نجاح موسم الحج للعام 1445هـ

mainThumb

28-06-2024 02:02 PM

في ظل الجهود الجبَّارة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لخدمة الزائرين لبيت الله العتيق في الحج والعمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف، مارست وسائل الإعلام المغرضة والحاقدة على بلاد الحرمين الشريفين صوراً شتَّى من الأقاويل والتهديدات المباشرة بنشر الفوضى ورفع الشعارات البائسة التي لا تمت للإسلام بصلة تحت عبارة "الحج غير آمن"، هذه العبارة رددتها وسائل الاعلام من خارج الوطن قبل الحج بأشهر، فيه دلالة على المخطط المشؤوم الذي اعتاد عليه أعداء الوطن في العقود التي مضت خلال موسم الحج للنيل من بلادنا والاضرار بالحجيج في المشاعر المقدسة لتنفيذ أجندات اخوانية فارسية مشتركة.

الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في خدمة الحرمين الشريفين يعلم بها القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها، منذ أن تأسست هذه البلاد المباركة في عهد الملك عبدالعزيز– طيَّب الله ثراه – حتى يومنا هذا، وهي تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن استشعاراً منها بواجب الضيافة، فالضيف الزائر للمشاعر المقدسة هو في كنف الله وضيافته قبل قدومه لهذه البلاد المباركة التي عمَّ خيرها وفاض عطاؤها على كافة العرب والمسلمين في شتَّى أنحاء المعمورة.
لن يكون الحديث في هذه المقالة عن الحجاج النظاميين الذين لديهم تصريح بالحج، فحملات الحج قد هيأت لهم المخيمات المكيفة، والمعيشة الكافية، والمواصلات العديدة، والخدمات الصحية، والنشرات التوعوية، والمتطوعون الذين يقومون بخدمتهم في كل لحظة، إنما الحديث عن أولئك الحجاج غير النظاميين الذين فاق عددهم الـ 300 الف حاج قادمين بتأشيرات العمرة والسياحة والزيارات العائلية التي أتاحت لهم القيام بالعمرة في شهر رمضان الماضي فأقاموا لدى أقاربهم بمكة قاصدين الحج دون الامتثال للتعليمات من الجهات المسؤولة على خدمة الحجاج التي تنص على ضرورة وجود تصريح حج نظامي للقيام بفريضة الحج.
الزمان والمكان لتأدية ركن الحج في المشاعر المقدسة محدودين، وفي ظل بلوغ عدد الحجاج من الداخل والخارج المليونين من البشر وارتفاع درجة الحرارة التي تجاوزت الـ 50 درجة مئوية يتعرض كبار السن والمرضى خلال تأدية المناسك لعوارض مرضية قد تؤدي للوفاة وهو أمر طبيعي يحدث في كل أقطار المعمورة عندما يحدث ازدحام بين البشر بهذا العدد الضخم، فعندما يفترش الحجاج الشوارع في المشاعر المقدسة تحت لهيب الشمس الحارقة والحرارة العالية حتماً سوف يصاب الأغلب بضربات الشمس والاجهاد الحراري الذي سيؤدي نهاية المطاف لحالات الوفاة.
ولكون غالبية الحجاج المتوفين من دولة مصر، فقد كشفت وسائل الاعلام هناك عن وجود استغلال وجشع مادي لشركات السياحة والعمرة في مصر للقادمين بتأشيرات الزيارات العائلية وتأشيرات العمرة عن طريق النصب والاحتيال بالإيهام بتوفيرها لكافة الخدمات لهم في موسم الحج، عند وصولهم للديار المقدسة تركوهم لمواجهة المصير دون أي استشعار لمسؤوليتهم.
دروس مستفادة من الحج في كل عام، لعل أبرز تلك الدروس في الوقت الحاضر بعد انقضاء موسم الحج الذي نجح بشكل لافت هو بحث الأسباب التي جعلت هذا الكم الهائل من الوافدين المخالفين يخرقون النظام للقيام بالحج بصورة غير نظامية، ازدادت على الأثر نسبة الحجاج بشكل هائل يفوق الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة ويعوق الحركة المرورية للقيام بالخدمات بشكل أكبر.
في اعتقادي أبرز الحلول لمعالجة الموقف في المستقبل تتمثَّل في وقف تأشيرات الزيارة العائلية أو الزيارة الشخصية نهائياً، أو قصر مدة التأشيرة بما لا يزيد عن ثلاثة أشهر غير قابلة للتمديد، مع إصدار غرامات وابعاد للمستضيف المتستر عندما يتأخر الزائر عن مدة التأشيرة المقرر بـ 90 يوماً، وتتولى شركات السياحة الوطنية القيام بخدمة القادمين من خارج البلاد من خلال مكتب للحج تُشرف عليه السفارات السعودية في كل الأقطار الإسلامية لتنسيق الجهود بين الحاج القادم من خارج البلاد مع الحملة التي ينتمي اليها في الداخل بما يضمن وجود خدمات مقدمة سلفاً قبل مغادرة بلاده باتجاه المشاعر المقدسة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد