وقفة شموخ أمام طغيان الغرب

mainThumb

17-07-2024 03:34 AM

منذ أن نشأت الخليقة والمؤامرات بين البشر لم تتوقف، يتآمر القوي مع مثله للفتك بالضعيف، بدءاً من قابيل وهابيل ابني آدم حتى اليوم، لا يملك الطرف الضعيف سوى الاستكانة والاستسلام حتى يجد نفسه أحد ضحايا تلك المؤامرات أفراداً وجماعات.


يخطئ من يعتقد أو يظن أن القوى الصهيونية العالمية تلتزم الحياد في القضايا الدولية، فتدخلاتها ظاهرة بكل الدول بما يخدم مصالحها في كل مجالات الحياة، ونتساءل: لماذا يتآمرون؟ وماذا نحن فاعلون؟.
هم يتآمرون للسيطرة على خيرات البلاد والعباد، فالقضية اقتصادية بحتة، بالاقتصاد تسود الأمم وتسقط، هو المحرك لعجلة التقدم والتطور والازدهار، به تقوم الصناعات، وتزدهر حياة البشر، تتباين وتختلف الطرق التي يسلكونها لتحقيق مآربهم في نهب خيرات الدول تارةً بالحصار وتارةً بالحروب، وتبدأ خيوط مؤامراتهم بالطرف الأضعف وتنتهي بالأقوى تحت مبدأ -فُرِّق تسُد -فالأطراف التي تشعر بالضعف لا تقوى على الرفض أو القطيعة، بل قد يكون الطرف الضعيف معول هدم لجيرانه استجابة لطلب المستعمر المتآمر.


لم يكن للمستعمر الدخول للبيت العربي وتفريق الصف لو كان لدى دولها الـ (22) وحدة عربية أو تحالف إسلامي حقيقي، فالجامعة العربية والمنظمة لا تعدو كونها كيانات قائمة من المباني، تخلو من مراكز البحث العلمي، كوادرها البشرية تفتقر للدراسات والخطط المنهجية لمقارعة الغرب فكرياً وبحثياً باستشراف المستقبل للحد من الأخطار المتوقعة ولبحث الرد المناسب للعدوان، وأيضاً لم تستفد الدول العربية من مواردها الاقتصادية العظمى، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وكثافتها البشرية الهائلة، ونفوذها السياسي.
قضية فلسطين على سبيل المثال هي قضية عادلة أممياً، عجز العرب عن إيجاد حل لقضيتهم، هذه القضية كان يجب أن تُحل منذ أمدٍ بعيد لو كان لديهم وحدة تكاملية، تبذل فيها كل دولة ما بوسعها، يستطيع الكل أن يقاطع منتجات الغرب ويقطع صلته بالكيان، بل يقايض باقي الدول التي لها علاقة مع الكيان بأن مصالحهم مرهونة بمقاطعته.


في ذات السياق لم يكن الغرب المستعمر لتقوى شوكته مستخدماً الفيتو ضد قيام دولة فلسطين أو إدانة الكيان لو اتخذ العرب والمسلمون إجراءات صارمة بحق الدول الداعمة للكيان كسحب الودائع المالية، والتوقف عن شراء المنتجات والأسلحة، والتعامل الدولي تجارياً بالبيع والشراء من خلال العملة المحلية.


ليس باستطاعة الكيانات الاستعمارية في الشرق أو الغرب السيطرة على الشعوب مهما بلغت قوتها إلا إذا تفرَّقت وحدتها، تلك الكيانات تبحث دوماً عن الحلفاء الذين يمهدون لها التدخل في الدول التي هي في عداء معها، كل الحروب التي أوقدتها أمريكا في الشرق الأوسط وغيرها من البلدان كانت عبر تحالفات مع دول داعمة لها، حتماً سوف تكون عاجزة عن الانتصار في الحروب التي تكون فيها منفردة.


لقد كان لنا في ماضينا التليد أسوةً ومثلاً عندما وقف الملك فيصل بن عبدالعزيز– طيب الله ثراه – وحيداً في شموخ وعزة أمام الغرب لنصرة قضية من قضايا العرب والمسلمين (القضية الفلسطينية)، واليوم ما أكثر قضايانا، وما أشد بأسنا على ذواتنا، وما أضعفنا أمام عدونا، فلنجرب بالوقوف سوياً في شموخ وعزة أمام الغرب لمرة واحدة ونرفع أصواتنا ليس برد الفعل وإنما بالفعل ذاته كما كان أسلافنا، وليتقدم صفوفنا علماؤنا وقادتنا، ولننظر ماذا هم فاعلون، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد