في الغابة .. تحدث أشياء عجيبة

mainThumb

10-07-2024 08:02 PM

في الغابةِ عادةً ما تحدثُ أشياءُ عجيبة، ليسَ للإنسانِ دخلٌ فيها، كأنْ ينتحرَ أطولُ «نمرٍ» شغل منصبَ رئيس وزراء بثلاث طلقاتٍ في رأسه، وكأنْ يموتَ (تموتَ) «الشّبل» بحادثِ تصادمٍ مفجع، فينعاه «الأسدُ» الذي يعملُ لدى «الدّب» و«الغراب» معًا، ولم يعُد بمقدوره، خاصّة في ظلِّ هجماتِ الطيور المعادية الليليّة على غابته، أنْ يوفّق بينَ ما يريدانه في آنٍ معًا.
عالمٌ تحكُمُه الغرابة، وتصبحُ فيه عاديّةً وتمرُّ مرورَ الكرام الحوادث الغريبة. «الغرابُ» في طبعه يحبُّ التقليد، وكانَ أنْ حاول، حسبَ القصّة المشهورة، أنْ يقلّد مشية الحمامة ففشِلَ ونسيَ مشيته، وحديثًا ربما حاولَ تقليدَ «الدّبِّ» الذي قتَلَ طبّاخه بينَ السماءِ والأرض (...). "بينَ السماء والأرض" فيلمٌ عربيّ عن قصّة لنجيب محفوظ، وللعربِ «أفلامٌ» كثيرة.
وعودة إلى الغابة، فقد روي أنّ أسدًا قرّر تغيير مُستشاره الفهد، واستبداله بالكَلب، وتقريب الحِمار والثّعلب، ولأنّ الخوفَ أحد أهمّ دوافع الأفعال، إن لم يكن أهمّها على الإطلاق، خافَ الكلبُ من تغيير الأسد لرأيه، بعد ما سمع ليلة أمس «الشّيخ الثّعلب» يحدّث عمّا حلَّ بــ«الشّبل»، فتسلّل ليلًا وربطه بسارية بيته، وفي الصّباح عندما استيقظ الأسد طلبَ منه الكلب أن يتنازل له عن نصفِ ملكه بصكٍ مختومٍ منه مُقابل فكّ قيده، وأمهله حتّى نهاية ذلك اليوم للتّفكير. عند الظّهيرة مرَّ الحمار، وفي رواية أخرى الفأر، قدِمَ إلى الأسد: سيّدي ملكَ الغابة مَن فعلَ بك هذا؟، لأُقطّعنه. تنهد الأسد، وطلبَ من الحمار فكّ وثاقه، حزمَ الأسد أمتعته، وقال حكمته الشّهيرة التي ذهبت مثلًا: "الغابة إلّي بربط فيها كلب، وبِحِل فيها حمار/فار مليش عيشة فيها". وكانَ الأسدُ الثاني أفضلَ من «الأسدِ» الأوّل وأذكى، وكانت غابته أكثرَ أمنًا من غابة الأخيرِ التي ينبُتُ فيه «الفسفور والكيماوي» (...)
والغاباتُ أنواع. كانَ الثعلبُ مرّة فكّر بالنّزولِ إلى الانتخابات؛ ولأنّه يعرفُ أنّ الثّعالبَ "أكَّالة نكّارة" وقد لا تنتخبه، قرّر أنّه سيوزّع حذاءً فاخرًا على كُلِّ مَن سينتخبه، فتجمّعت الثعالبُ لتأخذ حذائها، ولمّا فتحوا العلبة وجدوا "فَردةً" واحدةً فقط، فاستغربوا.. قبلَ أنْ يوضِحَ لهم: يومَ الانتخابات تُثبتُ أنّك صوَّتّ لي بالدّليل والبرهان ثمّ تستلمُ "فردتك" الثانية. والثعالبُ أنواع أيضًا (...). وعلى ذكر الانتخابات، فما زالَ «ثورا» الحمار والفيل، يقدّمان في حلبة البربريّة تصوّرهما على الحضارة.. والإبادة والإرهاب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد