خطر الميليشيات الصفوية!

mainThumb

22-07-2024 12:25 AM

أدركت إيران منذ تأسيسها بأن السيطرة على الموارد في محيطها العربي يبدأ من السيطرة على العقول أولاً، فاستقطبت صغار السن من بلاد العرب في مدارسها، وأغدقت عليهم المال، ووفَّرت لهم المأوى مع وسائل المواصلات المريحة لنقلهم إلى مدارسها الفكرية لتُغذِّي عقولهم بما تشاء، كما تُغذِّي أجسامهم وتكسو أبدانهم بما يشاءون.
لم يكن خفياً لدى إيران في محيطها العربي من يَتبَع لها فكرياً ومذهبياً وعقائدياً منذ الأزل، يحظون منها بالدعم الدائم، لسانهم عربي، وفكرهم صفوي، هم طليعتها لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية باستقطاب الشرائح المجتمعية التي تختلف معها مذهبياً من خلال رفع لافتة الانتصار للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، فطالما كان المُراد هو السيطرة على موارد العرب فلا يُضيرها أن تتعرَّض للحصار الاقتصادي أو حتى لبعض الهجمات العسكرية دون أن يُحرِّك ذلك من ساكنها، فالأهداف التي تسعى إليها بعيدة المدى تتطلب المزيد من الوقت.
أعادت ايران انتاج الفكر الصفوي في دول الجوار العربي، في العراق وسوريا ولبنان واليمن عبر نشر الملازم والكتب والمنشورات على الطبقات الاجتماعية الفقيرة أو التي يغلب عليها الجهل، فاستغلت تلك الطبقات ليكونوا رسلاً لها في المستقبل تبني عليهم آمالها لحمل ذلك الفكر في الوطن العربي؛ كما أسهمت الفوضى الخَلَّاقة في البلدان الأربع سالفة الذكر في إقامة الأذرع العسكرية، كالحشد العراقي وحزب لبنان وأنصار اليمن وفيلق القدس، انتهت أخيراً بمنظمة حماس التي تأتلف معها منهجاً وتختلف معها مذهباً، تلك الأذرع العسكرية أحالت أوطانها خراباً ودماراً.
مخططات ايران بالمنطقة العربية لا تخفى، فهي ظاهرة للعيان، تستمد قوتها من الصهيونية العالمية التي تسمح لها بالمناورة في محيطها العربي والتوسع الجغرافي لاستكمال مشروع الهلال الشيعي، في الوقت ذاته تدرك بأن لإسرائيل أطماعاً توسعية في دول الجوار لا تنازعها فيها تسمح بإقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل للفرات دون النظر إلى المناوشات التي تحدث بين الفينة والأخرى بين الطرفين، فالاختلاف إنما هو على تقاسم النفوذ ليس أكثر.
ما يحدث الآن من مناوشات تطال الكيان الصهيوني من قبل ميليشيات الحوثي هو استعداء واستدعاء للعدوان الإسرائيلي على موارد اليمن الاقتصادية كما فعلت حماس في السابع من أكتوبر الماضي عندما استدعت الكيان للنزال ليفتك بغزة وسكانها المضطهدين، هذا السيناريو الذي يتكرر تُشجِّعه إيران وتدعمه بكل قوة لتدمير أرض العرب بأيدي العرب، تلتقي فيه مع المشروع الصهيوني الذي يسعى لإدارة الصراع في الشرق الأوسط وليس إنهائه، حتى يستمر استنزاف الموارد في الوطن العربي واضعافه أمداً طويلاً.
وطالما تشكَّلت تلك الميليشيات فهي كفيلة بتدمير الإنسان العربي، فمشروع الميليشيات هو عسكرة المجتمع ونهب ثرواته وتخريب أرضه ومائه وسمائه، ليس لها ولاء لأوطانها، ولا تسعى لتعليم الانسان العربي وتثقيفه، لا تملك مشاريع تنموية ونهضوية وبنائية في التصنيع والمعرفة، تهدف للبقاء على سدة الحكم بقدر استطاعتها، ترفع شعارات العداوة للصهيونية العالمية حتى تستنزف خيرات الوطن والمواطن وتساهم في إفقار الفرد والمجتمع وتجهيله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
الميليشيات الشيعية في اليمن زيدية المذهب ليس لها حاضنة سُنيَّة في الداخل اليمني جنوباً ولا حتى في دول الجوار، أنهكت اليمن في مقدراته، لم يظفر منها اليمن ولا المواطن اليمني بشيء سوى قدرته على حمل البندقية التي لن تغني عنه شيئاً إذا قرَّرت الصهيونية الغربية العالمية بأسلحتها الفتَّاكة القضاء عليه وتدميره كما فعلت من قبل بالنظامين العراقي والليبي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد