عقلنة القضية الفلسطينية

mainThumb

13-07-2024 11:32 PM

يتساءل المواطن العربي العادي وهو يشاهد القصف الهائل للمنازل في غزة من قبل كيان الاحتلال والذي يسقط خلاله عشرات ومئات القتلى كل يوم من السكان المدنيين العُزَّل الذي لا يملكون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً عن السقف الزمني الذي حددته حماس عندما ارتكبت الخطأ والخطيئة في السابع من أكتوبر الماضي تحت ذريعة اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ؟.
ويتساءل أيضاً عن البدائل التي وضعتها الفصائل الفلسطينية والدول التي كانت تعول عليها بالمساعدة في حال لم يتوقف الكيان عن القتل والتدمير حتى يأتي على الأخضر واليابس ويهلك الحرث والنسل دون أن يبقي شيئاً حجراً وشجراً وبشراً ؟.
كل المحاربين العقلاء في العالم يستبقون شيئاً من القوة عندما تذهب الأمور في غير صالحهم، أحد هذه الوسائل الانسحاب من المعركة بأقل الخسائر والرضوخ للصلح مقابل تبادل الأسرى أو بدونهم، والبحث عن وسطاء من العرب وغير العرب الذين لديهم تحالفات أو تقارب مع الكيان للمساعدة في حلحلة الوضع الراهن وإيجاد مخرج سريع يحفظ ماء الوجه ويقلل الخسائر ما أمكن.
أكاد أجزم أن العالم الغربي الصهيوني يسعى لاستمرار الحرب والتدمير لكل البشر، يبحث عن العملاء من تجار الأسلحة، لا يهدأ له بال حتى يوقد الحروب والنزاعات في كل انحاء المعمورة، يقف بالمرصاد لكل من يبحث عن حل للقضية الفلسطينية أو يرغب في وقف الحرب حتى من قبل الكيان الغاصب.
في الجانب الآخر يبدو أن قادة حماس والفصائل التي تتحالف معها لا ترغب أيضاً في إيقاف الحرب لعدة أسباب، أحدها توقف الدعم الصفوي الإيراني مادياً لقادة الفصائل الذين ليس لهم ولاء حقيقي للقضية ولا حتى لشعب غزة الأعزل الذي يواجه آلة الحرب الإسرائيلية الفتَّاكة بمفرده فوق الأرض، يحدث هذا حين يختفي القادة السياسيين لحماس في الفنادق الفخمة خارج البلاد، ويأوي قادة الفصائل العسكرية في الأنفاق تحت الأرض يأتيهم رزقهم رغداً من كل مكان.
في الأفق أضحت غزة لا بواكي لها بعد عدة أشهر من القتال بين حماس وإسرائيل، فكلما زاد المدى الزمني للصراع زادت الخسائر البشرية من سكان غزة دون النظر إلى البنية التحتية التي لم تعد تعني حماس وغيرها بشيء، فالحجر يُعاد بنيانه، والشجر يُعاد غرسه، لكن البشر لا يعودون.
ليس من سبيل لحل مشكلة غزة سوى بعقلنة القضية من خلال حكماء العرب في جامعة الدول العربية بالتداعي فوراً لعقد الاجتماع والتحدث نيابةً عن حماس أمام إسرائيل، واستدعاء قادة حماس السياسيين الذين يقبعون في مساكنهم خارج فلسطين بهدف التدخل لحسم الموقف مع قياداتهم العسكرية داخل غزة والسعي قدماً لإيقاف هذا القتال الدامي، دون النظر إلى مقاييس الربح والخسارة أو النتائج على الأرض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد