سواليف حصيدة

mainThumb

22-06-2024 10:27 PM

تشغلنا الأحداث، نعم، نحن نعيش في صلب كل موضوع يطرحه الإعلام الرسمي وغير الرسمي. لدينا وقت كثير ومتسع لكل القضايا. نحرج بعضنا حينما تدب روح الحماس في إبداء الرأي، ويصبح المواطن العادي عبارة عن محلل لكل القضايا الوطنية والعربية والعالمية. خبراء نحن ولدينا وجهات نظر، وهل هناك أفضل منا؟ سننافس بعضنا على تيك توك وعلى فيسبوك وعلى إكس. في قديم الزمان، كان عدد الخبراء قليلًا، وكان القليل من يقرأ ويحلل لقلة الأدوات الإعلامية. لكن ماذا نفعل؟ سامحك الله يا مارك.

مارك وضع خاصية على فيسبوك تطرح سؤالًا لصاحب الصفحة: "بماذا تفكر؟" هذه أول خطوة ليصبح المواطن يسلك طريق إبداء الرأي والتحليل، ومن ثم يصبح مع الخبرة ومع التفات الإعلام إليه يأخذ وصف الخبير أمام الشاشات، ويقود نقاشات ويواجه الاختلافات، ومن ثم لربما تتعمق الأمور إلى النهاية.

هل ينطبق علينا المثل: "الفاضي يعمل قاضي"؟ أم "سبع صنايع والبخت ضايع"؟ نعم، نحن ينطبق علينا هذان المثلان من وحي الحياة والتجارب. لكنها غريزة الاندفاع نحو عدم كتمان ما يفكر به الإنسان والاحتفاظ برأيه لنفسه، بل يجد نفسه نحو القبول من البعض بما يقوله، والمعظم يتجه إلى السخرية لكي تصل الفكرة. مع هذا، حالة النقد والتجريح عبر المنشورات بأن المواطن هو محلل إخباري، عليه أن يصمت.

لا يحق لنا قول ذلك، لكن هذا ما سمحت به مواقع التواصل. وعلى المتابع أن يهتم بما يُكتب أم لا، هي حرية لا أكثر. لكن الفرق هو عدم خلق الإشاعات وتحرير الأفكار لإبعاد غير المعقولة نحو الخيال أو خارج نطاق العقلانية. من هنا نقول قد خرجنا نحو انفلات إعلامي.

وأعود وأذكر أنها حالة حماسية لا أكثر، وهذه الخاصية موجودة في كل زمان، حتى ما قبل أن تُخلق مواقع التواصل، كان هناك جلسات لا تخلو من المناقشات. وهذا طبع موجود في كل المجتمعات، هو إبداء الرأي، حتى سميت بسواليف حصيدة، وهي في النهاية سواليف حصيدة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد