وحدة الصف الفلسطيني

mainThumb

21-07-2024 01:46 AM

لن أتحدث في مقال مقتضب كهذا عن تاريخ القضية الفلسطينية ولا عن عدالة القضية فقد ذهب التاريخ بالجغرافيا ولم يبق سوى عشر المساحة الجغرافية نتيجة الاحتلال، فالخلافات والانقسام بين الفصائل والبحث عن المصالح الشخصية الآنية الضيقة ساهم في تقسيم الأرض إلى كنتونات غير متحدة جغرافياً، استغلت معها الدول الغربية الكبرى التي تقف إلى جانب إسرائيل في احتلالها لأرض فلسطين تلك الخلافات لزيادة الفرقة والشقاق بين أفراد الشعب الفلسطيني من خلال التقسيم الجغرافي والانقسام السياسي وخلقت فوضى نراها اليوم متمثلة في التنسيق الأمني بين إسرائيل والضفة استفاد منها الطرف المحتل دون أن يقدم شيئاً سوى بعض التسهيلات المعيشية للفلسطينيين في الضفة للبقاء على قيد الحياة.
في الجانب الآخر خلقت إسرائيل قطعة من الأرض مستقلة من فلسطين التاريخية تسمى اليوم قطاع غزة في مساحة جغرافية ضيقة تتكدس بالسكان البالغ عددهم وفق آخر الاحصائيات مليونين من البشر، تتعرض للقصف والتدمير بين الفينة والأخرى تحت نظر وسمع العالم أجمع دون أن يحرك ساكناً ليُعاد من جديد ما تدمر من البنيان ماعدا السكان العُزَّل الذين لا يستطيعون الفرار ولا يهتدون سبيلاً يذهبون ضحايا تحت الأنقاض المهدمة دون أن يؤخذ برأيهم في خوض غمار تلك الحرب.
أيضاً أربابها والداعين لها هم ضحايا لأجندة خفية لدول تزعم ظاهراً تأييدهم بتوفير التدريب والمال والسلاح للزج بهم في حرب غير متكافئة بهدف تأجيج وإثارة المشاعر في الشارع العربي سيما في دول الجوار العربي الفلسطيني دون أن يكون لها تدخل عسكري مباشر لدعم القضية سوى بعض الشعارات الرنانة والهتافات الجوفاء التي لا تنصر مظلوماَ ولا تسترد حقاً ضائعاً ولا أرضاً مسلوبة.
ضاعت القضية بين الشركاء المتشاكسون في البيت الفلسطيني الذي فرق بينه المحتل سياسياً وجغرافياً، وزاد من هذا الانقسام وهذا الشرخ طول الفترة الزمنية لهذه القضية، فما كان بالأمس في الإمكان الحصول عليه للفلسطينيين أضحى اليوم بعيد المنال، وما كان بالأمس يستنهض الشارع العربي للتنديد والشجب والاستنكار لم يعد له ذكر حتى في جامعة العرب العربية.
يصنع القرار ويحكم العالم من يستطيع جمع الصف ويوحد الكلمة، فأوروبا دول اتحاد، وأمريكا ولايات متحدة، والعرب لا يجمع بينهم جامع سوى جامعتهم العربية (غير المتحدة)، فالوحدة والاتحاد قوة وغلبة، والتفرق والتشظي عجز وهوان يسهل على العدو اختراقه لتظهر له السيادة تحت مبدأ (فرِّق تسُد).
ما أود قوله، رسالة للبيت الفلسطيني نقول فيها، أنتم أولى من غيركم بذلك الاتحاد وتلك الوحدة، وحدوا كلمتكم، واجمعوا صفكم، ولا تنتظروا المعونة من أحد، امتثالاً لقول الله تعالى" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، وسوف يلحق بكم بعد وحدتكم جامعتكم العربية المتحدة لاحقاً، وكافة الدول الاسلامية، للدفع قدماً بقيام دولتكم وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبدأ حل الدولتين، لنبتهج معكم جميعاً بانتصاركم بحل قضيتكم وعودة حقكم المسلوب، وسوف تكونون مثلاً ونبراساً لباقي الدول العربية التي تفرقت وحدتها لتحذو حذوكم فيجتمع الصف بين شعوبها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا لننعم معكم بالأمن والاستقرار والنماء في كل أرجاء الوطن العربي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد