بزشكيان: رسالتي للعالم الجديد

mainThumb

13-07-2024 11:58 PM

في أول ظهور سياسي اعلامي، كتب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، مقالة نشرت في صحيفة "طهران نيوز"، وضع لها ملامح تبدأ من العنوان:[رسالتي للعالم الجديد].
وفي الرسالة-المقالة، التي نشرت اليوم 12 يوليو 2024، بدأ بزشكيان من ما جرى في 19 مايو/أيار 2024، عندما: أدى رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي - وهو موظف عام يحظى بالاحترام والتفاني - في حادث تحطم مروحية مأساوي إلى إجراء انتخابات مبكرة في إيران، مما شكل لحظة محورية في تاريخ أمتنا.

وقال ايضا:في خضم الحرب والاضطرابات التي تشهدها منطقتنا، أظهر النظام السياسي في إيران استقراراً ملحوظاً من خلال إجراء الانتخابات بطريقة تنافسية وسلمية ومنظمة، الأمر الذي دحض التلميحات التي أطلقها بعض "خبراء الشؤون الإيرانية" في بعض الحكومات. .. وعاين الرئيس الإيراني، الأوضاع الداخلية في بلاده بالقول:
هذا الاستقرار، والطريقة الكريمة التي أجريت بها الانتخابات، على فطنة مرشدنا الأعلى آية الله خامنئي، وتفاني شعبنا في الانتقال الديمقراطي للسلطة حتى في مواجهة الشدائد.

لافتا انه : ترشحت لمنصبي على أساس برنامج الإصلاح، وتعزيز الوحدة الوطنية، والمشاركة البناءة مع العالم، وفي نهاية المطاف اكتسبت ثقة مواطني في صناديق الاقتراع، بما في ذلك هؤلاء الشباب والفتيات غير الراضين عن الوضع العام. وأنا أقدر ثقتهم بشدة وألتزم تمامًا بتنمية الإجماع، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، للحفاظ على الوعود التي قطعتها خلال حملتي.

*داخل ايران

يكتب بزشكيان، أن :إدارته سوف تسترشد بالالتزام بالحفاظ على كرامة إيران الوطنية ومكانتها الدولية في كل الظروف. وتستند السياسة الخارجية الإيرانية إلى مبادئ الكرامة "والحكمة"، وتقع مسؤولية صياغة وتنفيذ هذه السياسة على عاتق الرئيس والحكومة. وأنا أنوي الاستفادة من كل السلطات الممنوحة لمنصبي لتحقيق هذا الهدف الشامل.

وعلى هذا الأساس، ستواصل إدارتي انتهاج سياسة تعتمد على اغتنام الفرص من خلال خلق التوازن في العلاقات مع كافة البلدان، بما يتفق مع مصالحنا الوطنية، والتنمية الاقتصادية، ومتطلبات السلام والأمن الإقليمي والعالمي. وعلى هذا فإننا نرحب بالجهود الصادقة الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، وسنرد بالمثل على حسن النية.

*تعزيز العلاقات مع جيراننا.

يرنو الرئيس الإيراني، وسط صراعات أزمات وحروب العالم والمنطقة إلى القول انه :في ظل إدارتي، سنضع تعزيز العلاقات مع جيراننا على رأس أولوياتنا. وسنعمل على إرساء أسس "منطقة قوية" بدلاً من منطقة تسعى فيها دولة واحدة إلى فرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى. ومما جاد حول ذلك في مقالته:أن الدول المجاورة والشقيقة لا ينبغي لها أن تهدر مواردها الثمينة في منافسات تآكلية، أو سباقات تسلح، أو احتواء بعضها بعضاً دون مبرر. وبدلاً من ذلك، سنسعى إلى خلق بيئة حيث يمكن تخصيص مواردنا لتحقيق التقدم والتنمية في المنطقة لصالح الجميع.

*خارج ايران.
يضع بزشكيان، ما يبدو مرحلة من تحديد جيوسياسية أمنية واقتصادية موسعة، تحدد العلاقات الإيرانية مع العالم، خارج إيران، وعبر عن ذلك في أطر منها:

*الإطار الأول :

إننا نتطلع إلى التعاون مع تركيا والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمنظمات الإقليمية لتعميق علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيز العلاقات التجارية، وتعزيز الاستثمار المشترك، ومعالجة التحديات المشتركة. *الإطار الثاني:
المضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية 'لقد عانت منطقتنا لفترة طويلة من الحروب والصراعات الطائفية والإرهاب والتطرف والاتجار بالمخدرات وندرة المياه وأزمات اللاجئين والتدهور البيئي والتدخل الأجنبي. لقد حان الوقت لمعالجة هذه التحديات المشتركة لصالح الأجيال القادمة. وسيكون التعاون من أجل التنمية والازدهار الإقليميين المبدأ التوجيهي لسياستنا الخارجية.

*الإطار الثالث:
باعتبارنا أمماً تتمتع بموارد وفيرة وتقاليد مشتركة متجذرة في التعاليم الإسلامية السلمية، فيتعين علينا أن نتحد ونعتمد على قوة المنطق وليس منطق القوة. ومن خلال الاستفادة من نفوذنا المعياري، يمكننا أن نلعب دوراً حاسماً في النظام العالمي الناشئ بعد القطبية من خلال تعزيز السلام، وخلق بيئة هادئة مواتية للتنمية المستدامة، وتعزيز الحوار، وتبديد معاداة الإسلام. وإيران مستعدة للقيام بنصيبها العادل في هذا الصدد.

وكتب يوضح مسارات تاريخية تتعلق الإطار الثالث وقال:
في عام 1979، وفي أعقاب الثورة، قطعت جمهورية إيران الإسلامية التي تأسست حديثاً، بدافع من احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية، علاقاتها بنظامين للفصل العنصري، إسرائيل وجنوب أفريقيا. ولا تزال إسرائيل نظاماً للفصل العنصري حتى يومنا هذا، وهي تضيف الآن "الإبادة الجماعية" إلى سجلها الذي شابه بالفعل الاحتلال وجرائم الحرب والتطهير العرقي وبناء المستوطنات وحيازة الأسلحة النووية والضم غير القانوني والعدوان على جيرانها.

*الإطار الرابع:
كإجراء أولي، ستحث إدارتي الدول العربية المجاورة لنا على التعاون والاستفادة من كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة بهدف وقف المذبحة ومنع اتساع الصراع. ويجب علينا بعد ذلك أن نعمل بجد لإنهاء الاحتلال المطول الذي دمر حياة أربعة أجيال من الفلسطينيين. وفي هذا السياق، أود أن أؤكد على أن جميع الدول ملزمة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية؛ وليس مكافأتها من خلال تطبيع العلاقات مع مرتكبيها.

اليوم، يبدو أن العديد من الشباب في الدول الغربية قد أدركوا صحة موقفنا المستمر منذ عقود من الزمن تجاه النظام الإسرائيلي. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأقول لهذا الجيل الشجاع إننا نعتبر مزاعم معاداة السامية ضد إيران بسبب موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية ليست فقط كاذبة بشكل واضح بل إنها أيضًا إهانة لثقافتنا ومعتقداتنا وقيمنا الأساسية. اطمئنوا أن هذه الاتهامات سخيفة مثل الادعاءات الظالمة بمعاداة السامية الموجهة إليكم بينما تحتجون في الحرم الجامعي للدفاع عن حق الفلسطينيين في الحياة.

*الإطار الخامس:

وقفت الصين وروسيا إلى جانبنا باستمرار خلال الأوقات الصعبة. ونحن نقدر هذه الصداقة بشدة. وتمثل خريطة الطريق التي أبرمناها مع الصين على مدى 25 عامًا معلمًا مهمًا نحو إقامة "شراكة استراتيجية شاملة" مفيدة للطرفين، ونتطلع إلى التعاون على نطاق أوسع مع بكين مع تقدمنا ​​نحو نظام عالمي جديد. وفي عام 2023، لعبت الصين دورًا محوريًا في تسهيل تطبيع علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية، حيث أظهرت رؤيتها البناءة ونهجها الاستشرافي للشؤون الدولية.

إن روسيا حليف استراتيجي وجار مهم لإيران، وستظل إدارتي ملتزمة بتوسيع وتعزيز تعاوننا. ونحن نسعى جاهدين لتحقيق السلام لشعبي روسيا وأوكرانيا، وستكون حكومتي مستعدة لدعم المبادرات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف. وسأواصل إعطاء الأولوية للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع روسيا، وخاصة في أطر مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
*الإطار السادس:
* أن المشهد العالمي قد تطور إلى ما هو أبعد من الديناميكيات التقليدية، ملتزمة بتعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع اللاعبين الدوليين الناشئين في الجنوب العالمي، وخاصة مع الدول الأفريقية. وسوف نسعى جاهدين لتعزيز جهودنا التعاونية وتعزيز شراكاتنا من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف المعنية.

وفي ذلك يؤكد الرئيس الإيراني، إن العلاقات بين إيران وأميركا اللاتينية راسخة وسوف يتم الحفاظ عليها وتعميقها بشكل وثيق لتعزيز التنمية والحوار والتعاون في كافة المجالات. وهناك إمكانات أكبر بكثير للتعاون بين إيران ودول أميركا اللاتينية مقارنة بما يتم تحقيقه حالياً،

*الإطار السابع:

لقد شهدت علاقات إيران مع أوروبا صعودا وهبوطا. فبعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو 2018، قدمت الدول الأوروبية أحد عشر التزاما لإيران لمحاولة إنقاذ الاتفاق وتخفيف تأثير العقوبات غير القانونية والأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة على اقتصادنا. وتضمنت هذه الالتزامات ضمان المعاملات المصرفية الفعالة، والحماية الفعالة للشركات من العقوبات الأمريكية، وتعزيز الاستثمارات في إيران. وقد تراجعت الدول الأوروبية عن كل هذه الالتزامات، ومع ذلك تتوقع بشكل غير معقول أن تفي إيران من جانب واحد بجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.

ويرى بزشكيان، في جوانب الإطار انه:على الرغم من هذه الخطوات الخاطئة، فإنني أتطلع إلى الانخراط في حوار بناء مع الدول الأوروبية لوضع علاقاتنا على المسار الصحيح، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة. وينبغي للدول الأوروبية أن تدرك أن الإيرانيين شعب فخور لا يمكن التغاضي عن حقوقه وكرامته بعد الآن. وهناك العديد من مجالات التعاون التي يمكن لإيران وأوروبا استكشافها بمجرد أن تتقبل القوى الأوروبية هذا الواقع وتضع جانباً التفوق الأخلاقي المتعالي إلى جانب الأزمات المصطنعة التي ابتليت بها علاقاتنا لفترة طويلة. وتشمل فرص التعاون التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، وأمن الطاقة، وطرق العبور، والبيئة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات، وأزمات اللاجئين، وغيرها من المجالات، والتي يمكن متابعتها جميعها لصالح بلدينا.

*الإطار الثامن:
يتعين على الولايات المتحدة أن تعترف بالواقع وتفهم، مرة واحدة وإلى الأبد، أن إيران لا تستجيب للضغوط ولن تستجيب لها.. هكذا كتب بزشكيان، نصا، تابع القول فيه:
لقد دخلنا في خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 بحسن نية والوفاء بالتزاماتنا بالكامل. لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل غير قانوني من الاتفاق بدافع من الخلافات الداخلية والانتقام، مما ألحق أضرارًا بمئات المليارات من الدولارات باقتصادنا، وتسبب في معاناة لا توصف وموت ودمار للشعب الإيراني - وخاصة خلال جائحة كوفيد - من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب خارج الحدود الإقليمية.
وقال، عبر رسالته الي العالم:
اختارت الولايات المتحدة عمدًا تصعيد الأعمال العدائية ليس فقط من خلال شن حرب اقتصادية ضد إيران ولكن أيضًا الانخراط في إرهاب الدولة باغتيال الجنرال قاسم سليماني، بطل مكافحة الإرهاب العالمي المعروف بنجاحه في إنقاذ شعوب منطقتنا من ويلات داعش والجماعات الإرهابية الشرسة الأخرى. واليوم، يشهد العالم العواقب الضارة لهذا الاختيار.

وأضاف تقييم، يحمل رؤية الدولة الإيرانية :
إن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لم يفوتوا فرصة تاريخية لتقليص التوترات وإدارتها في المنطقة والعالم فحسب، بل عملوا أيضاً على تقويض معاهدة منع الانتشار النووي بشكل خطير من خلال إظهار أن تكاليف الالتزام بمبادئ نظام منع الانتشار النووي قد تفوق الفوائد التي قد يقدمها. والواقع أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أساءوا استخدام نظام منع الانتشار النووي لفبركة أزمة تتعلق بالبرنامج النووي السلمي الإيراني ـ وهو ما يتناقض علناً مع تقييمهم الاستخباراتي الخاص ـ واستخدامه للحفاظ على الضغوط المستمرة على شعبنا، في حين ساهموا بنشاط في دعم الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، وهي دولة تمارس نظام الفصل العنصري، وهي دولة معتدية قهرية، وعضو غير منضم إلى معاهدة منع الانتشار النووي، ومالك معروف لترسانة نووية غير مشروعة.

*الإطار التاسع:
في هذا الإطار من رسالة بزشكيان، رؤية سياسية وأمنية حول ما اطلق عليه مصطلح: "العقيدة الدفاعية الإيرانية"، داعيا إلى فهم بعض الأسس حول سعي إيران نحو القوة النووية، وقال:

أن العقيدة الدفاعية الإيرانية لا تتضمن الأسلحة النووية، وأحث الولايات المتحدة على التعلم من أخطاء الماضي وتعديل سياستها وفقاً لذلك. ويتعين على صناع القرار في واشنطن أن يدركوا أن السياسة التي تقوم على تحريض الدول الإقليمية ضد بعضها البعض لم تنجح ولن تنجح في المستقبل. ويتعين عليهم أن يتصالحوا مع هذا الواقع ويتجنبوا تفاقم التوترات الحالية.

*الإطار العاشر:
لقد أوكل إليّ الشعب الإيراني، يكتب بزشكيان؛ تفويضاً قوياً لمواصلة المشاركة البناءة على الساحة الدولية مع الإصرار على حقوقنا وكرامتنا ودورنا المستحق في المنطقة والعالم. وأود أن أوجه دعوة مفتوحة إلى أولئك الراغبين في الانضمام إلينا في هذا المسعى التاريخي.
.. رسالة الرئيس الإيراني تحمل عدة رؤى تجمع العمل السياسي والأمني والاقتصادي، عدا عن تلويحة بأن الآتي، قد يكون ضمن أطر تتفق، أو تخالف واقع ما يحدث في العالم والمجتمع الدولي، وهو، يضع أفق صعب في طبيعة علاقات إيران مع دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، عدا عن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، الانحياز نحو روسيا والصين وتركيا، والانفتاح مع بعض الدول العربية في المنطقة والإقليم.. وهناك في الرسالة-المقال، حديث آخر.

"صحيفة الدستور المصرية"






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد