السعادة والإيقاع الحيوي

mainThumb

15-07-2024 07:51 PM

في جلسة عادية مع مجموعة من الأصدقاء ورد مصطلح السعادة وأبحر الكثير في كنهها ومظاهرها وأسبابها مما اثار لدي الرغبة في الحديث عن السعادة في عجالة لعل وعسى أساهم في الحوار من على صفحتي
بداية لا ادري اذا كان هناك وزارات للسعادة موجودة في دول العالم كما نما إلى اذني او انها مجرد نكتة يتداولها نشطاء منصات التواصل الاجتماعي على صفحاتهم ،
لان السعادة قضية نسبية تختلف من شخص لآخر حتى في البيت الواحد وهي مؤقتة وتتارجح درجة الاحساس بها حسب الايقاع الحيوي (الحالة النفسية والمزاجية والبدنية والعقلية للفرد) والتي تختلف في درجاتها سلبا او ايجابا من ساعة لاخرى في اليوم الواحد والأسابيع والأشهر والسنة تبعا لعوامل وراثية ومكتسبة يصعب توضيح أبعادها في هذا المقام ،
فقد يكون احدهم سعيدا صباحا لانه سمع اغنية شفيق جلال (امونة ما ترد علي )وبعد ساعة التقى بشخص مزعج (ثقيل دم ) لا يطاق حتما ستختفي السعادة مباشرة ،
او صاحب بسطة كان في منتهى السعادة لانه استفتح بزبون بشوش مر لعنده واخذ كباية شاي بحليب او قهوة برازيلي، وبعد ظهر ذلك اليوم صادرت الامانة او البلدية العرباية والبسطة ،
وما الذي يضمن ان تستمر السعادة لدقائق اذا مر من امام بيتك احد المراهقين بسيارته وعمل تفحيطة او تخميسه ( دوران حول نفسه بالسيارة في خمسة أمتار مربعة )او فاتح دي جي (مسجل السيارة ) باعلى صوته والشبابيك مفتوحة دون ادنى احساس بالمارة او الجيران ،
او الموظف الذي يذهب إلى عمله في منتهى السعادة صباحا بعد تناوله القهوة مع ابتسامة وما يتبعها من زوجته من تحايا وقبلات هوائية ، وحضر مديره عابس الوجه لانه خسر في لعبة طاولة الزهر بالامس على المقهى واخذ يتفشش في الموظفين ،حتما ستطير السعادة
ولذلك لا ادري كيف تعمل الوزارة وما هي مخططاتها ورسالتها واهدافها التي لن تتحقق مهما كان الوزير انيقا او الوزيرة ذكية وتلعب تنس ارضي او عارضة ازياء ،
ولذلك اذا كان الكلام حقيقي عن وجود وزارة للسعادة في بعض دول العالم فقد يعني ذلك ان للسعادة مفهوم آخر لا نعرفه او ان شعبهم طيب وساذج وتنطلي عليه الامور بانه في منتهى السعادة او يتناول حبوب (سعادة )مع الماء تجعله يضحك طول اليوم حتى لو ارتفعت اسعار النفط والبطاطا ،
، ننتظر لنرى الجديد في السعادة ووزاراتها ؟؟؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد