الاعلام العربي الرخيص

mainThumb

04-07-2024 02:21 AM

لم تبرح قنوات الاعلام الرخيص الجديد في (اليوتيوب – السناب شات -التيك توك) تمارس أنواعاً شتَّى من تزييف الواقع ونشر الأكاذيب من خلال عقد الندوات والحوارات والبث الحي عبر المرتزقة العرب لزعزعة البلدان العربية التي تنعم بالأمن والاستقرار في الخليج ومصر والأردن حتى هذه اللحظة.
الاعلام الرخيص المدعوم عربياً وغربياً وفارسياً أسهم بدور سلبي وهدَّام بالتشجيع والتحفيز وشحذ همم أتباعه بالسعي قُدُماً لتدمير البلاد العربية في سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان، كان من نتائجه قتل مئات الآلاف من البشر، وتشريد ملايين أخرى في كل أقطار الأرض، وهدم البُنى التحتية، واحتلال الأرض بغير سكانها الأصليين.
من ينتسب للجماعات التي تسمَّت بالإسلام زوراً وبهتاناً كان له دور في ذلك الدمار والتشريد والقتل بدعم غربي واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، فهم لا يكترثون بالاسم والمُسمَّى للداعم لهم مادياً واعلامياً، لا يعنيهم دينه ولغته، ولا حتى السؤال عن أسباب دعمه لهم بالمال والسلاح طالما سار في ركابهم لتحقيق غاياتهم بتغيير الجغرافيا والتاريخ وتدمير الحجر والشجر والبشر.
اللافت أن جامعة العرب العربية لم تستطع جمع وتوحيد الصف العربي حول نفسه اعلامياً، لا يوجد ميثاق شرف اعلامي للدول الأعضاء، فالحديث في القمم العربية يدور حول القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين طوال عقود من الزمن، ينتهي اللقاء بالشجب والاستنكار كما جرت العادة في كل القمم، وتقديم بعض المعونات المادية للمتضررين.
لم تستطع جامعة العرب الوفاء بالتزاماتها وفق البنود المتفق عليها عندما أنشئت في العام 1945م حتى الآن، كان المتوقع من العرب توحيد الصف سياسياً واقتصادياً، مروراً بالاتحاد عسكرياً وأمنياً على غرار حلف الناتو، وانتهاءً بقيام المحكمة العربية التي تفصل في الخصومات وتحل المشكلات في القضايا البينية بين الدول الأعضاء.
نعود للحديث عن الاعلام التجاري الرخيص والمرتزقة الإعلاميين العرب الذين لا يقل خطرهم على العرب والمسلمين عن دولة الكيان المحتل لأرض فلسطين بل يزيد، يتدخلون في النوايا، يحكمون ويحاكمون الشعوب والقادة، تتوقف ألسنتهم عن ذكر البلاد العربية التي دخلها واستباحها الربيع العربي المشؤوم وأحالها دماراً وخراباً، وتنطق ألسنتهم وتسيل أقلامهم عند الحديث عن البلاد العربية التي تنعم بالأمن والرَّخاء والاستقرار.
معظم هؤلاء الإعلاميين معول هدم لبلدانهم، يعملون ويقيمون خارج الحدود، ليسوا مستقلين في أقوالهم، ينفذون بالأجر وجهة النظر لمن يعادي أوطانهم، ينطقون ويصمتون وفق توجهات الداعم لهم، ليس لهم شغل شاغل في الوقت الحاضر سوى التقليل من المنجزات، والفرح بالمصائب والسيئات، ينتهجون الكذب والتدليس، حتى المشاعر المقدسة لم تسلم من أذيتهم، أرادوا مؤخراً النيل من الحج والحجيج، والصد عن سبيل الله بزيارة بيته الحرام، وتحريض الغوغاء والمخالفين للنظام تحت وسم "حج غير آمن"، هذا لسان حالهم ومقالهم، كانوا بصدد تخريب الحج، تمنَّوا سراً وعلانية أن الحج لم ينجح، والحجيج لم يحج، فخابت مساعيهم، وحصدوا الخذلان.
ذلك الاعلام الرخيص لا يزال يشجع على الفوضى في قطاع غزة، ويلقي باللوم والعتب على العرب شعوباً وقادة في قضية لم يكن طرفاً فيها حين قامت حماس بمهاجمة الكيان واستجراره للنزال في السابع من أكتوبر الماضي تحت بند "طوفان الأقصى"، وها هي غزة اليوم تلحق بالدول العربية التي دخلها الربيع المشؤوم، فقد أتاحت الفرصة للكيان الصهيوني المحتل احداث ما أحدثه فيها من قتل وتشريد وتدمير في كل أجزاء القطاع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد