توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع السلط الخضراء بـ 2.5 مليون يورو

mainThumb

10-07-2024 12:22 PM

السوسنة

تحمل مدينة السلط إرثاً تاريخياً وتراثاً عميقاً، وتتميز بطبيعتها الجبلية وتراص بيوتها فوق بعض، وأحد المدن المدرجة على قائمة التراث العالمي.

وبهدف الحفاظ على سلامة مدينة السلط وتعزيز الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية وجودة الحياة لسكانها، وقعت الحكومة الإيطالية وبرنامج موئل الأمم المتحدة اتفاقية بقيمة 2.5 مليون يورو لتنفيذ مشروع "السلط الخضراء: الأماكن العامة والتراث الحي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية".

تؤكد هذه المبادرة التزام الأمم المتحدة وحكومة إيطاليا بالحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للأردن وضمان تثمين أصول التراث الحي.

ويمثل حفل التوقيع بداية الجهود التعاونية والتنسيقية بين برنامج موئل الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ووزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة وبلدية السلط الكبرى.

وتهدف هذه المبادرة أيضاً إلى إحياء الأماكن العامة وتثمين الأصول التراثية الحية.

وجرى تطوير فكرة المشروع بعد إدراج مدينة السلط ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة يونسكو، حيث أطلق عليها اسم "مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية"، وعلى مر القرون، رحبت مدينة السلط بمجتمعات متنوعة، مما عزز نسيجها الحضري الكثيف وخلق إرثًا من التسامح والتعايش.

تنفيذ هذه المبادرة سيجمع بشكل استراتيجي بين خبرات برنامج موئل الأمم المتحدة ويونسكو، لتحقيق الأهداف الرئيسية للمشروع والتي تتمثل في تطوير استراتيجية للأماكن العامة على مستوى المدينة، وإعادة تأهيل أماكن عامة خضراء آمنة وشاملة وسهلة الوصول، بالإضافة إلى توثيق وترويج وتثمين أصول التراث الحي داخل بلدية السلط.

وسيشجع المشروع المشاركة الفعالة للمجتمع المحلي في جميع المراحل، مما يضمن دمج أصواتهم واحتياجاتهم في عمليات التخطيط والتنفيذ.

وقال الأمين العام لوزارة السياحة والآثار عماد حجازين، "نحن نقدر شراكتنا مع أصدقائنا في إيطاليا والأمم المتحدة، والتي أثبتت على مر السنين أهميتها لجهودنا في الحفاظ على تراثنا المتنوع والغني وترميمه. هذا المشروع هو واحد من العديد من المشاريع التي وقعناها مع الحكومة الإيطالية والأمم المتحدة، لكنه بالتأكيد لن يكون الأخير. جهود الأردن لتسجيل المواقع ضمن لائحة التراث العالمي ليونسكو هي فقط الخطوة الأولى، والتي تهدف إلى دعم المجتمعات المحلية والأردنيين بشكل عام، وتعزيز الاستدامة والأهم من ذلك كله الحفاظ على تراثنا للأجيال المقبلة".

وأكد السفير الإيطالي في الأردن لوتشيانو بيزوتي، على أنه "بالإضافة إلى ضمان القيمة الثمينة للمناطق الحضرية ذات الأهمية الثقافية والتاريخية، فإن هذه المبادرة تسلط الضوء على دور تصميم مساحات المدينة في تعزيز فرص التماسك الاجتماعي أو الحد منها".

وأضاف "تمثل الأماكن العامة المطورة فرصة لزيادة فعالية آليات الإدماج الاجتماعي، من خلال المشاركة اليومية للمجتمعات المحلية في الأنشطة الثقافية المشتركة والتفاعل الاجتماعي، وتشجيع المساواة والشعور بالانتماء إلى المجتمع".

وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، شيري ريتسما-أندرسون إن هذا المشروع يؤكد "التزام الأمم المتحدة بمساعدة الأردن في تحقيق التزاماته الدولية وأولوياته الوطنية. ومن خلال الاستجابة لخطة إدارة الحفاظ على السلط، نهدف إلى الحفاظ على مساحات المدينة وأصول التراث الحي فيها وإصلاحها، والحفاظ على نسيجها الحضري المضياف. إن هذا النهج الشامل يدمج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مما يضمن التنمية المستدامة للأجيال المقبلة".

نيابة عن برنامج موئل الأمم المتحدة ويونسكو، قالت رانيا هدية، الممثلة الإقليمية لموئل الأمم المتحدة للدول العربية: "نأمل أن تكون هذه المبادرة بمثابة نموذج للحفاظ على هوية وتراث مدننا، بحيث يمكن تكرارها وتوسيع نطاقها في المستقبل. من خلال نهج تشاركي يجمع بشكل استراتيجي بين خبرات موئل الأمم المتحدة واليونسكو، سيسهم هذا المشروع في إعادة إحياء التراث الحي من خلال الأماكن العامة القائمة والتي تشكل قلب المدينة، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية التي تضمن شمولية الجميع".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد