احتفالية ملكية .. بامتياز

mainThumb

11-07-2024 04:23 PM

احتفل الأردنيون منذ أيام بعدة مناسبات وطنية على رأسها الاحتفال باليوبيل الفضي لاعتلاء جلالة الملك العرش وتسلم سلطاته الدستورية. وقد أعدت الدولة الأردنية إحتفالية خاصة وضخمة بهذه المناسبة حضرها جلالة الملك وجلالة الملكة يرافقه سمو ولي العهد وجميع أفراد العائلة الملكية ورؤساء وأعضاء السلطات الدستورية وقادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وكبار موظفي الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية العاملة في الأردن، وجمع غفير من المواطنيين تم اختيارهم بعناية ليمثلوا كافة شرائح المجتمع الأردني.
وسأحول كمتخصص في تنظيم وإدارة الفعاليات، وكمواطن يهتم بالشأن العام أن أرصد تنيظم هذه الفعالية وما تميزت به.
فقد نجحت إدارة الأحتفال في عملية إدارة وتنظيم حشود المواطنيين التي اصطفت على طول الطريق المؤدي إلى مكان الاحتفال لتحية جلالة الملك الذي حضر إلى موقع الاحتفال يرافقه الموكب الأحمر المهيب المخصص لمثل هذه المناسبات والاحتفالات، وكذلك حشود الفرق الفنية التي شاركت في احياء فقرات الاحتفال واليت كانت بأعداد كبيرة، كما وكان لعملية تنظيم جلوس الضيوف حسب أهمية الشخصيات المدعوة لحضور الاحتفالية في منتهى الدقة.
لقد أحسنت إدارة الاحتفال بإعداد مسرح كبير ذو خلفية طبيعية للجبال والصخور والتلال وسهول الوطن مقابل المدرج الكبير الذي يتوسطه مكان جلوس جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد وأفراد العائلة الهاشمية وكبار الضيوف من رؤساء الوزارات السابقين والوزراء وقادة الأجهزة الأمنية وأعضاء الهيئات الدبلوماسية ويتسع لعدد كبير من الضيوف .
واستقبل جلالة الملك لحظة وصوله موقع الاحتفال بعزف موسقيات القوات المسلحة السلام الملكي تحية لجلالته إيذاناً ببدء فقرات الاحتفال. واستمتع جمهور الحاضرين والمشاهدين عبر شاشات التلفزيون بالعرض عسكري لموسيقات القوات المسلحة الأردنية التي بادرت بتشكيل رقم خمسة وعشرون تعبيراً عن المناسبة العزيزة احتفالاً باليوبيل الفضي.
وكان للعرض المميز لمسيرة الثورة العربية الكبرى نكهة وطعم خاص بدخول الخيالة والهجانة التي أعادت للذاكرة وأعطت صورة لما سارت عليه الثورة عند انطلاقها ووصلوها للأردن والتي كانت بداية انطلاق تأسيس الدولة الأردنية. وجاء عرض أعلام وحدات الجيش العربي والأجهزة الأمنية بهياً بألوان زاهية ورموز يعتز بها كل منتسب لها وكل مواطن أردني. وما أن بدأ العرض العسكري الذي شمل مكونات وقطاعات الجيش العربي والأجهزة الأمنية بضباطه وأفراده وأسلحته وآلياته حتى دب الحماس في قلوب كل من شاهد ذلك العرض، وزاد ذلك علواً وهمة عندما حلق نسور سلاح الجو الملكي بطائراتهم بتشكيلات جميلة زادت من شموخ المواطنيين رفعة للوطن ومؤسساته أجهزته الأمنية درع الوطن وحماة الديار.
وما أن إبتدأت فقرات الحفل والأردنيون ينتظرون بلهفة كلمة جلالة الملك الذي هنأ فيها الشعب الأردني بهذه المناسبات، وتوجه لهم بالشكر على مساندتهم له خلال مسيرة حكمه منذ تولى أمانة المسؤولية أكد فيها على رفعة الوطن الاعتزاز بهذا الوطن وبشعبه الطيب ودل على ذلك عندما استل جلالة الملك سيفه المعلق على جانبه في زيه الملكي الفريد ليقدم التحية لهذا الشعب العظيم.
وكان الحفل شاملاً لفقرات متنوعة وزاخرة كان من جمالياتها العرض المميز لسيارات صممت باشكال مختلفة يمثل كل منها إحدى محافظات المملكة ورافق مرورها أغان وأهزيج لفرق فنية وصدحت بأجمل الأغاني والوطنية وعبرت عن فرحها بالدبكات الشعبية التي مثلت كل منها محافظة من محافظات المملكة.
كان الأحتفال في منتهى التنظيم لدرجة كبيرة، تجلت في تنسيق الفقرات، واختيار مفردات جزيلة ومفخمة لكلمات التقديم التي ألقاها مذيعي الحفل من المدنيين والعسكريين لفقرات الحفل تناسبت والمناسبة الملكية، وأحسن المنظمون في اختيار الأغاني الوطنية والحماسية التي عبرت عن مناسبات أو مدن أو مؤسسات وطنية. وأجاد منظمي الحفل إدارة عملية تنظيم الحشود التي زحفت لمشاهدة الموكب الملكي والمشاركة في الاحتفال.
ولا بد من الإشادة أيضاً بالإخراج التلفزيوني للحفل وعملية التصوير من عدة زوايا مختلفة أرضية وعلوية لتوثيق الحفل بشكل شامل وليتمكن المشاهد عبر التلفزيون من متابعة كافة فقرات الحفل دون أن يفوته شيئ، كما أحسن المنظوم من وضع الشاشات الضخمة والعملاقة في خلفية المسرح التي عرض عليها العرض التوثيقي لكل أنجازات الدولة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وأيضاً تسجيلاً مرئياً لما تتميز به كل محافظة من محافظات المملكة، إضافة إلى مكن ذلك الحاضرون على المدرجات من مشاهدة جميع فقرات الحفل من زوايا التصوير المتعددة.
وكان لاختيار مقدمي الفقرات ذوي الأصوات الشجية والصور البهية عامل أخر من عوامل نجاح الحفل، إضافة إلى تعدد المطربين وتنوع أصواتهم وأغانيهم الذي أعطى صورة شاملة عن تراث الوطن ومدنه وقراه وأجهزته الأمنية، ولا ننسى الفرقة الموسيقية التي أتحفت مسامع الحاضرين والمشاهدين بأنغامهم الشجية وقدرتهم على سرعة الانتقال من أغنية إلى أخرى دونما انفصال مما يعطينا مؤشراً على التدريب الشاق الذي بذلوه للوصول إلى هذه المرحلة.
ومن أجمل ما تخلل ذلك الحفل التحية العسكرية التي قدمها جلالة الملك عندما استل سيفه ليحي هذا الشعب العظيم معبراً لهم عن محبته لهم وتقديره لكل أردني وأردنية. وسيروي التاريخ يوماً بأنني عشت في هذا الزمن وفي هذه البلاد .
وخلال متابعتي للاحتفال كان يجول بخاطري لماذا لا تسير جميع أمور الدولة ومؤسساتها كما سارت فقرات الحفل بإنسيابية جميلة ودونما أخطا وبأقل المشكلات، لتحقيق أهداف الدولة وما يتمناه الأردنيون من مؤسساتهم بما يزيد من مستوى الرضا ورفع مستوى الولاء والأنتماء.
وأخيراً وإنصافاً للحق فإن أفضل ما يوصف به هذا الاحتفال بأنه حفل ملكي بامتياز.

مدرب تنمية بشرية ومستشار تنمية إدارية وتطوير إداري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد