كيف تجنبت الصين اسوأ خلل تقني عالمي

mainThumb
كرواد ستريك

22-07-2024 06:21 PM

السوسنة-  في يوم الجمعة الماضي، بينما واجهت العديد من المؤسسات والهيئات والمطارات والمستشفيات حول العالم "شاشة الموت الزرقاء" على أجهزة الحاسوب بنظام ويندوز، استمر يوم العمل في الصين بشكل طبيعي.

على عكس معظم دول العالم التي عانت من اضطرابات واسعة النطاق في مجال التقنية، تمكنت الصين من الحفاظ على استقرارها التقني إلى حد كبير دون أن تتأثر بالانهيار الأخير. تعود الأسباب الرئيسية وراء هذا الاستقرار إلى عدم اعتماد الصين على برمجيات الأمن السيبراني من الشركات الأميركية مثل "كراود سترايك"، وتوجهها للاعتماد على شركات التقنية الصينية، وفقًا لتقرير نشرته "بي بي سي".

الإنترنت المنشق

داخل الصين، لا يوجد سوى عدد ضئيل من المؤسسات التي قد تشتري برمجيات من شركات أميركية كانت في السابق تصرح بشأن التهديدات السيبرانية التي تشكلها بكين على أمن المعلومات. كما أن الصين لا تعتمد بشكل ملحوظ على شركة مايكروسوفت، التي تشكل ركيزة أساسية في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات عالميًا. لكن الشركات الصينية مثل علي بابا وتنسنت وهواوي تهيمن على قطاع الخدمات السحابية، وفقًا للتقرير.

لذلك، كانت التقارير عن الانقطاعات في الصين محدودة للغاية، واقتصرت غالبًا على الشركات والمؤسسات الأجنبية في البلاد. على سبيل المثال، شكا المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية من عدم قدرتهم على تسجيل وصولهم إلى سلاسل الفنادق العالمية مثل شيراتون وماريوت وحياة، التي تأثرت بالخلل التقني العالمي.

على مدار السنوات الأخيرة، حدث تحول ضخم داخل قطاع التقنية الصيني، حيث بدأت الهيئات الحكومية والشركات ومشغلو البنية التحتية في استبدال أنظمة تكنولوجيا المعلومات الأجنبية ببدائل محلية تدريجياً.

أدى هذا التحرك إلى ظهور ما يسميه بعض المحللين "الإنترنت المنشق"، وهي شبكة موازية تعمل بصورة مستقلة عن البنية التحتية التكنولوجية العالمية.

يشير جوش كينيدي-وايت، خبير الأمن السيبراني المقيم في سنغافورة، إلى النهج الاستراتيجي الذي اتخذته الصين تجاه شركات التقنية الأجنبية، ويذكر لبي بي سي: "تعمل مايكروسوفت في الصين عبر شريك محلي، وهو "في نت غروب" (VNET Group)، الذي يدير خدماتها بصورة مستقلة عن البنية التحتية العالمية لمايكروسوفت. هذا النهج يعزل الخدمات الأساسية في الصين، مثل البنوك والطيران، عن أي اضطرابات عالمية."

عزلة استراتيجية

تعتبر بكين هذه العزلة الاستراتيجية خطوة حاسمة في حماية أمنها القومي، وهو نهج مشابه لقرارات الحظر التي اتخذتها الدول الغربية، مثل حظر تقنيات شركة هواوي عام 2019 وحظر المملكة المتحدة لتطبيق تيك توك على الأجهزة الحكومية عام 2023. خلال السنوات الأخيرة، كثفت الولايات المتحدة جهودها لتقييد وصول الصين إلى أي تكنولوجيا متطورة تخص أشباه الموصلات، وسعت إلى منع الشركات الأميركية من الاستثمار في التكنولوجيا الصينية، مشيرةً إلى مخاوف الأمن القومي أيضًا.

كما انتقد مقال صحفي نُشر السبت الماضي في صحيفة "غلوبال تايمز" -التابعة للحكومة الصينية- هذه القيود التي فرضتها الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى السخرية من البلدان التي تؤكد على الأمن السيبراني بينما تتجاهل التهديدات الأمنية الحقيقية الناجمة عن احتكار الشركات الأميركية للتقنية العالمية.

تكمن الفكرة هنا في أن الولايات المتحدة تحاول فرض الشروط على من يمكنه استخدام التقنية العالمية وكيفية استخدامها، ومع ذلك تسببت إحدى شركاتها في فوضى عارمة بسبب عدم اكتراثها بما قد يحدث، وفقًا لتقرير "بي بي سي".

اقرأ المزيد عن :






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد