كيف سيتعامل ستارمر مع حرب غزة

mainThumb
ستارمر

05-07-2024 11:34 PM

وكالات - السوسنة

يتساءل مراقبون وسكان قطاع غزة كيف ستتعامل الحكومة البريطانية الجديدة مع الحرب الدائرة منذ 9 أشهر، وهل ستختلف عن سابقتها المحافظة التي سارع رئيسها ريشي سوناك إلى دعم إسرائيل وواصل إرسال الأسلحة إليها.

إستراتيجية دائمة

ويرى الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية فيليب إنغرام، أنه من غير المرجح أن تُغير حكومة حزب العمال الجديدة موقف المملكة المتحدة فيما يتعلق بغزة، مشيرا إلى أنها سوف تدعو إلى وقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الأسرى.

وأضاف إنغرام أنه من منظور طويل المدى، ستستمر سياساتها في عكس سياسات رئيس الوزراء السابق سوناك من حيث أن حل الدولتين هو الحل الوحيد طويل المدى للسلام الإقليمي وستعمل على محاولة تمكين ذلك مع الشركاء الدوليين.

ويتفق عمر إسماعيل نائب رئيس حزب العمال عن دائرة هيرتفودشير، مع هذا الرأي، مؤكدا أن سياسة حكومة العمال لن تختلف كثيرا عن سابقتها المحافظة فيما يتعلق بالوضع في غزة والمنطقة. وأشار إلى أنه منذ وعد بلفور الذي ساعدت فيه بريطانيا على إنشاء إسرائيل التزمت حكومات المملكة المتحدة بسياسة معينة تجاه تل أبيب.

وأكد إسماعيل أن أيّ حكومة بريطانية تلتزم بإستراتيجية دعم وتأييد إسرائيل بشكل كامل. وأوضح أن الحكومة ستستمر في دعم تل أبيب بالسلاح.

وأضاف أن حكومة العمال لن تعترف بالدولة الفلسطينية، كما وعد ستارمر قبل الانتخابات، بسرعة، بل ستنتظر حتى تدرس إستراتيجيتها وتتوقف الحرب ويتم الإفراج عن جميع الأسرى الموجودين لدى "حماس".

ويؤكد الحزب التزامه الاعتراف بالدولة الفلسطينية "كمساهمة في عملية السلام المتجددة التي تؤدي إلى حل الدولتين". لكنه لم يحدد أي جدول زمني للقيام بذلك.

وتشمل الالتزامات الأخرى الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى غزة.

ودعا وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، في أول موقف له بعد تعيينه الجمعة.

وقال لامي الذي تولى حقيبة الخارجية بعد فوز العماليين في الانتخابات التشريعية الخميس، إنه "سيعمل (...) على دعم وقف فوري لإطلاق النار (في غزة) والافراج عن الأسرى"، مضيفا "سأبذل كل ما في وسعي لمساعدة (الرئيس الأميركي) جو بايدن على التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

ورغم تصريحات حزب العمال بأنه يريد وقف القتال في غزة، أيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مما أثار غضب بعض من 3.9 ملايين مسلم يشكلون 6.5 %من سكان بريطانيا.

وتعرض ستارمر لانتقادات لأنه بدأ يدعو تدريجيا إلى وقف إطلاق النار.

وأكد إسماعيل أن حكومة العمال ستعمل على تحقيق حل الدولتين وستنتظر انتهاء الانتخابات الأميركية حتى تبدأ مساعيها لتحقيق هذا الغرض. وشدد على نية الحكومة الضغط لزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال أستاذ في قسم الحكومة بجامعة إسيكس بول وايتلي، إن موقف حزب العمال كان في بعض الأحيان معارضاً لجذوره المناهضة للاستعمار.

وأضاف في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز": "الحرب في غزة تتعارض بشكل واضح مع الالتزام التاريخي لحزب العمال بمكافحة الاستعمار. وما حدث الآن هو أن التعاطف مع الفلسطينيين تزايد، كما تزايدت المخاوف بشأن سلوك إسرائيل داخل الحزب".

لكنه أكد أن السياسية الحالية لبريطانيا في هذه القضية ستستمر في ظل الحكومة الحالية. وتابع: "هم ليسوا منقسمين بشأن هذا الأمر".

أما عن خسارة الحزب لغالبية أصوات المسلمين، يرى إسماعيل أن المستقلين استغلوا حرب غزة للحصول على دعم المسلمين، بالإضافة إلى أن حركة "حماس" نجحت في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على عدد كبير من الناخبين واستغلال ذلك.

وقال إنغرام: "لم يخسر حزب العمال أصوات المسلمين في الانتخابات الأخيرة، بل خسر مقاعد في منطقتين لأن السكان دعموا وجهات نظر احتجاجية أكثر تطرفًا مؤيدة لفلسطين".

وجاء في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سافانتا الشهر الماضي أن 44 % من الناخبين المسلمين اعتبروا الصراع واحدا من أهم 5 قضايا، وقال 86 % إنهم سيفكرون في دعم مرشح مستقل بشأن هذه القضية.

ودعت حملة "صوت المسلمين" الناخبين إلى اختيار مرشحين مؤيدين لإعلان دولة فلسطينية إما من المستقلين أو من أحزاب أصغر مثل حزب عمال بريطانيا اليساري الذي قدم أكثر من 150 مرشحا .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد