سفارة اميركية في بغداد بمساحة الفاتيكان

mainThumb

05-09-2007 12:00 AM

يتوقع أن تفتتح الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في بغداد خلال الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر. وعلى الرغم من احتلالها مساحة جغرافية توازي مساحة دولة الفاتيكان، في قلب العاصمة العراقية، إلا أن الأسوار العالية ستجعل مبنى السفارة الأضخم في العالم، مخفياً عن الأعين، لدواعٍ أمنية.

فكل ما يمكن رؤيته من السفارة الجديدة، التي تعتبر أكبر من قصر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، هو عشرات البلوكات الإسمنتية الجديدة، المطلية باللونين البني
والرمادي.

أقيمت السفارة الجديدة على مساحة 42 هيكتاراً، بتكلفة بلغت 600 مليون دولار. وستشمل مكاتب تتسع لـ 1000 موظف، إلى جانب 6 مبان سكنية، تضم 619 وحدة للموظفين. وسيكون للسفير منزلاً مساحته 16 ألف قدم مربع، بينما يعيش نائبه في مساحة 9500 قدم مربع.

كما ستضم السفارة مدرسة ومركزا للتسوق، ومراكز للأغذية، وحمام سباحة، وملاعب تنس، وكرة سلة وجمباز، وسينما، وصالون تجميل وناد اجتماعي. وسيكون لها مصدر خاص للمياه العذبة، وكذلك محطة كهرباء ومنشآت لمعالجة مياه الصرف، ومحال خاصة بالصيانة والمخازن.

وكانت شركة "بيرغر ديفايف بيغر" الهندسية، ومركزها ولاية كانساس، تولت إعمار السفارة ونشرت رسومها المعمارية على موقعها الإلكتروني، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أمرتها بإزالة الصور، والمخططات، وفق ما نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية الثلاثاء 4-9-2007. وقد رفضت الخارجية الأمريكية كل الطلبات التي تقدمت بها أجهزة الإعلام للقيام بجولة داخل المبنى, ووعدت بدلاً من ذلك بعرض صور للمدخل.

وستحمي المبنى الجديد، الذي وُصف بـ "قلعة داخل القلعة"، لوقوعه في المنطقة الخضراء المحصّنة في بغداد، قوة خاصة من جنود المارينز.

انتقادات عنيفة

ووجّه محللون سياسيون أمريكيون الكثير من الانتقادات للسفارة، التي اعتبروها رمزاً للعزلة الامريكية، وإشارة إلى الثقة الأمريكية الضعيفة بمستقبل العراق. وتقول الخبيرة
في هندسة السفارات جين لويغلر إن المبنى " المحاط بهذه الأسوار العنيفة، والمقطوع تماماً عن باقي بغداد, يقف كأنه قلعة من قلاع الصليبيين الذين سيطروا في فترة ما على مناطق من الشرق الأوسط".

وتشرح أن "السفارات يتم تصميمها لتشجع وتعزز التفاعل مع المجتمعات التي تستضيفها, لكن ليس على هذا النحو رغم أن الديبلوماسيين الأمريكيين سيكونون من الناحية الفنية في العراق، إلا أنهم سيكونون كما لو أنهم في واشنطن".

فعلى الرغم من أن الحكومة الامريكية تعبّر عن ثقتها بمستقبل العراق الديمقراطي، بشكل متكرر، "إلا أنها صممت سفارة لا توصل ولا تنقل أي إحساس بالثقة في العراقيين ولا بصيصاً من الأمل لمستقبلهم بدلاً من ذلك قامت ببناء قلعة قادرة على الاستدامة في تواجد كثيف على المدى الطويل في وجه عنف مستمر"، وفق ما يقول السفير السابق في العراق إدوارد بيك، مضيفاً أنه سيكون في السفارة 1000 شخص متمترسين خلف أكياس الرمل"، متسائلاً "كيف نحقق الديبلوماسية بهذا الشكل؟".

إلا أن الدبلوماسيين الامريكييين لا يأبهون لهذه الاتهامات، ويصرّ أحد كبار المسؤولين على ان "حجم ومساحة السفارة يعكس وإلى حد كبير توقعاتنا في علاقة طويلة
الأجل ووثيقة مع العراق". ويضيف: "صحيح أنها قلعة لكن هذا هو شأن السفارات في أيامنا هذه.. وهل المبنى المحصن مأساة? نعم بالطبع هذه مقولة حزينة لكنها الواقع
الموجود في عالمنا اليوم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد