اقتضى التنويه مع أشد اعتذاري

mainThumb

28-06-2024 09:30 PM

بدأت في كتابة كتاب بعنوان بكائيات غزة، لكن قبل أن أنجزه وجب الاعتذار إلى أهل غزة والمنكوبين في العالم لأننا مهما حاولنا أن نصل إلى عمق المأساة، ندرك أن هذا مستحيل، نحن نلامسها فقط، وما بدأت بكتابته وأكتبه يعكس نقطة في بحر ما يعانون، نحن نعيش الجراح على شاشاة التلفزة، ونبكي بحرقة مع أننا نشاهد فقط مقتطفات وصورا مبتورة، ولقطات متفرقة لأصل متخم بالجراح والألم، لواقع حي، أقول حيا وهو يعج بأشلاء مئات الشهداء، لكنه حي في ذاكرتنا وقلوبنا، يُهيأ لنا ونحن نشاهد ما يجري إننا نعيش في قلب المعركة معهم، لكن معاناتهم أضعاف أضعاف ما نشعر به مع محاولاتنا المستميتة لنصل إليهم، لنعبّر بصدق، وإن هي إلا محاولات. دونها الصمت والخذلان. أنا الآن أرفع صوتي ما دمت لا أملك سوطا.
وكما هو معلوم للجميع أن الكلمة سلاح ، قيل هي سلاح العاجز الأعزل، ولكني على يقين أنه عتاد الواعي الذي يسعى للتوثيق، ولرسم صورة قد تتآكل بفعل الزمن، لكننا عندما نسلط الضوء عليها نحييها، وهذا قد يفيد للأجيال القادمة، عندما تنتهي هذه الحرب، وتنسخ من الذاكرة تفاصيل صغيرة من وعينا، مع أننا ندرك ضخامتها وأهميتها، أهل غزة لا ينسونها، هم يحتفظون بها وبالكثير غيرها التي لم نوثقها، لا لأننا آغفلناها، لكننا ببساطة لم نعشها على أرض الواقع، لم نخبرها، والخيال قد يخفق في هذه الأحوال، هو يساعدنا فقط، يستحضر لنا صورا وحكايات، لكنه يعكس ما نتخيله في وعينا وإدراكنا، أما الحقيقة الخافية علينا يقف أمامها عاجزا كعجزنا، أما أهلنا في غزة يعرفون كل شيء، حُفرت في أعماقهم المآسي. أعتذر بشدة لهم وأختم كلمتي بدعاء النصر ليكون فاتحة الأمل لغد أفضل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد