لست رقماً .. إنك إبرة بكومة حرب

mainThumb

21-07-2024 08:45 PM

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم "بشحمة أذن" ترامب تمر طوابير دمنا ببطئ عبر الشاشات وفي ممرات الشجب التي باتت بمثابة بتر إضافي للأطراف..وكلما غرقنا أكثر بالأحداث نفقد سيطرتنا على المصطلحات التي يمكن أن نصف بها مازوشية من يحرك كل هذه الدمى..

"لا أريد ان أكون رقماً" يقول العابر في فوهات القذيفة.. لكنه يصبح رقماً ثم حرفاً ثم نطفة ثم شهيداً أو العكس.. إنها الحرب في النهاية لا يعنيها تسلسل الأشياء ومنطقيتها..

يقول الكاتب الفلسطيني من غزة حسام معروف: "شعرت للحظة بأنني المهرج الجديد، "جوكر غزة". أمشي حافياً على الزجاج، يضحك لي المارون، لكنهم بالطبع لا يعيشون ألمي".. ونحن أيضاً الغارقون في معاركنا الجانبية نتحول تدريجياً لمهرجين دون وجوه ملونة فوجوهنا الحقيقة كافية لتشي بنا.. وفطرتنا التي تمارس لعنة "الاعتياد" باتت تتخذ شكل المهزلة..

لكن الغصة لا تزال تدور في صدورنا دون جدوى.. تماما كأن تصف حبة ريفانين لشخص يحتضر وتنتظر منه أن يركض...! ورؤوسنا باتت تبتلع كل شيء: أصوات الأطفال الجوعى... الخبز الحاف... أزيز الفقد... البيوت الرمادية... الموت المجاني والمأجور... نشرات الأخبار... بيانات الأمم المتحدة... نكت القمم وحضيضها... إنها الحرب تجعلك تبتلع مدينة بأكملها وتقفز منها كضفدع برمائي...!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد