أحاديث المتقاعدين في العيد

mainThumb

22-06-2024 01:52 PM

في جلسات العيد مع الأصدقاء سمعت احاديث وحكايات ومعاناة بعض المتقاعدين من جهات ومواقع مختلفة مما دفعني للبحث عن تجارب الآخرين في التعامل مع المتقاعدين في دول عديدة من الشرق والغرب، ونبدا بالتجارب الناجحة حتى لا نكون متشائمين.
وابرز تلك التجارب والتي يعمل بها في الدول الاوروبية والغربية وبعض الدول الاسيوية كاليابان، وتتميز باحترام المتقاعد والذي يتمثل في راتب مجزي وحوافز مالية ومعنوية ومعاملة كريمة من الجميع، وتصل الى معاملة خاصة في وسائل النقل العام وغيرها من المؤسسات ،وتوفير كل وسائل العيش الكريم، والذي يرغب في المزيد عليه الاطلاع على ذلك من المواقع والمراجع ووسائل الاتصال الرقمي.

وفي المقابل هناك في بعض الدول الغير مصنفة في الترتيب الانساني يتمنون الموت لهم لتوفير فاتورة التقاعد على الحكومة وتكاليف التامين الصحي ، وتحسم منهم كل الامتيازات ،وتتعامل معهم البنوك كرقم المرور Password ، وترفع عليهم ثمن بطاقة الصراف الآلي وتخفض من سقف بطاقة الائتمان خوفا من انتقالهم فجاة إلى رحمة الله وقد يتبقى في ذمتهم بضع دراهم دينا عليهم ، مع انه عند الصلاة على المتوفى يتعهد احد من اهله بسداد دينه امام الجميع.

ومن التجارب الوطنية ان المتقاعدين من الجامعات لا يستطيعون ان يستعيروا كتابا من المكتبة، ولا يسمح لهم بدخول الجامعة الا بتصريح خاص يجدد كل سنة واذا اضطرّوا إلى المرور من امام جامعتهم يبدا الهمس والغمز واللمز من بعض الحاقدين لمجرد ذكرهمً.

وهناك من يسعد لرؤيتهم ويرحبون بهم ويتواصلون معهم على منصات التواصل الاجتماعي والزيارات الخاصة، وهناك تجارب طيبة رواها متقاعدون عن مؤسساتهم التي تتواصل معهم وتكرمهم في المناسبات المختلفة.

ولكن هذا لا يمنع من ان نذكر ممن هم على راس عملهم بانهم سيمرون بنفس التجربة هذا اذا كتب الله لهم العمر للوصول الى هذه المرحلة من العمر للتقاعد.

وفي ضوء ما سمعناه من الأصدقاء المتقاعدين ننصح لمن هم على راس عملهم بعدم الاستعجال بالتشفي والتنكر لمن ورثتوا منهم المراكز والمكاتب وغيرها من الامتيازات فهم السابقون وانتم اللاحقون،
وافاد متقاعد ان بعض زملاء العمل اقاموا وليمة ابتهاجا لتقاعد مديرهم لانه كان كاتما على انفاسهم وجاثما على صدورهم بالحق والعدل ،وذلك لان هناك من لا يحب العمل في اجواء نظيفة ويعشق المستنقعات.

واغرب التجارب التي سمعت عنها ولا ادري مدى صحتها ورواها لي صديق كان قد زار كوريا الشمالية في ثمانييات القرن الماضي ،بانه لم يرى كبار السن في الشوارع وفي الاماكن العامة، ويعتقد حسب رأيه انهم قد يدفنوهم احياء بعد التقاعد كما كان (وأد البنات في الجاهلية عند العرب ) او يجمعوهم في معسكرات خاصة في مناطق بعيدة ويتصدقون عليهم ببعض الفتات حتى ينتهي اجلهم،
ولذلك على حكوماتنا ومؤسساتنا في البلدان العربية والعالم الرابع والغير مصنف، ان تختار بين التجارب التي تناسبها في التعامل مع المتقاعدين بين الاحترام والتقدير والتكريم، او التهميش والتطنيش،
او الاستفادة من التجربة الكورية ان صدقت الرواية بوأدهم احياء، (وكفى الله المؤمنين القتال )
وكل عام وأنتم بألف خير.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد