نصائح لضبط علاقة الطفل بالشاشات

mainThumb
طفل يستخدم

02-07-2024 02:44 PM

وكالات - السوسنة

يصعب على الأطفال اليوم الانفصال عن الشاشات، فهي في كل مكان، سواء معلقة على الجدران أو موضوعة على الطاولات.

وحتى نحدّ من استخدام الأطفال لها، تشدد اختصاصية الطب النفسي السريريّ والمعالجة، سولين دوديكيم، في مقابلة مع مجلة فاندوجوردوي البلجيكية، على أهمية أن يتذكر الوالدان دوماً أنهما قدوة ويطبقا ذلك في سلوكهما اليومي، كتجنب استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام قبل البدء في تقييد استخدام أطفالهم له.

إذا شعر طفلك بالغضب عند تقييد استخدامه للشاشات، فقد يكون السبب أنه أصبح يعتمد عليها. وتوضح الاختصاصية دوديكيم أن «الدراسات أثبتت شعور الطفل بالألم بعد انقطاعه فجأة عن شاشته». ولتجنب وقوع أي أزمة، من الأفضل تجنب حرمانه بشكل مفاجئ من الجهاز اللوحي أو الهاتف.

ويجب أن تكون القواعد المتعلقة بالشاشات واضحة بالنسبة له ويجب علينا الحفاظ عليها. وهذا يعني أننا إذا قلنا: إن الاستخدام يجب أن يكون 30 دقيقة، فيجب ألا يتغير التوقيت إلى 25 ولا 35 دقيقة؛ لأن البدء بقبول 5 دقائق إضافية، سيسمح للطفل بالتفاوض في كل مرة.

وتنصح الخبيرة باستخدام منبه لعدّ الوقت حتى يلاحظ الطفل أو المراهق الوقت الذي بقي أمامه والذي مضى.

متى نستخدم قواعد صارمة؟

يوصى بوضع مبادئ توجيهية في المنزل، ولكن الطفل الذي يؤدي واجباته المدرسية بشكل جيد، ويستجيب لأوامر وتعليمات والديه ويشارك في أعمال المنزل، ولديه أصدقاء، ويذهب طوعاً إلى المدرسة ويمارس أنشطته، لا يحتاج وفق الاختصاصية إلى قواعد صارمة، بينما يتوجب تشديد القواعد في حال حدوث مشاكل مثل تراجع المستوى في المدرسة، كاشتراط إكمال الواجبات المدرسية لاستخدام الهاتف.

القواعد الذهبية

لكي يتمكن أولياء الأمور من إدارة استخدام الشاشات مع أطفالهم بشكل أفضل، قام الطبيب النفسي سيرج تيسرون بتطبيق قاعدة 3–6–9–12.

1 - لا شاشة قبل 3 سنوات

2 - من عمر 3 إلى 6 سنوات، يمكن دمج الشاشات في الروتين اليومي لكن لفترة زمنية محدودة تتراوح بين 30 دقيقة وساعة واحدة يومياً مع أحد الوالدين

3 - من 6 إلى 9 سنوات، تسمح الشاشات لتشجيع الإبداع. علمهم كيفية التقاط صورة، وإنشاء مقاطع فيديو صغيرة، واختيار الصور لإنشاء ألبوم.. وهذا أيضاً هو الوقت الذي يمكنك فيه مناقشة متى سيحصل طفلك على هاتفه الذكي الأول

4 - من عمر 9 إلى 12 سنة، يجب تعليم الطفل حماية نفسه من الشاشات. اسأله ما الذي يفعله؟ وما يراه؟ وما الذي يتفاعل معه على وجه الخصوص؟ واشرح له قواعد الإنترنت الثلاث، وهي: أن كل ما يتم نشره يقع في النطاق العام، وسيبقى هذا المحتوى إلى الأبد، وما يوجد على الإنترنت ليس دائماً هو الحقيقة.

5 - بعد 12 عاماً، ابقَ حاضرا عند استخدام طفلك للشاشة من دون التطفل عليه. ويمكنك تحويل ملفات التعريف الخاصة بك على الشبكات إلى الوضع الخاص، وتقييد استخدام هاتفه الذكي، خاصة في الليل، والأمر نفسه ينطبق على ألعاب الفيديو.

تم وضع هذه المعايير بشكل جيد، وفقاً لسولين دوديكيم، لكن الاختصاصية تقول إنها لا ترى مشكلة كبيرة في أن يشاهد الطفل الرسوم المتحركة لمدة 30 دقيقة إذا كان لديه والدان يلعبان معه ويمشيان معه، ويتحدثان معه، ويأكلان معه دون تشغيل الشاشات، ولكن يجب أن يكون ذلك لـ30 دقيقة ولا تتغير المدة.

ولاستكمال هذه القواعد الأساسية تضيف الاختصاصية بعض النقاط الأساسية:

■ لا تنسوا المحظورات:

نحن ننسى المحظورات كثيراً، فالأفلام والمسلسلات وألعاب الفيديو لها حدود عمرية، وهي للأسف لا تحظى باحترام كبير، فقرار العلماء حظر لعبة فورتنايت على الأطفال دون سن 12 عاماً سببه يعود إلى عدم قدرة الدماغ على إدارة الإدمان والعنف.

■ ضعوا القواعد إذا لزم الأمر:

في سن 8 إلى 9 سنوات تقريباً، وعندما نبدأ في دمج ألعاب الفيديو، تنصح الاختصاصية بالمضي في الأمر ببطء. وتضيف: «أقترح على الآباء عدم وضع قواعد صارمة بشكل مباشر، وأن يقولوا للطفل: سنقضي شهراً بدون قواعد ثم نقوم بتقييم نتائج مدرستك».

وخلال اللقاء الأول مع أولياء الأمور، غالباً ما تطرح سولين دوديكيم السؤال التالي: ما القواعد المتعلقة بالشاشات التي تطبقونها في المنزل؟ وتقول إنها لا تطلب منهم على وجه التحديد معرفة الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة، ولكن كيف يتصرف الوالدان. لأن الصعوبة تكمن بالنسبة لكثيرين في القدرة على وضع الحدود، ومنع الشاشات من عزلهم عن العالم.

وتؤكد أنه في حال عدم احترام القواعد المنصوص عليها، أو إذا كان وقت الشاشة كبيراً أو بدأ الطفل في مشاهدة الشاشات في وقت مبكر جداً، فقد تكون لذلك عواقب ضارة، حيث يطور لغته بشكل أقل جودة، وكذلك جانباه الحركي والنفسي يتراجعان، وعندما يكبر الأطفال ويستخدمون الشاشات بكثرة، قد يواجهون صعوبة في الالتزام بالقواعد الاجتماعية، أو يعانون من مشاكل في النوم، أو حتى يتركون المدرسة. ويتيح هذا السؤال للاختصاصية فرصة فهم وتحديد علاقة الشاشات بالمشكلة التي يعاني منها الطفل وتطلبت تحرك الوالدين وطلبهم لاستشارة نفسية، مثل قلة التركيز أو مشاكل النوم أو العدوانية أو الانقطاع عن الدراسة .

إقرأ المزيد :   






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد