة التكنولوجيا وجيوش العالم.

يشير التقرير إلى أن الرأي السائد بين الدبلوماسيين وشركات تصنيع الأسلحة هو أن الحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة الذاتية التحكم قد وصلت إلى "لحظة أوبنهايمر"، في إشارة إلى دور روبرت أوبنهايمر في تطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية.

يمتلك الجيش الأميركي أكثر من 800 مشروع متعلق بالذكاء الاصطناعي، وطلب تمويلًا قدره 1.8 مليار دولار لميزانية عام 2024 فقط. وقد أدت موجة الاستثمار والتطوير الهائلة إلى احتدام النقاش حول مستقبل الحروب. يحذر خبراء الأسلحة الذاتية التحكم من أن هذه الأنظمة قد تغير علاقة المجتمع بالتقنية والحرب بشكل جذري.

ويقول بول شاري، نائب الرئيس التنفيذي ومدير الدراسات في "مركز الأمن الأميركي الجديد"، إن هناك خطرًا في أن يتخلى البشر تدريجيًا عن المزيد من الصلاحيات والأحكام لصالح الآلات، مما قد يدفعنا بعد 15 أو 20 عامًا للتفكير في أننا تجاوزنا نقطة تحول حاسمة.

بينما أدت التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي إلى موجة استثمار هائلة، فإن الاهتمام المتزايد في أنظمة الأسلحة الذاتية التحكم يعود إلى عقود مضت. لكن الاهتمام العام بهذه التقنيات زاد بشكل كبير، مع تغير كبير في كيفية فهمنا للاستقلالية في هذا السياق، حيث أصبحت الآلات الآن قادرة على اتخاذ قرارات بشكل أكثر استقلالية مما كان عليه الحال في السابق.

اقرأ المزيد عن :






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد