الحمود : كشف ملفات الفساد سيعزز الاستثمار المستقبلي بالأردن

mainThumb

18-02-2012 09:39 PM

أجرى الدكتور نصير شاهر الحمود حوارا مع صحيفة التجديد نيوز اليمنية أكد خلالها على إيمانه بقدرة رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة على سبر أغوار ملفات الفساد المتشعبة في المملكة، مبديا اطمئنانه على سير تلك العملية الإصلاحية التي تسير برعاية ملكية.
وقال الحمود إن كشف ملفات الفساد المالي والإداري، ستسهم في تعزيز مركز الأردن ضمن مؤشر مؤسسة الشفافية الدولية، وبالتالي قدرته على جاذب استثمارات جديدة في المديين المتوسط والطويل.
وذكّر الحمود بأهمية إجراء انتخابات نيابية شفافة تعيد مكانة مجلس النواب كممثل للشعب من جهة فضلا عن دوره كمراقب ومشرع لمناحي الحياة المختلفة، قائلا إن هذه الخطوة ستقلص الاحتقان السائد في الشارع الذي يشكك في قدرة المجلس الحالي على تمثيل مصالحه.
كما تعرض الحمود في الحوار لجوانب ذات صلة بالتطورات السياسية الإقليمية وتداعيات الملفين السوري واليمني، تجدونه بنص المقابلة التالي:

سياسي اردني ل"التجديد نيوز" : اليمن يسير في نفق مظلم لا يعرف نهايته

التجديد نيوز، صنعاء، اليمن:

رأى السياسي الاردني الدكتور نصير الحمود في حوار خاص مع صحيفة" التجديد نيوز"اليمنية ان اليمن يسير في نفق مظلم لا يعرف نهايته بسبب عدم الحسم الذي ارجأ حل الازمة لفترة طويلة، غير أنه ابدى ثقته بقدرة أبناء اليمن في سلوك الطرق الأنسب لبلوغ مرحلة بناء الدولة المدنية العصرية. وحول مكافحة الفساد في الاردن قال الحمود أن رئيس الحكومة عون الخصاونة أبدى جدية في طرق أبواب الفساد من خلال تحويل شخصيات مهمة للقضاء كان يخشى فيما مضى التطرق لأسمائهم سراً، مما سيسهم في الارتقاء بمكانة الأردن على مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية وبالتالي تعزيز تدفق المستثمرين الراغبين بالاستثمار في مجالات مختلفة، وفيما يلي نص الحوار مع الحمود :

كيف تلقيتكم خبر كأردني ضمن أقوى 50 شخصية مؤثرة في قطر؟

الحمد لله ، فقد وفقني الله بأن تم اختياري ضمن هذه القائمة التي تنشر للمرة الأولى على الصعيد القطري وضمت أعلاما بارزة من أصحاب رؤوس الأموال ورجال الاقتصاد الأعلام والمعرفة اللذين يحظون بمكانة رفيعة. الحقيقة أن ذلك التصنيف وضعني أمام تحدي لم أكن أحسبه من قبل فالحصول على تقدير الآخرين لك بالتميز أسهل من الحفاظ على هذه المكانة، غير أنني أتطلع للمضي قدما في خدمة وطني الأردن عبر وجودي في دولة قطر التي أسعى أيضا لتقديم ذات الخدمات لها نظير حسن استقبالها وتعاملها معنا.لقد وضعني تصنيف هذه القائمة بالمرتبة السابعة عشرة، حيث أفخر بكونني الأردني الوحيد ضمن هذه القائمة، غير أنني أفخر أيضا باعتباري ممثلا لوطني فيها ، إذ يعد ذلك التقدير اعترافا بالدور الذي يبذله الأردنيون في بناء وتنمية دول مجلس التعاون الخليجي في المجالات الصحية والتعليمية فضلا عن قطاعات الأعمال.

كيف ترون وضع اليمن؟

حالة من الجمود وسير في نفق مظلم لا يعرف نهايته، الحقيقة أن عدم الحسم الحاصل في اليمن ساهم في إرجاء حل الأزمة لفترة طويلة، كما أن سوء حظ الأشقاء في اليمن أن دموية الأحداث في سوريا تسببت في تغطية التطورات الحاصلة في بلدهم.غير أنني على ثقة تامة بقدرة أبناء البلد الذي يعد الوطن الأم للعرب جميعا في سلوك الطرق الأنسب لبلوغ مرحلة بناء الدولة المدنية العصرية والتي يسبقها جهودا واسعة في إطلاق دستور ينص على ذلك واهتمام ورعاية كافيان بكل من الصحة والتعليم وترسيخ انتماء للوطن من خلال التخلص من الانتماءات الضيقة على أهميتها.اليمن تتمتع بموقع استراتيجي من خلال وجودها على المحيط الهندي والبحر الأحمر وبطبيعة الحال مضيق باب المندب، كما أن أهميتها تتمثل في موقعها القريب من أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، وهو ما يعني إن إطالة أمد الأزمة الجارية سيكون ذا أثر سلبي على أسعار النفط وبالتالي نمو الاقتصاد العالمي.

ما هو تعليقكم على مكافحة الفساد في الاردن ومؤخرا تم اعتقال شخصيات كبرى في الأردن؟

تسير جهود مكافحة الفساد في الأردن وفق رعاية ورؤية ملكية هاشمية ترفض استخدام المنصب والنفوذ لتحقيق مصالح على حساب المواطن.وقبل الخوص في غمار البحث عن المفسدين والملفات المتصلة بهم فقد كانت الأردن في موقع متقدم مقارنة ببقية دول العالم العربي من حيث مؤشر مدركات الفساد، غير أن ذلك لا يكفي نظرا لأهمية تصفية جميع المظاهر السلبية التي ترافق أشكال الفساد التي جاءت على مقدرات الشعب فضلا على الاقتصاد الوطني الضعيف أساسا.لقد أبدى رئيس الحكومة عون الخصاونة جدية في طرق أبواب الفساد من خلال تحويل شخصيات مهمة للقضاء، كان يخشى فيما مضى التطرق لأسمائهم سراً ، كما أنه تعهد بفتح عدة ملفات تصدر منها رائحة الفساد وسوء استخدام الوظيفة العامة لتحقيق المكاسب والسمسرة على حساب قوت المواطن.البعض يقول إن كثرة الحديث عن الفساد من شانها طرد الاستثمارات الأجنبية والعربية في المملكة والحقيقة عكس ذلك، فإن تصفية المناخ الإداري والاستثماري من الشوائب الفاسدة سيسهم في الارتقاء بمكانة الأردن على مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية وبالتالي تعزيز تدفق المستثمرين الراغبين بالاستثمار في مجالات الصحة والتعدين والتعليم غير أنهم كانوا يصطدمون ببعض المتنفذين الراغبين في الحصول على عمولات مقابل تسهيل أعمال هؤلاء المستثمرين. أنا متفائل جا بما يجري من تطورات في بلدي، غير أنني لست كذلك بشان قدرة مجلس النواب الغير القادر على فرض دوره الرقابي والتشريعي، متأملا أن يؤدي انتخاب مجلس جديد بوجود هيئة رقابة ذات شفافية في تحسين دور السلطة التشريعية التي كانت لسنوات طويلة تحت جناح مؤسسات أخرى لا ينص الدستور على دورها الرقابي والتشريعي.

ما هو تعليقكم على الفيتو الروسي – الصيني ضد القرار العربي حول سورية؟

الحقيقة أن لدى كل من الصين وروسيا مصالح إستراتيجية وعسكرية في سوريا والتي تعد آخر معاقلهم في العالم العربي وذلك منذ انهيار المد الشيوعي والاشتراكي مع انهيار الاتحاد السوفييتي، غير أن لجوء البلدن العربية للجمعية العمومية للأمم المتحدة ، ساهم في تعرية موقفي بكين وموسكو اللذان نظرتا فقط لمصالحهما حين صوتتا ضد مشروع القرار بمجلس الأمن.على هاتين الدولتين المهتمتين في المنظومة العالمية بناء علاقاتهما مع الشعوب من خلال خلق قاعدة من الثقة المتبادلة التي تقوم على الاحترام المتبادل وتقدير البعد الإنساني فوق أي مصالح، لأن استمرارهما بذات السياسية يعني فقدانهما أي تعاطف شعبي فضلا عن تحالف مع الأنظمة الجديدة التي حملتها نسائم الربيع العربي.مجددا خسرت كل من الصين وروسيا وجودهما وتأثيرهما في المنطقة لصالح الغرب الذي استطاع أن يملاً الفراغ بصورة ذكية رغم أنه يسعى لتحقيق مصالحه أيضا عبر ركوبه موجة الربيع العربي. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد