الجامعة العربية ومضافة الحاج مازن

mainThumb

24-06-2024 03:31 AM

لا أعلم لماذا لا تزال جامعة الأنظمة العربية موجودة حتى اليوم ، وما هو المبرر لمثل هذا الوجود لهذا الهيكل ؛ ربما أن قوتها الوحيدة أنها صناعة بريطانية في العصر الذهبي لبريطانيا العظمى سابقا .

وبهذه الفكرة الشيطانية أرادت بريطانيا أن توأد أي عمل عربي وحدوي بين أبناء الأمة العربية الواحدة ، وحتى لا تكون لهذه الأمة الموحدة بالجغرافيا والتاريخ المشترك مكان تحت الشمس إلا ما يصنعه المستعمرون ، وهي ليست جامعة الدول العربية كما هو الاسم والصحيح أنها جامعة الأنظمة الناطقة بالعربية التي معظم قادتها يعمل بالريموت كنترول الأمريكي الوريث الشرعي لأوروبا القديمة وعلى رأسها بريطانيا ذاتها .

لا أدري وأنا أستحضر تاريخ هذه الجامعة وكيف استحضرت بنفس الوقت برنامجا على التلفزيون الأردني أذكر كان اسمه ( مضافة الحاج مازن) وهو عبارة عن حلقات لمناقشة الأوضاع العامة من منظور اجتماعي مبسط .

إذا مضافة الحاج مازن التي كانت في مرحلة نسميها عرفية كانت تناقش قضايا المجتمع من خلال منظور مبسط ، والقضايا العربية واحدة في الأردن وفي كل بلد عربي ، ولا أرى فرقا بين جامعة الأنظمة العربية ومضافة الحاج مازن وكلاهما ديكور للحالة السائدة ، بل وأرى مضافة الحاج مازن أكثر قوة على الأقل في طرح قضايا المجتمع الأردني بذلك الوقت ، وهو جزء من المجتمع العربي وهمومه وقضاياه واحدة .

جامعة الدول العربية أو جامعة إيدن المؤسس الحقيقي لها وهو رئيس وزراء بريطانيا العظمى سابقا الذي أسقطه الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر على أثر العدوان الثلاثي الإجرامي على مصر الناصرية في 29 نوفمر عام 1956م .
بحثت ودققت كثيرا وبكل المراجع تاريخ هذه الجامعة ولم أجد لها أي عمل قومي وحدوي أفاد الأمة العربية ، بل كان دورها كما أراد لها مؤسسها دورا تخريبا بدءا من عدم الاتفاق على أي موقف موحد للعرب في قضاياهم القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وصولا لدور هذه الجامعة في تدمير العراق الشقيق عام 1991م ، واحتلاله بعد ذلك عام 2003م .
وكان دور الجامعة قوننة الاحتلال وإعطاء شرعية لأدواته ، وثم قوننة الاستسلام الذي يسمونه سلام على طرق جريمة كامب ديفيد الساداتية ، وكان السقوط الأول في مدريد وبه تم الانفراد بالأمة العربية دولة بعد أخرى وكانت أول هذه الجرائم في أوسلو  حتى وصلنا إلى صفقات ظلامية أخرى  .

وفي الربيع الصهيو أمريكي الذي يسمونه عربي كان لجامعة ايدن دورا في قوننة تدمير ليبيا واحتلالها ، واحتلال أجزاء من سوريا أمريكيا وتركيا من خلال دعم الجامعة للإرهابيين والقتلة أدوات أعداء الأمة العربية بواسطة بعض الأنظمة الإعرابية .

ورأى العالم كله من هم الثوار المزعومين في ليبيا وسوريا ومن داعميهم بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع العقيد الشهيد معمر ألقذافي والرئيس بشار الأسد .
ولكن المستهدف كانت ليبيا الدولة وسوريا الدولة ومن ورائهم كل العرب ، هذه جامعة الأنظمة العربية وهذا دورها وخاصة في غياب قامات عربية كبيرة كالزعيم جمال عبد الناصر وأحمد بن بيلا وهواري بوميدن وحافظ الأسد وصدام حسين ومعمر ألقذافي الذين كانوا على الأقل يمنعوا السقوط والتآمر من خلال هذه الجامعة .

وبعد ما يسمى بالربيع العربي المزعوم أصبحت جامعة الأنظمة العربية كما أسلفت أشبه بمضافة الحاج مازن مجرد كلام والتنفيذ للأسف للأوامر القادمة من خارج الحدود .

ورحم الله العقيد الشهيد معمر ألقذافي أحد ضحايا هذه الجامعة وكان أول من فضحها وعراها في لقاء القاهرة عام 1990م ، ، عندما وزع بيانها الختامي المكتوب باللغة الانجليزية قبل أن ينتهي الاجتماع ، وكالعادة البيان قادم من البيت الأسود في واشنطن .
وما أكبر التشابه بين جامعة الأنظمة العربية ومضافة الحاج مازن التي كانت أكثر واقعية على ألأقل .
ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد